الكرامة الخامسة: قال أبو عبد الله الصفواني: رأيت القاسم بن العلاء وقد عمّر مائة سنة وسبعة عشر سنة ، منها ثمانون سنة صحيح العينين ، لقي العسكريين ( عليه السلام) ، وحجب بعد الثمانين ، وردّت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيّام ، وذلك أنّي كنت بمدينة أران من أرض آذربيجان ، وكان لا تنقطع توقيعات صاحب الأمر ( عليه السلام) عنه على يد أبي جعفر العمري ، وبعده على يد أبي القاسم بن روح ، فانقطعت عنه المكاتبة نحواً من شهرين وقلق لذلك.
المهدى المنتظر لدى أهل السنة من هو المهدى المنتظر؟ سؤال أصبح يتصدر المشهد لدى قطاع عريض من الجمهور للتفرقة بين فكرة "المهدى المنتظر" عند أهل المذهب السنى والمذهب الشيعى، كى لا يختلط الأمر لديهم باعتبارها عقيدة لا يمكن إنكارها، فإن "أهل السنة والجماعة" تؤمن بأن "المهدى المنتظر" رجل يظهر فى آخر الزمان من أهل البيت يحمل اسم النبى ويؤيد الله به الدين، ويحكم 7 سنين، يملأ الأرض عدلا كما مُلِئَت جورًا وظلمًا، تنعم الأمة فى عهده نعمة لم تنعمها قط، تخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء مطرها، ويعطى المال بغير عدد، كما جاء فى أحاديث عدة للنبي. المهدى المنتظر لدى الشيعة الشيعة الإثنا عشرية، تُجمع على أنه "محمد بن الحسن العسكري" الغائب فى سرداب "سامراء" وعمره 5 أعوام سنة 260هـ، وينتظرون خروجه حتى كتابة تلك السطور، ومع اختلاف العديد من المفكرين والمؤرخين والفقهاء فى حقيقة ظهور الشخصية من عدمها، إلا أنه خرج خلال السنوات الماضية العديد من الأشخاص الذين ادعوا أنهم المهدى المنتظر. خبراء الطب النفسى خبراء الطب النفسى يرون أن كل من ظهروا خلال الفترة السابقة من المدعين بأنهم "المهدى المنتظر" يعانون من الفصام الذهنى واضطرابات نفسية يُطلق عليه "اضطراب وجدانى ثنائى القطب" المعروف بالهوس، يجعل المصاب به فى حالة اندفاع مستمر وكلامه غير مرتب ويدعى أشياء غير عقلانية مثل القوة الخارقة والسيطرة على العالم وأنه المهدى المنتظر، ولا يقتصر المُصاب بالفصام الذهنى عند هذا الحد، بينما يدعى سماع أصوات لا يسمعها غيره وضلالات شك وعظمة ويكون منعزلا عمن حوله، و يتم التعامل مع هذه الحالات عن طريق العلاج الدوائى والجلسات ويفضل الحجز فى المستشفيات حتى لا يؤذى من حوله-حسب الخبراء.
فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لا يزال أمر هذه الأمة قائما ما ولي عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) فقوله لا يزال أمر هذه الأمة قائما) يدل على أن الدين في زمانهم قائم، والأمر نافذ، والحق ظاهر، ومعلوم أن هذا إنما كان قبل انقراض دولة بني أمية، وقد جرى في آخرها اختلاف تفرق بسببه الناس، وحصل به نكبة على المسلمين، وانقسم أمر المسلمين إلى خلافتين: خلافة في الأندلس، وخلافة في العراق، وجرى من الخطوب والشرور ما هو معلوم. والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لا يزال أمر هذه الأمة قائما) ثم جرى بعد ذلك أمور عظيمة حتى اختل نظام الخلافة وصار على كل جهة من جهات المسلمين أمير وحاكم وصارت دويلات كثيرة، وفي زماننا هذا أعظم وأكثر. والمهدي حتى الآن لم يخرج، فكيف يصح أن يقال أن الأمر قائم إلى خروج المهدي؟ هذا لا يمكن أن يقوله من تأمل ونظر. والأقرب في هذا كما قاله جماعة من أهل العلم: أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث: (لا يزال أمر هذه الأمة قائما ما ولي عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) أن مراده من ذلك: الخلفاء الأربعة، ومعاوية رضي الله عنهم، وابنه يزيد، ثم عبد الملك بن مروان، وأولاده الأربعة، وعمر بن عبد العزيز، فهؤلاء اثنا عشر خليفة.
ثم ينزل عيسى ابن مريم فيصلى وراءه؛ مما يستلزم أن يكون المهدي معاصرا خروج الدجال ؛ لأن عيسى ينزل من السماء لقتله. حول استعمال كلمة "المهدي" بالمعنى اللغوي العام [ عدل] "المهديّ" لغة اسم مفعول من "هُدِيَ" والهدى هو الرشاد، والدلالة كما في "الصحاح"، وفي "لسان العرب": الهدى: ضد الضلال، وهو الرشاد، وفي الحديث: "سنة الخلفاء الراشدين المَهدِيِّين"، المهدي: الذي قد هداه الله إلى الحق، قد استعمل في الأسماء، حتى صار كالأسماء الغالبة". وعن العرباض بن سارية: قال رسول الله: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المَهْدِيِّين"الحديث. أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح. وصححه غيره. قال ابن الأثير: "المهديّ: الذي قد هداه الله إلى الحق، ويريد بـ"الخلفاء المهديين" أبا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وإن كان عاما في كل من سار سيرتهم". أهل السنة لا يتعبدون بانتظاره [ عدل] لم يرد في أيِّ نص من النصوص حسب معتقد أهل السنة أن المسلمين متعبدين بانتظاره، ولا يتوقف على خروجه أي شرعية نقول إنها غائبة حتى يأتي الإمام المهدي، فلا صلاة الجمعة، ولا الجماعة، ولا الجهاد، ولا تطبيق الحدود، ولا الأحكام، ولا شيء من ذلك مرهون بوجوده؛ بل المسلمون يعيشون حياتهم، ويمارسون عباداتهم، وأعمالهم، ويجاهدون، ويصلحون، ويتعلمون، ويُعلِّمون، فإذا وُجد هذا الإنسان الصالح، وظهرت أدلته القطعية - التي لا لَبْس فيها - اتّبعوه.