* ذكر من قال ذلك: 2329- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس في قوله: " الذين إذا أصابتهم مُصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه رَاجعون أولئكَ عليهم صَلوات من ربهم وَرحمة وأولئك هم المهتدون " قال، أخبر الله أنّ المؤمن إذا سَلّم الأمرَ إلى الله، ورَجع واسترْجع عند المصيبة, كتب له ثلاث خصال من الخير: الصلاةُ من الله, والرحمة, وتحقيق سَبيل الهدى. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن استرْجع عند المصيبة، جبر الله مُصيبته, وأحسن عُقباه, وَجعل له خَلفًا صالحًا يرضاه. (15) 2330- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع في قوله: " أولئك عليهم صلواتٌ من ربّهم ورحمة " ، يقول: الصلوات والرحمة على الذين صبروا واسترجعوا. أولئك عليهم صلوات من ربهم - ووردز. 2331- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع, عن سفيان العُصفُريّ, عن سعيد بن جبير قال: مَا أعطِيَ أحدٌ ما أعطيت هذه الأمة: الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ، ولو أعطيها أحدٌ لأعطيها يعقوب عليه السلام, ألم تسمعْ إلى قوله: يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ [سورة يوسف: 84].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استرجع عند المصيبة ، جبر الله مصيبته ، وأحسن عقباه ، وجعل له خلفا صالحا يرضاه. 2330 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا ابن أبي جعفر ، [ ص: 224] عن أبيه ، عن الربيع في قوله: "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة " ، يقول: الصلوات والرحمة على الذين صبروا واسترجعوا. 2331 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع ، عن سفيان العصفري ، عن سعيد بن جبير قال: ما أعطي أحد ما أعطيت هذه الأمة "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة " ، ولو أعطيها أحد لأعطيها يعقوب عليه السلام ، ألم تسمع إلى قوله: ( يا أسفى على يوسف) [ سورة يوسف: 84].
تفسير القرآن الكريم
(16) الخبر: 2331- سفيان العصفري: هو سفيان بن زياد العصفري ، وهو ثقة ، وثقه ابن معين ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة. مترجم في التهذيب 4: 111 ، برقم: 198. وابن أبي حاتم 2/1/221 ، برقم: 966. والكبير للبخاري 2/2/93 ، برقم: 2076 ، لكن لم يذكر نسبته "العصفري". وهو يشتبه على كثير من العلماء بآخر ، هو "سفيان بن دينار ، أبو الورقاء الأحمري". فقد ترجمه ابن أبي حاتم 2/1/220-221 ، برقم: 695 ، وثبت في بعض نسخه زيادة "العصفري" في نسبته. والبخاري ترجم "الأحمري" 2/2/92 ، برقم: 2073. ولم يذكر فيه "العصفري" أيضًا. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون . [ البقرة: 157]. وترجم في التهذيب 4: 109 ، برقم: 193- مع شيء من التخليط في الترجمتين ، يظهر بالتأمل. ومع هذا التخليط فقد رجح الحافظ أنهما اثنان ، وقال في ترجمة "سفيان بن دينار" -: "والتحقيق فيه: أن سفيان بن دينار التمار هذا ، يقال له: العصفري ، أيضًا ، وأن سفيان بن زياد العصفري: آخر ، بينه الباحي". وقال في ترجمة الآخر: "والصحيح أنهما اثنان ، كما قال ابن معين وغيره". وأيا ما كان فالاثنان قتان.
أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) القول في تأويل قوله تعالى: أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " أولئك " ، هؤلاء الصابرون، الذين وصفهم ونَعتهم - " عليهم ", يعني: لَهم، " صلوات " ، يعني: مغفرة. " وصلوات الله " على عباده، غُفرانه لعباده, كالذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 2328- " اللهم صَلِّ على آل أبي أوْفى ". (12) * * * يعني: اغفر لَهم. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه. وقد بينا " الصلاة " وما أصلها في غير هذا الموضع. (13) وقوله: " ورحمة " ، يعني: ولهُم مع المغفرة، التي بها صَفح عن ذنوبهم وتغمَّدها، رحمة من الله ورأفة. ثم أخبر تعالى ذكره -مع الذي ذكر أنه مُعطيهم على اصطبارهم على محنه، تسليمًا منهم لقضائه، من المغفرة والرحمة- أنهم هم المهتدون، المصيبون طريق الحقّ، والقائلون مَا يُرْضى عنهم والفاعلون ما استوجبوا به من الله الجزيل من الثواب. وقد بينا معنى " الاهتداء " ، فيما مضى، فإنه بمعنى الرشد للصواب. (14) * * * وبمعنى ما قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.