موقف القبيلة في واقعة الطف يبرز لدينا في المصادر التاريخية من البجليين في مناصرة ثورة الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام من رجال وفرسان قبيلة بَجِيلة إلى جانب الإمام الحسين في معركة الطف سنة 61هـ، الشهيد زهير بن القين بن الحارث البجلي، والشهيد سلمان بن مضارب بن قيس الانماري البجلي وهو بن عم زهير بن القين وحمل ثقله إليه مال معه في مضربة وقتل سلمان بعد صلاة الظهر في يوم الطف(6). اما موضوع البحث زهير بن القين، فكان من شجعان المسلمين، شريفاً في قومه، له في احدى الغزوات موقف مشهوراً، وموطن مشهوداً. وكان على درجة عالية من الاهمية والشهرة في محيطه الاجتماعي القبلي والسياسي، علاوة على ذلك فأنّه من الأشخاص المبرّزين والأعيان ورؤساء القبائل وأصحاب المآثر والبطولات. استشهاد الصحابي زهير بن القين في كربلاء - Martyrdom of Zuhayr ibn Qayn - YouTube. والواضح في المصادر التاريخية ان زهير اشترك في احدى الفتوحات الاسلامية التي هي فتح مدينة (بَلَنْجَر)، وهي مدينة ببلاد الخزر بأرمينية (7)، فتحها المسلمون في خلافة عثمان بقيادة سلمان بن ربيعة الباهلي سنة ثمان وعشرين، أو تسع وعشرين(8). وكان في مقدّمة الفاتحين زهير بن القين، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ـ وأسفرت الأُمور عن انتصار المسلمين ـ ينقل زهير خبراً عن هذه المعركة ظل عالقاً في ذهنه حتى سنة إحدى وستين للهجرة، وذلك حين التقى بالحسين عليه السلام ودعاه إلى نصرته وقرّر الالتحاق به، فلمّا عاد إلى أهله وأصحابه ليخبرهم بقراره المصيري حدَّثهم بهذا الخبر، فقال: «إنا غزونا البحر، ففتح الله علينا وأصبنا غنائم، فقال لنا سلمان المحمدي (9) رضي الله عنه: أفرحتم بما فتح الله عليكم، وأصبتم من الغنائم؟ فقلنا: نعم.
وقد حدث جماعة من فزارة ومن بجيلة، قالوا: كُنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة، وكنا نساير الحسين (ع) فلم يكن شيء أبغض علينا من أن نُنازله في منزل، وإذا سار الحسين (ع) فنزل في منزل لم نجد بُدّاً من أن نُنازلـه فنزل الحسين (ع) في جانب ونزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغذى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين (ع) حتى سلّم، ثم دخل فقال: يا زهير بن القين إن أبا عبد الله الحسين (ع) بعثني إليك لتأتيه. زُهَيرُ بنُ القَينِ وَحَقُّ اليَقِينِ. فطرح كل إنسان منا ما في يده، حتى كأنما على رؤوسنا الطير، فقالت لـه امرأته وهي ديلم (دُلهم) بنت عمرو: سبحان الله أيبعث إليك ابن رسول الله (ص) ثم لا تأتيه؟ لو أتيته فسمعت كلامه ثم انصرفت. فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشراً، قد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه، فقُوض وحُمل إلى الحسين (ع)، ثم قال لامرأته: أنتِ طالق، إلحقي بأهلك فإني لا أحب أن يُصيبك بسببي إلاّ خير، وقد عزمتُ على صحبة الحسين (ع) لأفديه بروحي، وأقيه بنفسي، ثم أعطاها مالها وسلّمها إلى بعض بني عمِّها ليُوصلها إلى أهلها، فقامت إليه وبكت وودّعته وقالت: خار الله لك أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين (ص). وقال الشيخ المفيد: ثم قال زهير لأصحابه: مَنْ أحبَّ منكم أن يتبعني، وإلاّ فهو آخر العهد، إني سأحدثكم حديثاً، إنا غزونا البحر (بلنجر)، ففتح الله علينا وأصبنا غنائم، فقال لنا سلمان: أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من الغنائم؟ فقلنا: نعم، فقال: "إذا أدركتم سيد شباب آل محمد (ص) فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معه مما أصبتم اليوم من الغنائم"، فأما أنا فأستودعكم الله.
وتقدّم زهير بن القين فقاتل قتالاً لم يُرَ مِثلُه ولم يُسمع بشبهه، وأخذ يحمل على القوم وهو يرتجز ويقول: أنا زهيـرٌ وأنا ابـنُ القَينِ أذودُكم بالسيفِ عن حُسَينِ إنّ حُسَينـاً أحدُ السِّـبطَينِ مِن عِترةِ البَرِّ التقيِّ الزَّينِ فقتلَ منهم مئةً وعشرين رجلاً، ثمّ عَطَف عليه كُثَيرُ بن عبدالله الصَّعبيّ، والمهاجِر بن أوس.. فقتلاه، فوقف الإمام الحسين عليه السّلام وقال له: لا يُبعدَنَّك الله يا زهير، ولَعَنَ قاتِليك لَعْنَ الذين مُسِخوا قِرَدةً وخنازير (8). طِيب الذكرى • في زيارته المقدّسة.. جاء عن الإمام المهديّ صلوات الله عليه وعلى آبائه: السلام على زُهيرِ بنِ القَينِ البَجَليّ، القائلِ للحسين عليه السّلام ـ وقد أذِن له في الانصراف: لا واللهِ لا يكون ذلك أبداً، أتْرُكُ ابنَ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله أسيراً في يدِ الأعداءِ وأنجو أنا ؟! زهير بن القين - ويكيبيديا. لا أراني اللهُ ذلك اليوم! (9) • عبدالله المامقانيّ: ذَكَر أهلُ السِّيَر أنّ زهيراً هذا كان رجلاً شريفاً في قومه، نازلاً فيهم بالكوفة، شجاعاً، له في المغازي مواقفُ مشهورة، ومواطن مشهودة (10). • ذبيح الله المحلاّتيّ: يجب أن يُعلَم أنّ زهير بن القين كان من الرجال المهمّين، ومن الفرسان الأُسود، ومن الخطباء.
(3) ابن الكلبي، نسب معد واليمن الكبير، ج1، ص375؛ أبن سلام، كتاب النسب، ص301؛ أبن ماكولا المؤتلف والمختلف في النسب، ج1، ص386؛ علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج4، ص442ـ 443. (4) ابن الكلبي، نسب معد واليمن الكبير، ج1، ص375؛ ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص387. (5) السجستاني، ابو حاتم، محمد بن سهل، كتاب المعمرون والوصايا، ص126. (6) الخوارزمي، مقتل الحسين (ع)، ص347؛ السماوي، محمد طاهر، كتاب العين في أنصار الحسين، ص118. (7) الحموي، معجم البلدان: ج1، ص489. ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق: ج21، ص475. (8) ابن سعد، الطبقات الكبرى: ج6، ص131. ابن الأثير، أُسد الغابة: ج2، ص327. (9) ابن الاثير، الكامل: ج4، ص42. والمفيد في الإرشاد: ج2، ص72 ـ 73. والحميري في الروض المعطار: ص94، (10) المفيد، الإرشاد: ج2، ص73.. زهير بن القين. (11) تاريخ الطبري، ج 3 ص 314. (12) ابن طاووس، اللهوف على قتلى الطفوف: ص44. (13) الدينوري، الأخبار الطوال: ج1، ص365. (14) المفيد، الإرشاد: ج2، ص73، اُنظر: الطبسي، مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة (وقائع الطريق من مكّة إلى كربلاء): ج3، ص213. (15) ابن أعثم، الفتوح: ج5، ص80 ـ81. المفيد، الإرشاد: ج2، ص84.
إن الله ابتلانا ( أي اختبرنا) وإيّاكم بذريّةِ نبيّه محمّدٍ صلّى الله عليه وآله؛ لينظر ما نحن وأنتم عاملون. إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخِذْلان الطاغية يزيد وعبيدالله بن زياد؛ فإنّكم لا تُدرِكون منهما إلاّ سوءَ سلطانهما كلّه، لَيَسملانِ أعيُنَكم، ويُقطّعان أيديَكُم وأرجلَكُم، ويُمثّلان بكم، ويرفعانكم على جُذوع النخل، ويقتلان أماثِلَكم وقُرّاءَكم أمثالَ حُجْرِ بن عَدِيّ وأصحابه، وهانئ بن عروة وأشباهه ». فما كان منهم إلاّ أن سَبُّوا زهيراً وأثنَوا على عبيدالله، وقالوا: واللهِ لا نَبرحُ حتّى نَقتُلَ صاحبَك ومَن معه، أو نَبعثَ به وبأصحابه إلى عبيدالله سلماً! فأجابهم زهير: عبادَ الله، إنّ وُلْد فاطمة أحقُّ بالودّ والنصر من ابن سُميّة، فإن لم تنصروهم فأُعيذكم بالله أن تقتلوهم. فرماه شمرُ بن ذي الجوشن بسهمٍ وقال: اسكُتْ أسكَتَ الله نَأمَتَك، أبرَمتَنا بكثرة كلامك! فقال زهير: يا ابنَ البوّال على عَقِبَيه! ما إياك أُخاطب، إنّما أنت بهيمة، واللهِ ما أظنّك تُحِكم من كتاب الله آيتين، فأبشِرْ بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم. قال الشمر: إنّ الله قاتِلُك وصاحبَك عن ساعة. فقال له زهير: أفَبِالموتِ تُخوّفني ؟!
♦ «الأيك فى المباهج والأحزان» عزت القمحاوى الدار المصرية اللبنانية مثلما تتشابك أغصان الشجر فى الغابة والأيكة، تتشابك فنون الكتابة وموضوعاتها فى هذا الكتاب: من التأمل الفلسفى إلى رصد الظواهر الاجتماعية إلى الحكاية، فى سرد يستهدف إنعاش الحواس. مشاهدة فيلم الفيل الازرق ٣. وتتعدد أماكن الاحتفاء بالحب؛ من السينما حيث خفة الوجود، إلى المطارات ومحطات القطار التى تُذكِّر بهشاشة الإنسان ومحدودية العُمر، وقريبًا من ذلك يأتى تأمل الألفة فى تخطيط المدن وجماليات العمارة الحنون بشرفاتها التى تخلق الصلة بين ساكن البيت والعابر، وعلى الضد منها تخطيط وعمارة الريبة. وهكذا، تمتد طرق «الأيك» المتشعبة أمام القارئ لاكتشافها ومواجهة التيه اللذيذ فيها، من دون مخاطر الضياع! ♦«القتل للمبتدئين» أحمد مراد دار الشروق لأول مرة يكتب الروائى والسيناريست أحمد مُراد عن كواليس الكتابة؛ كيف بدأ، وكيف طوَّر منهجه على مدار سنين أصدر خلالها سبع روايات وخمسة أفلام؛ ليصبح أحدها «الفيل الأزرق 2» أول فيلم تتخطى أرباحُه حاجز المائتَى مليون جنيه. هذا الكتاب هو خريطة طريق حقيقية، تُساعد المهتمين بالقراءة على إطلاق عِنَان خيالهم، والانتهاء من مشروعهم الروائى أو السينمائى بطُرق عملية قائمة على مُعادلات ومُنحنيات درامية حديثة، تنظِّم تدفُّق أفكارهم، وتساعدهم على التخلص من الانسداد الإبداعى (Writer's Block).
خريطة تُرشدهم طوال رحلة الكتابة، بما تتضمنه من «هاجس فكرة مُسيطرة»، البناء المتصاعد للأحداث، وخلق حبكة متماسكة، وحرفية خَلْق الشخصيات، وكتابة المَشاهد بطريقة درامية مؤثرة، وبمحاكاة تراعى سلوك المتلقى، وتواكب التطور المتمثل فى عالم المنصات الرقمية. ويَضم هذا الكتاب سيناريو فيلم «الفيل الأزرق 2» للتطبيق العملى، واستيعاب دور ومسئولية الكتابة فى خَلْق فيلم يصعب نسيانه.
أخبار [2 خبرين] المزيد مواضيع متعلقة