محاولة هدايتهم راح لوط يحبب لهم اتباع الفطرة السوية، وإشباع الشهوة بالطريق الصحيح عن طريق النساء، فهي شهوة طاهرة، وهو الأمر الذي يجب اتباعه، أما إتيان الذكور فهو شذوذ نجسي، يجلب المرض والعقوبة، فستكون عواقبه وخيمة، إلا أنهم لم يسمعوا نصيحته، فراح القوم يسخرون من لوط ودعوته، وقالوا: إنهم أناس يتطهرون! إصرار النبي لوط عليه السلام لم ييأس لوط رغم سخرية القوم الغريبة والتي جعلوا فيها غاية المدح ذماً بأنهم أناس يتطهرون، واستمر جاهداً لإثناء القوم عن فحشهم، وراح يحذر المارة والمسافرين أن يدخلوا هذه القرية حفاظاً عليهم، وإذا دخلها غريب حاول إثناءه وتحذيره من مسلك رجال القرية لما رأى القوم عزيمة وإصرار لوط، سألوه –كما سألوا من قبله- ماذا تستفيد من هذه الدعوة، وما الأجر الذي تحصل عليه من دعوتك هذه؟ فقال لوط: أنا نبي الله، جئت ناصحاً أميناً لكم، وخوفاً عليكم من أن ينزل عليكم عقاب الله، وما أبتغي من وراء ذلك أجراً من أحد، إن أجرى إلا على الله، فاتقوا الله وأطيعون. تهديد القرية لنبي الله لوط عليه السلام لكن القوم كذبوه، وعاندوه، وطلبوا منه أن يتوقف عن أقواله وأفعاله التي تغير نظام القرية التي اعتادوا عليها ويحبونها، ولا يتدخل في شأنها، وبلغ فجر القوم أن هددوا لوطاً بأنه إن لم ينته عن كلامه هذا، سيطردوه من القرية هو ومن يقف معه في هذا التغيير، واستضعفوه حيث لم يكن له أقارب في هذه القرية يساندونه أو يمنعوا عنه إيذاء القوم الذين تمادوا في فحشهم.
قال تعالى: "قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ". جزـااااكـ الله خيراً وبااااركـ فيك ونفع بكـ واثااابكـ جنة الفردوس بغير حساااب ولا سابقة عذاب وجعله ربى فى ميزااان حسناااتك دمت فى حفظ الرحمن
وفي النهاية بدأ الناس في نحت التماثيل وعبادتها، ولذلك أرسل الله إليهم نوح لهدايتهم. بدأ النبي نوح في دعوة عشيرته وأهله، ولكن امرأة نوح لم تؤمن به، وقالت أنه رجل مجنون أو مسحور. ولم يؤمن به إلا الضعفاء، وكان القوم يضعون أصابعهم في آذانهم، حتى لا يسمعون كلام النبي نوح. وكانت زوجته تبلغ القوم الظالمين بأسماء الأشخاص المؤمنين معه حتى يعذبوهم. ولذلك فقد كانت من المفسدين ووعدها الله عذاب عظيم، استمرت دعوة نبي الله نوح عليه السلام سنوات طويلة. وقد تعرض لكثير من أنواع العذاب هو ومن معه من قومه، بالإضافة إلى خيانة زوجته له، وأنها كانت مع المشركين. وقد كان الحزن يسيطر على النبي نوح، بسبب ما تفعله زوجته من تكذيب. وكفر بما أمره الله تعالى به، ولذلك فقد أمره الله تعالى أن يبني السفينة، ويرحل هو ومن آمن معه من الناس. رفض امرأة نوح للدعوة يجب أن تعلم الأطفال المهمة التي أرسل من أجلها الأنبياء، والمصاعب، التي يواجها المرسلين من أجل الدعوة. فقد لاقى نوح من قومه رفض قاطع وآمن معه قليل من الناس، وقد كانت امرأته من الكافرين وساهمت في أذيته. وقد فضلت الشرك على الإيمان بالله تعالى ولم تصدق أنه نبي الله، لم تكفر زوجة نوح عليه السلام بدعوته فقط.
وحاول أن يرشدهم إلى الطريق الصحيح مرة أخرى، وهو أن يتزوجوا من نساء القرية. ويتركوا الرذائل والفواحش تلك، ولكنهم لم يستمعوا إليه، ولم يتعظوا، لذا عندما رأى الملائكة حال قوم لوط. أخبروه أنه ليس عليه أن يخاف، لأنهم سوف يحل عليهم عذاب أليم، وهو وأهله عليهم أن يخرج من القرية. كما جاء في قول الله تعالى: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}. اقرأ أيضًا: قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام نهاية امرأة لوط عليه السلام بالفعل استمع نبي الله لوط إلى حديث الملائكة وخرج من القرية مع بناته وأهله وامرأته. ولكنها لم تنجوا وذلك لأنها التفتت إلى الوراء، عندما سمعت صوت العذاب والدمار في القرية. وكان قد نهى الله لوط ومن معه عن النظر إلى الوراء، لذا أصيبت امرأة لوط بحجر وقتلت على الفور. وهذه هي النهاية المتوقعة لامرأة ناصرت فعل الفاحشة، وتجسست على زوجها نبي الله لوط. وأوقعت فتنة بين الناس بنقل الأخبار إلى القوم، فهذا الفعل في حد ذاته يعتبر خيانة.