[٨] مراقبة الله وحفظ حدوده هل يُحاسب الإنسان على صغائر الأمور؟ ومن وصايا لقمان العشر لابنه قوله تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ ۚ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}، [٩] يبين لقمان الحكيم لابنه أنَّ الله يأتي بأعمال ابن آدم مهما قلَّت، وقد ذكر ابن كثير في ذلك أنَّ مظلمة ابن آدم أو خطيئته مهما قلَّت حتى لو بلغت مثقال ذرةٍ واحدة يأت بها الله، وبذلك يجزي الله عباده عن أعمالهم، فإن خيرًا فيجازيه الله بالخير، وإن شرًّا فلا يلقى إلّا شرًّا. [١٠] إقامة الصلاة كيف تكون إقامة الصلاة؟ ومن وصايا لقمان الحكيم لابنه أن يقيم الصلاة ، فقال جلَّ وعلا على لسانه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ} ، [١١] وإقامة الصلاة حقًّا تكون من خلال إتمامها على أكمل وجه خاشعًا فيها، متمًا لشروطها وأركانها. [١٢] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هل على المرء أن يدعو إلى الله تعالى؟ وأمَّا إحدى وصايا لقمان فقد كانت تتعلق بالدعوة إلى الله، قال تعالى على لسان لقمان الحكيم: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ} ، [١٣] ولا تكون الدعوة إلى الله إلا باللطف والخلق الحسن، فلا يكن فظًا غليظ القلب، ودائمًا ما يكون طريق الدعوة إلى الله محفوفًا بالأذى، والمخاطر.
[١٦] العِبر المُستفادة من وصايا لقمان تُستفاد من قصّة لقمان الحكيم مع ابنه وموعظته له عدّة عِبر، منها: [١٧] تفضُّل الله -عزّ وجلّ- على سائر خلقه، وإنعامه عليهم، فهو من أعطى الحكمة للقمان -عليه السلام-، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ). [١٨] أهمّية شُكر الله -تعالى- على نِعمه التي لا تُعَدّ، ولا تُحصى. أهمّية عناية الوالد بولده، واختصاصه بالنصح له، كما فعل لقمان بابنه، وكما نصح نبيّ الله نوح عليه السلام ابنه بقوله: (يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا وَلا تَكُن مَعَ الكافِرينَ) ، [١٩] بالإضافة إلى نُصح يعقوب عليه السلام لأبنائه بقوله: (يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). [٢٠] بيان عظيم خطر الشرك بالله -تعالى-، وما في ذلك من ظُلم. اول وصية لقمان لابنه. الحرص على بِرّ الوالدين، والاعتناء بهما،وشُكرهما، وتخصيص الأم بمزيد من العناية؛ لما بذلته من جهد في الحمل، والرضاعة، والتربية، والرعاية. الحكمة في التربية: مفهومها وأساليبها تناول أهل العلم مفهوم الحكمة، وتعدّدت تعريفاتهم بتعدّد اتّجاهاتهم، فضلاً عن تركيز بعضهم على جانب أكثر من غيره؛ فذهب المفسّرين إلى أنّ الحكمة هي: معرفة الحقّ بهدف تمييزه عن الباطل؛ لأجل العمل به، وهو يقع ضمن هذا الفهم من التّكاليف الشّرعية، في حين عرّفها الإمام النووي بأنها: العلم الذي يشتمل على معرفة الإنسان بالله، بحيث يُعطى نفاذ البصيرة، يتبعه تهذيبٌ للنفس؛ للوصول إلى الحقّ، والعمل به، واجتناب ما يُخالفه.
وقال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 75، 76]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] تفسير ابن كثير رحمه الله (11/ 51). [2] تفسير ابن كثير رحمه الله (11 /51 – 52)، وقال محققوه: إسناده ضعيف، الأشعث هو ابن سوار، قال الحافظ: ضعيف. افتتحت سورة لقمان بالحديث عن علاقة الآباء بالأبناء في الدنيا – تريند الساعة. وهو من بلاغات ابن عباس رضي الله عنه ولا نعلم من أخبر ابن عباس بذلك! وقد رواه جماعة عن لقمان بهذا الوصف أو قريب منه كما سيسوقه المصنف، وهذا يشبه أن يكون قد أخذوه من مصدر واحد، ولكن لا نستطيع أن نجزم أنهم أخذوه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مع إمكانية ذلك وجوازه؛ لأنه من الممكن أن يكونوا قد حملوه عن أهل الكتاب، وقد أُمروا أن يحدثوا عنهم، ولا حرج عليهم في ذلك، والله أعلم، والخبر أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره.
من حكم لقمان الحكيم كان لقمان الحكيم يدعو أصدقائه وأقاربه بمجموعة من أجمل الوصايا والحكم، التي هي بمثابة طريقة حياة ومن تلك الحكم: أن تكون انسان صالح تقول الخير أو تصمت. إياك وكثرة الاعتذار. اياك والكذب. لا تخالط إلا الصادقين والصالحين. اعتزل دائما سيء. وكن على حذر من صديقك. ولا تتدخل فيما لا يعنيك. تكلم الكلمة الطيبة. تمتع الوجه الضحوك. اجعلي لسانك رطب بذكر الله، الخير يطفئ الشر كالماء وهي تطفئ النار. تعلم أن الخير هو الذي يدوم، وأن الشر نهايتهم قريبة والعذاب في الدنيا والأخرة. خاف من الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك. طرق لقمان التربوية استخدم لقمان الحكيم أسلوب مميز عند التحدث مع ابنه ومن تلك الطرق: 1- أسلوب الموعظة وهو أسلوب يساعد في النصح والإرشاد، كما يساعد في تذكير العواقب والعقاب الشديد عند فعل المعصية والخطأ. 2- أسلوب التوجيه هو الأسلوب الذي يقرب الطفل لوالديه 3- أسلوب التعديل والتعليم وهي طريقة جديدة حتى يعرف ما هي الأخطاء التي من الضروري أن يبتعد عنها. وما هي الصفات الحميدة التي من الضروري أن يتمتع بها. 4- أسلوب التنفير وهي الطريقة الذي يعرف من خلالها أن ذلك الأمر خاطئ، ولا يقوم باتباعه.