[ رجاله ثقات، إلا أن فيه انقطاعًا] [8]. ولذلك قال ابن المبارك: لا آمن إذا زاد في الوضوء على الثلاث أن يأثم. وقال أحمد وإسحاق: لا يزيد على الثلاث إلا رجل مبتلى؛ اهـ. يعني: مبتلى بمرض الوسوسة، أعاذنا الله وإياكم منها. عدم الاسراف في الماء في الوضوء. دليل من قال بالكراهة: قال الشوكاني: لا خلاف في كراهة الزيادة على الثلاث. والحق أن في ذلك خلافًا على ما تبين، فمنهم من اعتبر الاقتصاد من الآداب التي يؤجر على فعلها، ولا يلزم من الإخلال بها الوقوع في المكروه كما يراه بعض الحنفية. ولقد قال الشافعي في الأم: لا أحب للمتوضئ أن يزيد على الثلاث، وإن زاد لم أكرهه إن شاء الله تعالى. ومنهم من رأى تحريم الزيادة كما حررت ذلك عند ذكر الأقوال. دليل من اعتبر الاقتصاد من الآداب: لعله رأى أن ترك السنة لا يلزم منه الوقوع في المكروه، وهذا حق لولا أنه جاء من الأحاديث ما يدل على ذم الزيادة على الثلاث، والله أعلم. الراجح: أما بالنسبة للعدد، فالزيادة على الثلاث إن لم تكن محرمة فهي مكروهة كراهة شديدة؛ لأنه قد ورد النهي عن الزيادة على الثلاث، وهو أكثر ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما بالنسبة لمقدار الماء المستعمل في الوضوء، فلم يأتِ له حد من الشرع، بحيث لا يتجاوزه الإنسان، والناس يختلفون في هذا بدانة ونحافة، والمياه في عصرنا تأتي عن طريق الصنابير التي تدفع الماء دفعًا، لا يمكن معه التقيد بالمقدار الوارد، إلا أن يأخذ الإنسان الماء في إناء، ويغلق الصنبور، وقد لا يتوفر الإناء في كل مكان، والأحاديث الواردة في مقدار وضوء النبي صلى الله عليه وسلم كلها تدل على أن كمية الماء ليس فيها حد بمقدار معين؛ وإنما الأمر تقريبي.
وأبو عباية: هو قيس بن عباية، وهو أبو نعامة، فحديث عبدالله بن مغفل، وحديث سعد مخرجه قيس بن عباية، وقد صرح الحسيني في الإكمال أن أبا عباية، هو قيس بن عباية، انظر الإكمال (732)، وفي إسناد أبي يعلى قال: "ابن عباية" بدلاً من أبي عباية. وقال الحافظ في تعجيل المنفعة (1319): "أبو عباية، عن مولى لسعد بن أبي وقاص، هو قيس بن عباية، وهو من رجال التهذيب". وقال الأثرم: سألت أحمد عنه - يعني: زياد بن مخراق - فقال: ما أدري. قال: وقلت له: روى حديث سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يكون بعدي قوم يعتدون في الدعاء))، فقال: نعم، لم يقم إسناده؛ اهـ. والحديث ضعيف، له أكثر من علة. العلة الأولى: الاختلاف في إسناده، فتارة يحدث به ابن عباية، من مسند عبدالله بن المغفل، وتارة يحدث به من مسند سعد. العلة الثانية: جهالة مولى سعد بن أبي وقاص. فوائد الماء، عدم الإسراف في الماء. الحديث رواه أبو داود الطيالسي (200) قال: حدثنا شعبة، قال أخبرني زياد بن مخراق، قال: سمعت أبا عباية، شك أبو داود أن سعدًا سمع ابنًا له يقول: اللهم إني أسألك الجنة، وذكر الحديث. وسقط من إسناده مولى سعد. ومن طريق أبي داود أخرجه الدورقي (91). وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 53) حدثنا عبيد بن سعد، عن شعبة به.
وأخرجه ابن حبان (6763)، والحاكم (1/ 540) من طريق أبي الوليد الطيالسي. وأخرجه البيهقي (1/ 196، 197) نا محمد بن أيوب، ثنا محمد بن إسماعيل به. ورواه ابن حبان (6764) من طريق كامل بن طلحة كلهم عن حماد بن سلمة به.
قلة المياه تؤثر على النظام البيئي وتؤدي إلى حدوث الجفاف في التربة، وبالتالي تؤثر على الثروة النباتية والحيوانية بطريقة سلبية. استحباب الاقتصاد في الماء وعدم الإسراف فيه. الإسراف في المياه يؤدي إلى شح الماء التي تعتبر من أكبر المشاكل التي تواجه بعض المناطق، حيث أنها تؤثر على جميع الكائنات الحية سواء النباتات أو الحيوانات وكذلك الإنسان. أهمية الحفاظ على الماء إن الماء سر الحياة، وهو أساس كل كائن حي، فالحفاظ على وجود الماء بشكل مستمر له أهمية قصوى ويساعد في استمرارية الحياة، حيث يعمل على زيادة النباتات والثروة النباتية مما يردي إلى الزيادة في الثروة الحيوانية، كما يساهم في الحفاظ على بيئة صحية وآمنة وبالتالي يقلل من المشاكل الناتجة عن شح المياه. شاهد أيضًا: الفرق بين الاسراف والتبذير.. مظاهر الإسراف والتبذير طرق للحد من الإسراف في الماء هناك بعض الطرق الواجب اتباعها للتقليل من استخدام المياه وبالتالي تعمل على تجنب الإسراف في الماء، وأهمها كالتالي: هناك طرق يجب اتباعها داخل المنزل مثل التقليل من وقت الاستحمام واستخدام كميات أقل من المياه، التأكد من عدم وجود أي تسريبات للمياه، ترشيد استهلاك المياه أثناء الوضوء وغسيل الأسنان، وكذلك تقليل استهلاك المياه في الأجهزة الكهربائية مثل غسالة الملابس وغسالة الأطباق.
واختلف على حماد بن سلمة: فرواه عفان، وسليمان بن حرب، وعبدالصمد، وموسى بن إسماعيل، وكامل بن طلحة، كلهم رووه عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نعامة، عن عبدالله بن مغفل، منقطعًا بين أبي نعامة، وبين عبدالله بن مغفل. ورواه أحمد (4/ 86) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن يزيد الرقاشي، عن أبي نعامة به. ورواية الجماعة أولى بالصواب. عدم الاسراف في الماء وعدم الاسراف فيه. ورواه ابن حبان (6763) أخبرنا الفضل بن حباب، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن عبدالله بن المغفل، فجعل بدلاً من أبي نعامة أبا العلاء، ورواية الجماعة أولى بالصواب، خاصة أن فيهم عفان، وقد قال يحيى بن معين: من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمة فعليه بعفان بن مسلم، ولم يتابع أبو الوليد الطيالسي في روايته عن حماد، وقد قال أبو حاتم في تهذيب الكمال في ترجمة أبي الوليد الطيالسي، بأن سماعه من حماد فيه شيء، وكأنه سمع منه بآخرة، وكان حماد بن سلمة ساء حفظه في آخر عمره. [ تخريج الحديث]: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 53)، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه (3864) عن عفان. وأخرجه أحمد (5/ 55) حدثنا عبدالصمد وعفان. وأخرجه أبو داود (96) وابن ماجه (3864) والحاكم (1/ 162) عن موسى بن إسماعيل.