علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما يرسي أواصر المودة والمحبة بين كل أفراد المجتمع وخاصة الأقارب، فكان الحث على صلة الرحم في العديد من التوجيهات النبوية الكريمة.. ومن بينها قوله صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله.. وفي رواية أخرى للإمام الترمذي وأبو داود عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته. معنى من وصلها وصلته ومن قطعها بتته: أي من داوم على بره لرحمه وإحسانه لها ومواساتها داوم الله عليه بره ورحمته، ووصله بخيره وإحسانه، ومن قطعها فلم يصلها بتته أي قطعته، فيحرمه الله من خيره وجنته وبره ورحمته. قاطع الرحم لايدخل الجنة - موقع مقالات إسلام ويب. وهذا يعني أن الله تعالى أوجد الرحم وخلقها بقدرته، وجعل اسمها مأخوذا من اسمه الذي يعني الرحمة الواسعة الشاملة، فهي مضافة إليه وفي كنفه ورعايته يتكفل سبحانه بثواب واصلها وعقاب قاطعها.. ثم رتب الله سبحانه على ذلك أن من وصل رحمه بالبر والإحسان، وصله الله بالبر والإحسان في الدنيا وفي الآخرة، وأن من قطعها قطعه الله من رحمته وإحسانه.
رحمةُ ذوي الأرحامِ تشملُ كل من له صلة رحم، أي قرابة الدم والنسب بالمرء، وفي هذا يروي جبير بن مطعم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل الجنة قاطع" وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله " وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم. أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك. قالت: بلى. الرحم معلقة بالعرش - YouTube. قال: فذاك لك " والقاطع هو من قطع رحمه، وهذا ما فسره الإمام البخاري رحمه الله، رغم أن اللفظ عام، ولكن له علاقة مجازية في الحديث، فهو أطلق عامًا، وأريد به الخاص ، ولكن تبقى دلالة العموم أشد، فمن قطع رحمه كأنه قطع سائر الروابط، فذوو القربى هم الأقرب بالمعروف، والأدل على إحسان الصلة، ومن قطع رحمه فإنه لن يدخل الجنة، وهذه العقوبة الأشد. ويروي أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه " وهذا الحديث يعطي الوجه الآخر الحسن من صلة الرحم، وهو وجه يجمع الدنيا: بسط الرزق، وبقاء الذكر الحسن بين الناس.
وتنتهي الدكتورة عبلة الكحلاوي إلى حث الجميع على صلة الرحم وتقول: إن صلة الأرحام والحرص عليها ليس لها جزاء إلا التوفيق في العمل، فتبارك الأعمال فيحيا أعوامه القليلة في الزمن أعواما كثيرة في العمل فكأنه عمّر عمر نوح في طاعة الله كمن يؤدي الصلاة في مكة المكرمة. ولا ينقطع عمل واصل رحمه بموته أيضا، فمن جملة التوفيق أن يجعل له ولدا صالحا يداوم الدعاء له، والصدقة وطلب الرحمة، فهذه زيادة في العبودية يوصل بها العمل، وأيضا يوفقه للعمل الخالص الذي ينتفع به الناس على طول الزمان فلا تنقطع سيرته العطرة على قدر الفكرة الطيبة التي تترك أثرها في الناس.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته". [5] وقد نقل اللفظ " شجنة " الحديث إلى ميدان دلالي عظيم، فالشجنة: عروق الشجر المشتبكة، والشجن واحد الشجون وهي طرق الأودية [6]، فقد شبه الرسول الرحم مثل عروق الشجر الملتفة المتواصلة فيما بينها، أو مثل الأودية في الصحراء وهي ذات صلة فيما بينها لأن الماء المنثال من السيول والأمطار يصنع الأودية، وفي كلا المعنيين: هناك وشائج قوية بين الأقارب، جمعها الدم الواحد مثلها مثل عروق الشجر التي تغذت من أرض واحدة وجذر واحد، ومثل الأودية التي تكونت من مصدر واحد وهو المطر، على أرض واحدة وهي الماء. ثم جاءت بقية الحديث، بحديث قدسي: " قال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته "، فقد انتقل الخطاب من الغائب (عن الرحم) إلى مخاطبة الرحم كأنه بشر، باستخدام كاف الخطاب في (وصلك، قطعك)، وباستخدام أسلوب الشرط في الجملتين، الذي يربط السبب بالنتيجة، مثله مثل وشيجة الرحم. للحصول على تفسير لحلمك.. حمل تطبيقنا لتفسير الاحلام: اجهزة الاندرويد: تفسير الاحلام من هنا اجهزة الايفون: تفسير الاحلام من هنا
وحجنة المِغزل: أي صنارته، وهي المعوجة التي في رأسه". و"المغزل" بكسر الميم وسكون الغين المعجمة: آلة الغزل. واللسان الذلق: الفصيح. وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله في "شرح الطحاوية" (2/ 612) بعد ذكر أحاديث وزن الأعمال: " فلا يلتفت إلى ملحد معاند يقول: الأعمال أعراض لا تقبل الوزن، وإنما يقبل الوزن الأجسام!! فإن الله يقلب الأعراض أجساما، كما تقدم، وكما روى الإمام أحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يؤتى بالموت كبشا أغر، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال، يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، ويقال: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، ويرون أن قد جاء الفرج، فيذبح، ويقال: خلود لا موت. ورواه البخاري بمعناه. فثبت وزن الأعمال والعامل وصحائف الأعمال، وثبت أن الميزان له كفتان. والله تعالى أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات" انتهى. فالرحم معنى، لكن لا استحالة في تجسيدها، ونطقها، وقد جاء بذلك الخبر، فوجب الإيمان والتسليم. والله أعلم.
- الرَّحِمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقولُ: مَن وَصَلني وصلَه اللهُ ومَن قطعني قطعه اللهُ الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: الألباني | المصدر: غاية المرام | الصفحة أو الرقم: 406 | خلاصة حكم المحدث: صحيح | التخريج: أخرجه مسلم (2555) إنَّ الرَّحِمَ شَجْنةٌ متمسِّكةٌ بالعَرْشِ، تكلَّم بلسان ذَلْقٍ: اللهم صِلْ مَن وصَلَني، واقطَعْ مَن قطَعَني. فيقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى: أنا الرحمنُ الرحيمُ، وإنِّي شقَقْتُ للرَّحِمِ مِن اسمي، فمَن وصَلَها وصَلتُه، ومَن بتَكَها بتَكتُه. أنس بن مالك | المحدث: الهيثمي | المصدر: مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم: 8/153 | خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن حثَّ الشَّرعُ على صِلَةِ الرَّحمِ، وجعَلَ لها أجْرًا كبيرًا، وبيَّنَ شأْنَها العظيمَ عندَ اللهِ.