س: يقول: هل يصح الغسل من الجنابة إذا كانت الأصابع فيها طلاء؟ الشيخ: إذا كان عليها شيء يزال مناكير أو غيره، الملصوقات التي تكون عبثا ما هي بضرورة تزال، أما الجبيرة يمر عليها الماء، لكن إذا كانت لصوقات مناكير أو أشياء لصقت بالجلد طين أو عجين يزال في الغسل والوضوء جميعا، أما إذا كان لعلة دواء جرح لعلة أو جبيرة لا، يمر عليه الماء ويكفي أو يمسح إذا كان ما يستطيع الماء يمسح ويكفي مثل ما في الوضوء، أما إذا كانت لصوقات ما لها لزوم مناكير أو عجين أو طين أو أشباه ذلك فهذه تزال في الغسل وتزال في الوضوء جميعا. س: العدسات الملونة للمرأة في عينها؟ الشيخ: تركها أحوط إلا إذا كانت تعين على النظر تنفع في النظر.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ النبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشِهِ بِدَاخِلَةَ إِزَارِهِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدري مَا خَلَفَهُ عليه، ثُمَّ يَقُول: بِاسْمِكَ رَبِّي بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. * * * وهذا حديث آخر يرويه أبو هريرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوصي فيه المسلم أن ينفض فراشه إذا أتاه لينام عليه بطرف ثوبه؛ حذراً من أن يكون فيه ما يخشى على نفسه منه، ثم يدعو الله عز وجل بهذا الدعاء المذكور. باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه. ومعنى: "أَوَى" يقصر الهمزة: أتى: أما "آوى: بالمد فهو فعل متعد إلى مفعول، تقول: أويت إلى فراشي، بالقصر، وآويت فلاناً إلى فراشي، بالمد، فافهم الفرق بينهما فإني رأيت الكثير من الخطباء والمتحدثين يخطئون في ذلك. و "داخلة الإزار" طرف السروال؟ويتحقق نفض الفراش بأي شيء يتم به التنظيف والإزالة. ويعلل النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بنفض الفراش بقوله: "فَإِنَّهُ لَا يَدري مَا خَلَفَهُ عليه" أي: لا يدري ما حل فيه بعد أن تركه.
كان النبي يوصي بهذا أن يكون هذا من آخر الكلام عند النوم اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت هذه أذكار مشروعة للمؤمن عند نومه، وسبقت الأذكار التي يقولها بعد الفريضة، ويستحب له عند النوم أيضًا أن يقرأ آية الكرسي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] مع ما تقدم. الأسئلة: س: نفض الفراش؟ الشيخ: كذلك كونه ينفض فراشه بطرف ثوبه إذا راح وعود عليه لا يدري ما عقبه فيه، كونه.. بطرف ثوبه كان هذا أفضل. س: إذا.. باسمك ربي - الطير الأبابيل. أحدا بعد الانتهاء من أذكار النوم؟ الشيخ: قام يعني لحاجة؟ س: لحاجة أو.. يجيب أحدا. الشيخ: إذا قام لحاجة ثم عاد انتهى وحصل المطلوب والحمد لله، وإن أعاد كله خير، لكن المطلوب عنده أول ما يضع جنبه وإذا قام يقضي حاجة أو يكلم أحدا إن أعادها فلا بأس، وإلا قد حصل المقصود والحمد لله. س: أيهما أفضل الاعتمار في أشهر الحج أم في رمضان؟ الشيخ: في رمضان يقول النبي ﷺ: عمرة في رمضان تعدل حجة. وفي لفظ: حجة معي. س: التسبيح أدبار كل صلاة داخل فيها النوافل؟ الشيخ: لا، الفريضة.
وقد يقول قائل: إن الفرش عندنا في المدن نظيفة لا تخشى عليها من الهوام كالعقرب ونحوها مما يضر أو يخيف، فهل يستحب في حقنا نفض فرشنا؟ أقول: نعم، يستحب في حقنا ذلك؛ لأمرين:الأول: أن ذلك سنة متبعة. وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح: " عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسَنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِن بَعدي - وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " أي الزموها واحرصوا عليها. والعض بالنواجذ: - هي الأسنان – كناية عن شدة الحرص عليها، والتمسك بها. والثاني: أن الفرش لا تسلم من وجود غبار والجراثيم والفيروسات، ونحو ذلك مما هو أشد خطراً من العقارب والخنافس والصراصير ونحوها من الهوام. والإنسان الحريص على دينه، وعلى صحته لا ينام على فراش بل ولا يجلس عليه حتى ينفضه، ويطمئن إلى إلى خلوه مما قد يعلق بثيابه أو جسده. والإسلام دين الطهر والنظافة لا شك في ذلك. ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان أطهر الناس خَلقاً وخُلقاً، وأنظفهم ثياباً وفراشاً، فعلينا أن نقتدي به في عاداته كما نقتدي به في عباداته ومعاملاته. وبعد أن يتفض المسلم فراشه، ويضطجع عليه يقول: "بِاسْمِكَ رَبِّي... إلى آخر الدعاء.