فالواجب على المسلمين علماء وعامة الواجب عليهم جميعًا إثبات ما أثبته الله لنفسه إثباتًا بلا تمثيل، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه تنزيهًا بلا تعطيل، هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي ﷺ وأتباعهم من سلف الأمة كالفقهاء السبعة وكـمالك بن أنس والأوزاعي والثوري والشافعي وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام أمروها كما جاءت وأثبتوها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وأما ما قاله المعلقان في هذا علوي وصاحبه محمود فهو كلام ليس بجيد وليس بصحيح، ولكن مقتضى هذا الحديث أنه سبحانه أسرع بالخير إليهم وأولى بالجود والكرم ولكن ليس هذا هو المعنى، المعنى شيء وهذه الثمرة وهذا المقتضى شيء آخر فهو يدل على أنه أسرع بالخير إلى عباده منهم ولكنه ليس هذا هو المعنى بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب والمشي والهرولة شيء يجب إثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى من غير أن يشابه خلقه في شيء من ذلك، فنثبته لله على الوجه الذي أراده الله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. من تقرب إلي شبرا تقربت إليه. نعم. المقدم: يعني قولهما يا سماحة الشيخ: إن هذا من تصوير المعقول بالمحسوس. الشيخ: هذا غلط، هكذا يقولون في أشياء كثيرة يقوله المؤولون والأصل عدم التأويل الواجب عدم التأويل وعدم التكييف وعدم التمثيل والتحريف بل تمر آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت ولا يتعرض لها بتأويل ولا بتحريف ولا بتعطيل بل نثبتها لله كما أثبتها لنفسه وكما خاطبنا بها إثباتًا يليق بالله لا يشابه في خلقه سبحانه وتعالى.
السؤال: وأولى رسائل هذه الحلقة وردتنا من المستمع صالح العبد العزيز المحمد الطوالة من الزلفي، يقول الأخ صالح في رسالته: لقد قرأت في رياض الصالحين بتصحيح السيد علوي المالكي ومحمود أمين النواوي فقرأت حديثًا قدسيًا يتطرق إلى هرولة الله سبحانه وتعالى، والحديث هو المروي عن أنس عن النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه قال: إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة رواه البخاري. فقال المعلقان في تعليقهما عليه: إن هذا من باب التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه، فمعناه: أن من أتى شيئًا من الطاعات ولو قليلًا أثابه الله بأضعافه وأحسن إليه بالكثير، وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي ولا مشي ولا هرولة من الله عن صفات المحدثين، فهل ما قالاه في المشي والهرولة موافقًا لما قاله سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءت، وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولا هرولة فنرجو منكم إيضاحها والله الموفق؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.