(تصوير عادل الرويثي) زارت "سبق" كهف أم جرسان، والذي يقع في حرة بني رشيد بالقرب من مركز الثمد "شرق خيبر"، ويعد أطول الكهوف على مستوى الوطن العربي، إذ يبلغ طوله أكثر من 1500 متر وعرضه 45 متراً وارتفاعه 25 متراً، ويتكون كهف أم جرسان من 3 أجزاء. وتحرك فريق "سبق" من المدينة المنورة باتجاه محافظة خيبر في رحلة استغرقت قرابة الساعة والنصف، قاصداً "كهف أم جرسان" القريب من مركز الثمد, ووصل الفريق إلى مركز الثمد ولكن الأمر الشاغل والعامل الأهم كان البحث عن مركبة لنقل الفريق إلى موقع الكهف في حرة بني رشيد؛ كون الطريق وعرة مليئة بالعقبات. وكان الحل الوحيد هو الاستعانة بأهالي المنطقة والبحث عن مرشد ودليل يرشد الفريق إلى موقع "كهف أم جرسان". ومن خلال إجراء عدة اتصالات ومحاولات تم الاستدلال والوصول إلى أحد الأشخاص كدليل ومرشد يرافق الفريق إلى موقع "كهف أم جرسان"، وقد رافق الفريق ذياب الرشيدي ويعمل معلماً، وهو من سكان مركز الثمد. واصطحب الرشيدي الفريق مشكوراً بمركبته الخاصة ذات الدفع الرباعي، وبدأت الرحلة من مركز الثمد باتجاه الكهف، ولدى أعضاء الفريق أسئلة كثيرة يصعب الإجابة عنها حول الكهف الموصوف بأنه من أكبر الكهوف في الوطن العربي.
وما كشف عنه مؤخراً من آثار وتراث في حرة بني رشيد كما هو الحال في آثار الشويمس عبر التاريخ والعلم والحائط والحويط المعروفتان في التاريخ بواحتي فدك ويديع من بلاد فزارة ومرة وكافة غطفان بفرعيها الكبيرين عبس وذبيان. ومن ما كشف عنه حتى الآن من اللوحات الفيزيقية في الشويمس أحد أهم مواقع الحرة التي قيل عنها انها نقلة في تاريخ آثار الجزيرة. حيث تشير الدراسات إلى أن استيطان الحرة يعد من أقدم مواقع الاستيطان. ومن المواقع الأثرية التي تحتويها الحرة على سبيل المثال لا الحصر الرأس الأبيض والشويمس والبصر والعلم وأبا الصبان ويديع (الحويط) والشق وفدك (الحائط) وراطا والمنجور وغدفا وثويليل وأوثال والبرقة وشجواء والقور الجنوبية والقور الشمالية وخشم القطعاء والدحو والشملي وغيرها من المواقع التي ما زالت قيد البحث والتنقيب وهي كثيرة. والجدير بالذكر أن مواطني هذه الحرة هم من أبلغوا عن تلك الآثار لدى الجهات المختصة التي تقوم بدورها بتدوين اسم المبلغ الذي يعتبر بمثابة المكتشف الأول للموقع. والآثار من أهم مقومات السياحة وما كشف عنه في الحرة أخيراً هو في غاية الأهمية مثل مواقع الشويمس والقور والعلم ومواقع عديدة من حائل حيث اكتشفت فيها مواقع أثرية غاية في الأهمية تحوي مرتفعات صخرية تضم لوحات فنية مذهلة نفذت بدقة متناهية وباتقان فني بديع.
هي سلسلة جبال بركانية سوداء اللون على درجة كبيرة من الاتفاع نظراً لانخفاض ما يجاورها من الأرض من جميع الجهات ، وهي مجموعة حرار تختلف عن بعضها من حيث الشكل ، إلا أنها تتكون من صخور سوداء صعبة المسالك إلا من طرق خاصة بها تسمى بالمنقار ، مما جعلها تتميز على غيرها الحصانة الحربية والمنعة أيام الغزوات في الجاهلية. ويقع بالوسط منها جبل أبيض اللون يسمى بالرأس الأبيض ، وبالفعل أنه منزل الرأس من الجسد ، وتنحدر من الحرة أودية كثيرة جداً شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً ، فمن أودية الحرة المتجه شرقاً وادي الرمة وهو من أكبر الأودية بجزيرة العرب ، وجميع روافده المتجهة من الحرة إلى جهة الشرق ، مثل وادي الحايط والحويط والرقب الخ. وتقع الحرة من الجهة الشرقية لبلدة الحايط المعروفة قديماً بفك ، والحويط المعروف بيديع وهي بلدة قديمة جداً بها نخيل وعيون أفاءه الله على رسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر ، وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها في حياته لابنته فاطمة الزهراء – رضي الله عنها – وولداها وصار بذلك اختلاف والله أعلم. كما تقع في الحرة من الجهة الغربية بلدة خيبر وهي قرية معروفة منذ الجاهلية وهي من أخصب الواحات الزراعية بالجزيرة العربية وأقدمها ، وتسمى أودية الحرة الغربية وادي الجول ووادي السرير ووادي الغرس وجميع هذه الأودية تجتمع مع أودية حرة الكورة المعروفة قديماً بحرة ليلى ، وتفيض باتجاه الغرب إلى ساحل البحر الأحمر.
وقال العلي: "لم أتوقع أن يتم تناقل هذا المقطع بشكل واسع، فقد كنا في رحلة اعتيادية، نقوم بها وقت فراغنا خصوصاً في وقت الأمطار وظهور بوادر الربيع في السعودية، ومنها نتتبع تلك المواقع".