إن السيئة في حرم الله أعظم من مثيلاتها في أي مكان آخر والذي يفكر مجرد تفكير في اقتراف سيئة في ذلك المكان يعاقب عليها لمجرد الهم بها والتفكير فيها فكيف بمن يرتكبها؟!
تفسير قوله تعالى {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} للشيخ صالح المغامسي - YouTube
لكن الذين ينذرون للأموات كأيام الجهل والجهلة فيقول أحدهم: لك يا سيدي عبد القادر كذا، ولك يا فلان كذا، فهذا كله من الشرك الذي لا يحل فعله أبداً، ومن نذر يجب ألا يفعل، إذ النذر لغير الله شرك في عبادة الله تعالى، والنذر لله عبادة من العبادات تعبد الله بها عباده المؤمنين، ويرفع بها درجاتهم ويمحو بها سيئاتهم، أما أن تقول: لك يا سيدي فلان إذا تزوجت ابنتي أو نجح ولدي أن نفعل لك كذا وكذا، فهذا والله لشرك والعياذ بالله، ولا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يقدم على هذا، والحمد لله فقد خف هذا بكثير، فقد كانت المرأة تمر بقبر في جبل فتقول: يا سيدي فلان! إذا تزوجت ابنتنا سأفعل لك كذا وكذا، وآخر يمر بقبر فيقول: إذا نجحت في هذه المزرعة سنفعل لك كذا وكذا يا سيدي فلان! ويجعلون لهم من النخيل والزيتون والشاة! فيشتري أحدهم مائة شاة ويقول: يا سيدي فلان! إذا نجحت في هذه فلك كذا وكذا من الغنم، وهذا كله نذر لغير الله تعالى، وهو شرك، والحمد لله فقد قل، بل قد انتهى في كثير من البلاد. ص5 - شرح تفسير ابن كثير الراجحي - أقوال أهل العلم في قوله تعالى ومن يرد فيه بإلحاد بظلم - المكتبة الشاملة الحديثة. قال: [ الحادي عشر: تقرير طواف الإفاضة وبيان زمنه، وهو بعد الوقوف بعرفة ورمي جمرة العقبة]، وقد دلت الآية على تقرير طواف الإفاضة وأنه ركن في الحج، وليس في ذلك خلاف، ويكون بعد رمي جمرة العقبة، وبعد الذبح والنحر، وبعد التحلل، ولو تركه حاج بطل حجه، والله تعالى نسأل أن ينفعني وإياكم بما ندرس ونسمع.
فهذه الآية الكريمة مخصِّصة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ( ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كُتبت له حسنة) الحديث ، وعليه: فهذا التخصيص لشدة التغليظ في المخالفة في الحرم المكي ، ووجه هذا ظاهر " انتهى من " أضواء البيان " ( 4 / 294 ، 295). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " إن قوله: ( ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة) هذا في غير مكة وتكون مكة مستثناة من ذلك ، أي: أنه يؤاخذ الإنسان فيها بالهمّ ، وفي غيرها لا يؤاخذ " انتهى من " لقاء الباب المفتوح ". والله أعلم
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) يقول تعالى منكرا على الكفار في صدهم المؤمنين عن إتيان المسجد الحرام ، وقضاء مناسكهم فيه ، ودعواهم أنهم أولياؤه: ( وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون) [ الأنفال: 34]. وفي هذه الآية دليل [ على] أنها مدنية ، كما قال في سورة " البقرة ": ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله) [ البقرة: 217] ، وقال: هاهنا: ( إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام) أي: ومن صفتهم مع كفرهم أنهم يصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام ، أي: ويصدون عن المسجد الحرام من أراده من المؤمنين الذين هم أحق الناس به في نفس الأمر ، وهذا التركيب في هذه الآية كقوله تعالى: ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [ الرعد: 28] أي: ومن صفتهم أنهم تطمئن قلوبهم بذكر الله.