• ومذهب الشافعي أن الأذان أفضل؛ لما ذكرنا من الآثار في فضيلته، ولما روَى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشِدِ الأئمة واغفِرْ للمؤذِّنين)) [4] ، قالوا: والأمانة أعلى من الضمانِ، والمغفرةُ أعلى من الإرشاد، ولم يتولَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا خلفاؤه لضيقِ وقتهم عنه؛ ولهذا قال عمر - ر ضي الله عنه -: "لولا الخلافة، لأذَّنت"، وهذا هو اختيار جماعة من الحنابلة. دليل مشروعية الأذان: شُرِع الأذان بالمدينة في السنة الأولى من الهجرة، ويدل على مشروعيته وسببها الأدلةُ التالية: 1- ما روي عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: "كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون، فيتحيَّنون الصلوات، وليس ينادي بها أحدٌ، فتكلموا يومًا في ذلك، فقال بعضهم: اتَّخِذوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: قرنًا مثل قرن اليهود، فقال عمر: أوَلا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا بلال، قُمْ فنادِ بالصلاة)) [5]. 2- وعن عبدالله بن زيد بن عبدربه قال: لمَّا أمَر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناقوس ليضرب به الناس في الجَمْع للصلاة - وفي رواية وهو كارهٌ؛ لموافقته النصارى - طاف بي وأنا نائم رجلٌ يحمل ناقوسًا في يده، فقلت له: يا عبدالله، أتبيع الناقوس؟ قال: ماذا تصنع به؟ قال: فقلتُ: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلُّك على ما هو خير من ذلك؟ قال: فقلت له: بلى، قال تقول: الله أكبر الله أكبر.
خيار واحد ، تعريف الاذان خامس ابتدائي، نسأل الله تعالى أن يكون قد ألهمنا لذكر معلومات مفيدة وجلية بخصوص الموضوع الذي تحدثنا فيه.