والاعتقاد الحق كما قال شيخ الإسلام بن تيمية: " أنَّ الله -عز وجل- قريب من عباده حقيقة كما يليق بجلاله وعظمته، وهو مستوٍ على عرشه، بائنٌ من خلقه، وأنه يتقرَّب إليهم حقيقة، ويدنو منهم حقيقة ". أيها المسلمون: ودلالة قربه -تعالى- نوعان: قرب عام من كل أحد بعلمه وخبرته ومراقبته ومشاهدته وإحاطته وقدرته، قال -تعالى-: ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ)[ق:16]، وقال -تعالى-: ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ)[الواقعة:85]. اسم الله القريب ابن عثيمين. وقرب خاص من عابديه وسائليه ومحبيه, " وهو قرب لا تُدرك له حقيقة, وإنما تعلم آثاره من لطفه بعبده وعنايته به وتوفيقه وتسديده ومن آثاره الإجابة للداعين, والعناية للعابدين والنصر والتأييد والتمكين والفرج للمؤمنين "(السعدي). عبـــاد الله: إذا علم العبد بحقيقة اسم الله "القريب" ومعناه تذوق حلاوة الإيمان, وجنى لأجل ذلك ثماراً يانعة وآثاراً عظيمة, قد تكون سبباً لسعادته دنيا وآخرة؛ فمن ذلك: الأمن والثقة: فمتى عاش المؤمن قريباً من الله أنس به واشتد يقينه، فهو في ملاذٍ أمين، وحصن مكين؛ لأنه في معية الله -سبحانه-، القريب منه في كل أحواله, فهو الصاحب له في سفره؛ كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: " أنت الصاحب في السفر "(رواه مسلم)، وهو -سبحانه- في نفس الوقت خليفته على أهله " والخليفة في الأهل "، وقد كان من دعائه -عليه الصلاة والسلام- عند السحر في السفر: " ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذاً بالله من النار "(رواه مسلم).
الله القريب إنه الله القريب.. يا قريبًا ممن دعاه... يا قريبًا ممن رجاه. يا قريبًا ممن سأله... يا من هو أقرب إلينا من حبل الوريد. مُنّ علينا بالأنس بك، وبكلامك ياقريب { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186] "القريب" قريب في عُلوه بعلمه واِطلاعه. "القريب" لمن دعاه، يعطي ويلطف، يرفع ويكشف، ويجيب المضطر. "القريب"... قريب من كل أحد بعلمه وخبرته ومراقبته ومشاهدته وإحاطته. "القريب" ممن تاب إليه وتعلق به، يغفر الذنب ويقبل التوب. يقبل ما تقرب إليه عبده به، ويتقرب من عبده بقدر قرب العبد منه. المطلع على أحوال عباده؛ فهو قريب منهم بعلمه وإحاطته، ولا تخفى عليه منهم خافية. معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (القريب). قريب بلطفه وحفظه ونصرته وتأييده، وهذا القرب خاص بأوليائه. يرجع إليه عباده في مآلهم {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ} [الواقعة: 85] "القريب"... تأنس النفوس بقربه، وتهش بذكره. إنه الله القريب..
وأما دُنُوه نفسه؛ وتقربه من بعض عباده؛ فهذا يُثبته مَنْ يُثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة، ونُزُوله، واسْتواءه على العرش، وهذا مذهبُ أئمةِ السلف؛ وأئمة الإسْلام المشهورين وأهل الحديث، والنَّقل عنهم بذلك متواتر. وأول مَنْ أنْكر هذا في الإسلام"الجهمية" ومَنْ وافقهم من المعتزلة، وكانوا يُنْكرون الصِّفات والعُلُو على العرش، ثم جاء ابن كُلاَّب فخالفهم في ذلك؛ وأثبتَ الصفات والعلو على العرش، لكنْ وافقهم على أنه لا تقومُ به الأمور الاختيارية؟! ولهذا أحْدثَ قوله في القرآن: إنه قديمٌ لم يتكلّم به بقدرته؟! ولا يُعْرفُ هذا القول عن أحدٍ من السّلف، بل المتواتر عنهم أنَّ القرآن كلامُ الله غير مخلوق، وأنَّ الله يتكلّم بمشيئته وقُدرته، كما ذُكرت ألْفاظهم في كتبٍ كثيرة في مواضع غير هذا. فالذين يُثبتون أنَّه كلَّم مُوسى بمشيئته وقُدْرته؛ كلاماً قائماً به، هم الذين يقولون: إنه يَدْنو ويَقْرب مِنْ عباده بنفسه، وأما مَنْ قال: القرآن مخلوقٌ أو قديم!! فأصل هؤلاء أنه لا يُمكن أنْ يَقْرُبَ مِنْ شيء؛ ولا يدنو إليه، فمَن قال منهم: بهذا مع هذا، كان مِن تناقضه، فإنه لم يَفهم أصل القائلين بأنه قديم.
