المروءة هي روحٌ، لا قلبٌ يتقلّبُ ولا عقلًّا يتغير، المروءة أساسٌ في الرجل؛ وكلما كان الرجل أصيلا في عروبته تجلتْ أكثر تلك الروح. و"المرو" حجرٌ أبيض يستوقد منه نارا. والنارُ تؤنس كما يأنس الناس تلك الروح. يقال: "بذل روحه"، ولا يكون البذل إلا مع المروءة، ولا الإثار إلا مع صفاء تلك الصفة من كل قناعات سيئة تأتي من خارج عالمها الجواني الوجداني. ملتقى الفكر الإسلامي: الحياء من شيم الكرام وسمة أهل المروءة | مصراوى. مَن يرافع عنك في محاكم الناس، عند أحاديث الناس؛ ذاك هو الرجل؛ رجلٌ ذو مروءة. و"المرو" أيضا يطلق على نباتٌ يشبه الحبق أو أنه هو نفسه، والحبق في انتشار رائحته كالريحان، وكم ووصفت "الجنّة" في الحياة الأخرى الآخرة بأن لها من الرياحين ما لها من النِعَم الأخرى، فكأن من يحمل المروءة يحملُ صفة من أهل الجنّة، وهو جنّة الله في أرضه! عائشة حُررت في: 4 آب (أغسطس) 21 / 4:20 فجرا روح كاتبة، حروفها بين عقلٍ وقلب. "القراءة هويّة" عرض كل المقالات حسبعائشة الريّس التنقل بين المواضيع
اللغة نظام تواصلي تقوم به الحياة الاجتماعية، ويسير مع الزمن، فيشتد ويلين، ويتسع ويضيق، ويعلو وينحدر، ويختلف باختلاف مستعمليه، فهو عند الكبير غيره عند الصغير، وعند المتعلِّم غيره عند الأمي. وهو نظام يتغيَّر من داخله ويبقى مبناه الخارجي، ويُقبل ذلك التغيُّر ما كان مستقيماً مع حيوية اللغة ومرونتها، متسقاً مع نظامها وقواعدها، فإذا خرج عن نظامها وأحدث الفوضى في قواعدها فهو فساد لا تغيّر، وانحراف لا تطوّر. والفرق بين فساد اللغة وتطورها يتضح بالنماذج والأمثلة. فأما النماذج فإن التعبير عن (المسَوَّدة) بأنها (مُسْوَدّة) تطوَّر من باب التوسع المجازي (يُقال: سوَّدت الورقة فهي مُسَوَّدة، واسودّت، فهي مُسْوَدَّة)، والتعبير عن دخول الإسلام باعتناقه تطوُّر مجازي أيضاً، ومن العنت رفض هذا التعبير بوصفه مترجماً ترجمة حرفية، أما استعمال (عتيد) بمعنى عظيم أو جليل القدر فهو فساد، لأن الكلمة فُهمت خطأ فاستعملت خطأ، قال تعالى: ﴿هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيْدٌ﴾، أي مُعَدّ مهيّأ. وأما المثال في الفرق بين الفساد والتطوُّر، فهو أن ننظر في تاريخ (القلم) الذي كان فحمة أو قطعة من شجر (البوصة التي تؤخذ من القصب) ثم صار يؤخذ من شجر الرمان، وهو في ذلك يُغمس في الدواة، ثم تطوَّر فصارت دواته جزءاً منه، ثم اختُرِع القلم الناشف، ثم اختُرعت مِمْسَكة القلم في الجيب، ثم ظهر القلم الشّافُّ (اسم فاعل من شَفّ) الذي يُبِين مقدار ما فيه من الحبر وهكذا، كل ذلك من التطوُّر الذي لم يخرج بالقلم عن غايته النفعية، مع إضافات جمالية تزيده حسناً.
الثلاثاء 19 ربيع الأول 1432 هـ - 22 فبراير 2011م - العدد 15583 حديث الثلاثاء: حتى لا تذبل قيمنا المروءة هكذا احترام للنفس، بترك الكذب والنفاق، والغش، والتدليس، والُمراءات، والتزلف، والظلم والاستبداد، والقيام بكل الحقوق والواجبات تجاه الأهل، والناس، والوطن إني امرؤ لا يرّد الخوف بادرتي ولا يحيف على أخلاقي الغضب ملكتُ حلمي فلم أنطق بمندية وصنتُ عرضي فلم تعلق به الريَبُ قال عن نفسه (إني امرؤ) بمعنى أنه صاحب مروءة.. وما وصف به نفسه من عدم الخوف، وعدم الغضب، وتملك زمام الحلم، وحفظ اللسان عن نطق العيب، وصون العرض عما يسبب له الريب والشكوك.. هو المروءة. والحق أن المروءة ليست قيمة، بل هي مجموعة كبرى متداخلة من القيم. فماذا قالوا عن المروءة؟ قالوا: المروءة كمال الإنسانية، واجتماع خصال الفضائل في عمل المرء، وفي قوله، وفي سلوكه، وكل ما يحمد فعله ويطلب مُثله. مجموعة كبرى من الأخلاقيات، عدد غير محدد من القيم وكريم الصفات.. ملأ الحديث عنها القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وكلام الخلفاء، والعلماء، والشيوخ، والفلاسفة، والشعراء. والمروءة كانت معروفة سلوكاً وخلقاً قبل الإسلام عبر عن ذلك الشاعر الجاهلي (زهير بن أبي سلمى): إذا المرء أعيته المروءة ناشئاً فمطلبها كهلاً عليه شديدُ وقد أصاب عين الحقيقة في أن المروءة طبع كريم، يترعرع مع الإنسان، وتكثر صوره مع تطور سنه؛ إذ إن تكلّفها غير صالح وغير حقيقي؛ والمروءة كما هي في أصل تركيبها مجموعة من مكارم الأخلاق التي أشاد بها الإسلام، والتي وصف الله تعالى نبيه المصطفى بها؛ فقال (وإنك لعلى خلق عظيم) والمروءة من أعظم مراتب الخلق الكريم؛ وله - صلى الله عليه وسلم - في المروءة أحاديث كافية شافية لا يحتاج المرء بعدها إلى تعريف أو تحديد للمروءة.