قال ابن القيم عن هذه المرتبة: " وهذا من أعظم الإلحاد فيها عقلا وشرعا ولغة وفطرة" (٢). الثاني: تشبيه الصفات التي تتضمنها أسماء الله بصفات الخلق، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وهذا الإلحاد – كما يقول ابن القيم – في مقابلة إلحاد المعطلة، والحق وسط بين البدعتين. ما هي نواقض الايمان - المصدر. الثالث: تسمية الله بما لا يليق به من الأسماء، كتسمية النصارى له أبا، وتسمية الفلاسفة له موجبا بذاته أو علة فاعلة بالطبع، وغير ذلك من الأسماء الباطلة. (١) لابن القيم في بدائع الفوائد مبحث نفيس في أسماء الله الحسنى: (١/١٥٩). (٢) بدائع الفوائد (١/١٦٩).
الناقِض الرابع: مَنِ اعتقد أنَّ غير هدْيِ النبي ِّ - صلى الله عليه وسلم - أكْمَلُ مِن هدْيِه، أو أنَّ حُكْمَ غيرِه أحسنُ من حُكْمِه، كالذي يفضِّل حكمَ الطواغيت على حُكْمِه، وتمثيل ذلك بالذين يقولون: إنَّ إنفاذَ حُكْم الله في رجم الزَّاني المحصَن، أو قطع يد السَّارق لا يناسب هذا العصر الحاضر؛ لأنَّ زماننا قد تغيَّر عن زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أو أن غيره من الأحكام مثله أو أفضل منه؛ قال - تعالى -: { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 655]. قال ابن القيم - رحمه الله -: وَاللهِ مَا خَوْفِي الذُّنُوبَ فَإِنَّهَا لَعَلَى سَبِيلِ العَفْوِ والغُفْرَانِ لَكِنَّمَا أَخْشَى انْسِلاخَ القَلْبِ عَنْ تَحْكِيمِ هَذَا الوَحْيِ والقُرْآنِ ورِضًا بِآرَاءِ الرِّجَالِ وَخَرْصِهَا لاَ كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ المَنَّانِ ومن ذلك: أصحاب القوانين الوضعيَّة، الذين جعلوها شرعًا ومنهاجًا يسيرون عليه، ويلزمون الناس به؛ قال تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]، وقال تعالى: { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].
الاعتقاد بأنّ بعض الناس بإمكانهم الخروج على شريعة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، كما خرج الخضر عن شريعة موسى عليه السلام؛ فالاعتقاد بإمكانية التعبد لله بغير شريعة الإسلام، كالتعبّد عن طريق الفلسفة، أو طريق الصابئة، يُعتبر ناقضاً يُخرج عن ملّة الإسلام. موانع التكفير ثمّة شروطٍ، وموانعٍ عند السلف لتكفير المعين، فلا يقع حكم الكفر على المعين عند ارتكابه ما يُناقض الإسلام إلّا إذا توفرت فيه شروطاً معينةً، وهي: القصد، والعلم، والاختيار، وعدم التأويل، أو التقليد، وانتفت عنه موانع، إذ ينبغي ألّا يكون جاهلاً، أو مُكرهاً، أو مُخطئاً، أو مُتأولّاً. [١٢] المراجع ↑ سورة الصافات، آية: 103. ↑ "تعريف الإسلام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2018. بتصرّف. ↑ "هل جميع النواقض العشرة التي ذكرها الإمام محمد بن عبد الوهاب مجمع عليها؟" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2018. بتصرّف. ↑ "شرح نواقض الإسلام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2018. بتصرّف. ↑ سورة الأنعام، آية: 88. ↑ سورة المائدة، آية: 72. ↑ سورة يونس، آية: 18. ↑ سورة محمد، آية: 9. ↑ سورة التوبة، آية: 65-66. ↑ سورة البقرة، آية: 102. ↑ سورة المائدة، آية: 51. ↑ "شروط وموانع التكفير" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2018.