مصطفى عبد الفتاح 29/04/2022 في لحظة الصفاء المنسية من عمري، تركت روحي تسبح في فضاء العالم على هواها، جلست متأمِّلًا الوجود على صخرة ملساء، ونسائم الرَّبيع، تُداعب خصلات شعري كيفما شاءت بعشق إلهي، حينها أغلقت فمي كي لا أردّ على كُل أحاديث العُهر التي تملأ العالم، فاسحًا المجال لأنفي أن يعبَّ أكبر كميَّة من العطر الرباني، يلامس مسامات جسمي بنعومة، وذراعي مشرعة، وأنا أركض في البريَّة من هنا الى هناك، أسابق نسائم نيسان للفوز بعطر قندول الجبل الأصفر اللون التي ملأت صدري هواءً نقيًا كماء العين رقراقًا فأنعشت روحي التائهة. تاه فكري وأنا مبهور بلونها الأصفر الذي يُخبِّئ تحت جناحيه اشواكًا كالإبر، كيف لأسير يقبعُ خلف جدران إسمَنتية جامدة فارغة، في مكان يحتويه السكون القاتل، لا يكسره غير قعقعة مفاتيح سجان، يحاول بها أن يكسر قلب أسيرٍ تاق إلى الحريّة، يحاول السجان أن يصُدَّه عن فتح بوابة حريته، فينتشر في الجو هواء دنس مجبول بالحقد، يدخل إلى أعماق روحه المقهورة مع رائحة القهر والظلم، كيف للسجين أن يفكر ولو ثانية بوردة صفراء، تسكن الجبال والوديان، تضيء عتمة الليل، تلذع بأشواكها الحادَّة كلَّ مُعتَد على حُرمتها.
فقال له: هل أوجعتك؟قال: نعم، أوجعتنيفقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟! فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار قصة الشكاك جاء أحد الموسوسين المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه: إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة. فتعجب الرجل وقال له: وكيف ذلك؟فقال ابن عقيل:لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيق1 والصبي حتى يبلغ ". ومن ينغمس في الماء مرارا - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون قصة الطاعون خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة. قصص قصيره ولكنها جميله وهادفه - الشبكة السعودية لذوي الاعاقة. وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام. فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله؟ قصة الخليفة والقاضي طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء.
فرفض الفقيه هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له غاضبا: أنت غير صادق. فرد الفقيه على الفور: إذن فقد حكمت علي بأني لا أصلح. فسأله الخليفة: كيف ذلك؟فأجاب الفقيه: لأني لوكنت كاذبا- كما تقول- فأنا لا أصلح للقضاء، وإن كنت صادقا فقد أخبرتك أني لا أصلح للقضاء قصة حكم البراءة تزوجت امرأة، وبعد ستة أشهر ولدت طفلا، والمعروف أن المرأة غالبا ما تلد بعد تسعة أشهر أو سبعة أشهر من الحمل، فظن الناس أنها لم تكن مخلصة لزوجها، وأنها حملت من غيره قبل زواجها منه. فأخذوها إلى الخليفة ليعاقبها، وكان الخليفة حينئذ هو عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فلما ذهبوا إليه، وجدوا الإمام عليا موجودا عنده، فقال لهم: ليس لكم أن تعاقبوها لهذا السبب. فتعجبوا وسألوه: وكيف ذلك؟ فقال لهم: لقد قال الله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (أي أن الحمل وفترة الرضاعة ثلاثون شهرا). وقال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (أي أن مدة الرضاعة سنتين. إذن فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا، والحمل يمكن أن يكون ستة أشهر فقط). قصة المرأة والفقيه سمعت امرأة أن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها.