يُعتبر الثوب من العلامات المميزة في التراث العربي، ويشتهر ارتداء الثوب في دول شبه الجزيرة العربية "الخليج" وفي العراق وبعض مناطق الشام وشمال أفريقيا، وهو عبارة عن قطعة قماش من القطن عادةً وبيضاء غالباً، تغطي جميع الجسم والذراعين ويلبس مع الشماغ والعقال والبشت أحياناً، ومع الـ"الجنبية"- نوع من الخناجر- في شمال اليمن وجنوب السعودية وسلطنة عمان، ولا يزال منتشراً لدى أهل الخليج ويكثر لبسه تحديداً في الأعياد والأعراس وفي الأماكن الرسمية. وطرأت على الثوب عدة تطورات مع مرور الزمن نتيجة اختلاف ظروف الطقس والتضاريس والعادات والتقاليد من منطقة لأخرى وتعددت تسمياته، ففي البحرين يوجد ثوب "الشد"، وفي الكويت وعُمان والعراق توجد "الدشداشة"، أما "الكندورة" فلدى أهل الإمارات وبعض مناطق عُمان. وتلعب فصول السنة دورها فيتم استخدام ألوان مختلفة للثوب في فصل الشتاء بدلاً من اللون الأبيض الصيفي الأقل سماكة، كما أن الثوب يصنع من الصوف في بعض المناطق. "رزة" الثوب التقليدي تنعش محلات الخياطة في العيد لتصل %90 - صحيفة الوطن. وقد يختلف الثوب في داخل البلد الواحد بسبب تنوع التضاريس وحالة الجو. "الوسط" جالت على عدد من محلات خياطة الثوب في منطقة القضيبية للوقوف على آخر التصاميم والتقليعات في عالم هذا الزي الشعبي، إذ يقول أحد الباعة أن حركة السوق مازالت مستقرة، ولكن الطلب على أثواب الأطفال أكثر من الكبار وخصوصاً أيام "القرقاعون".
صاحب محل قصر الوجاهة للخياطة الرجالية محمد خلف يرى أن الثوب البحريني مازال يتحفظ تجاه الموضة «إلا باستثناءات قليلة وإضافات بسيطة جداً» ويقول «الإضافات يميل إليها شباب اليوم ولا تتعدى التفنن في شكل التطريز وحجمه ولونه»، فيما يشير الخياط محمد جمال إلى أن سعر الثوب المطرز يتراوح ما بين 40 و80 ديناراً حسب حجم التطريز ونوع القماش المستخدم. ويقول صاحب المحل ذائع الصيت «إقبال الأطفال على التطريز في المناسبات كبير جداً مقارنة بالسنوات الماضية»، ويلفت إلى أن فكرة تطريز شعار البحرين على ثوب الأطفال طريقة مبتكرة تُجاري الموضة وتعزز حب الوطن «التميز في تفصيل الثوب له مستقبل في البحرين». توليفة بحرينية غربية يعتبر علي محمد الإكسسوارات جزءاً مكملاً للثوب لا غنى عنها «هنا وجدت الموضة الباب موارباً لدخول عالم الثوب التقليدي» ويضيف «الكبك ماركة مونتبلانك أو فرزاتشي أو لويس فيتون أو بلغاري، القلم بايلوت، المسباح من العقيق الخالص، الساعة جيوفاني أو رادو، الغترة البسام أو بروجيه، جميعها إضافات لكنها أساسية تزيد الشاب كشخة». ثوب بحريني رجالي رسمي. ويجد سلطان عمر الموضة في عالم الثوب الخليجي أكثر غرابة في المملكة العربية السعودية «هناك تشاهد آخر الابتكارات في صنع الثوب التقليدي، تشكيلات وألوان غريبة لا تخطر بالبال، والثوب مرقّع بأكثر من لون عند الرقبة والأكمام، الجرار سحاب بدل الأزرة، خطوط بارزة على الجوانب «، يقول عمر ضاحكاً «مللت تكرار الثوب العادي، بت لا أعرف إذا كنت لبسته بالأمس أم غيرته».
وقال يونس علي أن لبس الثوب في عيد الفطر يعد من مؤشرات الذوق البحريني الأصيل ويمنح هيبة ووجاهة بين الجالسين، أما أحمد شعبان فهو يفضل لبس الثوب كونها مريحة ومناسبة لجميع الأوقات والمناسبات، وسعرها في متناول الجميع على عكس البدلات والماركات.
- نقوش وزخرفات: إجمالاً كان ثوب النشل يحاك يدوياً بواسطة الأقمشة الحريرية والخيوط الذهبيّة، لكنّه اليوم أصبح يحاك بواسطة مكنات الخياطة. لا مانع أن يكون ثوب النشل ملوناً بالألوان الجميلة الزاهية كالأحمر والأزرق والبنفسجي والأخضر، ولكن اللون الأسود يتميز بجاذبيته عن سائر الألوان الأخرى. يطرّز ثوب النشل عادة بنقوش ذهبية متنوعة تزيد من بريقه وجماله، حيث يصنع بشكل يدوي من قبل النساء والحرفيين من أهل قرى المنطقة باستخدام الإبرة والخيط بعد شراء الأقمشة الخاصة به من الأسواق الشعبية.
للثوب التقليدي جمهوره محمد صالح معتاد على لبس الثوب التقليدي «لأنه أريح» ويقول «تختلف الأشكال والطرق المتبع من الشباب في تصميم الثوب واختيار لونه وإكسسواراته من بلد خليجي لآخر، هناك القصة السعودية والإماراتية والكويتية». الخياط محمد جمال يدرّج أقمشة الثوب إلى «القطن الطبيعي، اللينين، التترون، السلك» ويقول «جميعها أقمشة متوفرة في جميع المحال وبألوان تناسب جميع الأذواق، وللون الواحد عدة درجات». ويضيف محمد «لدينا في المحل للون البيج مثلاً 12 درجة مختلفة، وألوان الموضة هذه الأيام معروفة، وتشهد ألوان مثل البني الغامق والرصاصي إقبالًا من الشباب، خاصة بالأعياد وفي فصل الشتاء». جرأة في التصاميم صاحب محل قصر الوجاهة يقول «الثوب الخليجي له طابعه الخاص لا نستطيع الخروج عنه، إلا أن الموضة بدأت في المملكة العربية السعودية وانتشرت بدول الخليج عامة». ثوب بحريني رجالي طويل. «الشباب البحريني يحب التميز» على حد وصف مالك قصر الوجاهة ويواصل «دورنا أن نساعده في سعيه الحثيث للتميز والاختلاف، وبإضافات بسيطة نجريها على الثوب البحريني التقليدي نحصل على المطلوب، ولكن الشكل الأساس للثوب ثابت لا يتغير». ويضيف أن هناك شباباً يحبون الجرأة في لبسهم «هم خاصة زبائن المحل، يطلبون تفصيل ثوب بشكل مميز جداً وفريد، ونحن نصممه ونخيطه، كالكتابة بخط الرقعة مثلاً».