لذا فمن الأن تعلم فن تجاهل المشكلات، وتعلم من الصخور التي لا تقاوم ولا تواجه أمواج البحر، بل تسمح لها بالمرور، فلو قاومت لتحطمت أمام قوة الماء، لكنها بقيت سليمة لأنها كانت أكبر من المشكلة، وأنت قد تحتاج بعض الوقت لتعتاد على الأمر، لكنك ستشعر بالراحة الكبيرة. المسامح كريم - دكـتـور حـر. 3 – التحدث أو الكتابة والتعبير هل سبق لك أن كنت تعتقد أن همومك كبيرة جدًا وحزنك هائل، ومن ثم اختفى فقط عند الحديث عنها لشخص ما؟ هل سبق وشعرت أن غضبك من فعلة شخص يمكن وصفه على أنه حبل يلف حول عنقك على وشك خنقك، ومن ثم شعرت بالراحة عندما واجهته وتحدثت إليه وأخبرته بالأمر ومن ثم سامحته وعدت أنت وهو إلى سابق عهدكما؟ وغيرها من المواقف التي يكون التعبير عما داخلك هو علاجها. وطرق التعبير كثيرة جدًا، فيمكنك التحدث إلى شخص ترتاح بصحبته، ويمكنك التحدث إلى شخص حكيم، ويمكنك تسجيل صوتك والتحدث عما يجول في خاطرك ومن ثم الاستماع إلى التسجيل، ويمكن للكتابة أن تشكل فرق وخاصة في حال كتبت كل ما يزعجك، ومن ثم أحرقت الورقة وسامحت. 2 – تفريغ الطاقة السلبية الطاقة السلبية المرافقة للحقد والكره طاقة ضخمة هائلة، وهي من يقف في وجه التسامح، وهي سبب رفضنا لفكرة أن العفو والتسامح سبيل للإصلاح فنحن تحت وطأتها واقعين في الحزن وغارقين في دور الضحية والتلذذ في لعب دور المظلوم، بالإضافة إلى ما يرفق ذلك من شعور مبرر بالغضب العارم لمجرد تذكر الشخص المعني، أو الموقف السيء أو المشكلة وفي مثل هذه الحالة يكون تفريغ الطاقة السلبية هو أول خطوات التسامح.
سامح مَن يخطئ في حقك وكن أنت المبادر لكل خير من الأمور وخاصة مع الأصدقاء الذين سخرهم الله سندًا ثابتًا للإنسان، والابتعاد عن الحقد والضغينة يرفع من النفس إلى العلياء ويجعلها مكرمة على غيرها. كلام جميل عن التسامح بين الأحبة قد تحدث بعض الأمور ما بين الأحبة تؤدي إلى تكرد النفوس، ومن أجمل ما يُقال في هذا الحال عن المسامحة: الحب هو أطهر عاطفة خلقها الله على هذه الأرض والإنسان الكامل في عقله هو مَن لا يضيع مثل تلك العاطفة بالضغائن وصغائر الأمور، بل يجعل من الحب قبسًا يهتدي به في ظلمات الليالي والأيام. ليس هناك أعلى من الإنسان الذي يترفع بنفسه عن الأحقاد والمكائد خاصة في العلاقات العاطفية التي تفرض على الناس أن يتخلوا عن جزء من شخصياتهم ويذوبوا في الآخر، والمسامحة هي من أجمل اللآلئ التي تزين عقد المحبة. الحب تاج لؤلؤته المسامحة، ويجب على كل قلبين عاشقين ألا يقفا عند صغائر الأمور بل يكونا جبلين راسخين متحدين لا تفرق بينهما الحصى الصغيرة. لما يسامح الإنسان حبيبًا له ويعفو غنه فإنه يهديه درسًا بالأخلاق على طبق من الذهب، حينما يظن الحبيب أن العلاقة انتهت مع شريكه الآخر بسبب خطأ ما أو سوء في التفاهم فإن العفو يأتي مثل كأس الماء المثلج الذي يطفئ نيران الحقد والعتاب.
[٤] [٥] آثار التسامح للتسامح آثار عظيمة تعود على الفرد والمجتمع أيضًا، ومنها: [٦] الأثر الأعظم والأهم، أن التسامح سبب لحب الله عز وجل ومرضاته. يوثق جميع الروابط الاجتماعية التي تتعرض مع مرور الزمن إلى الفتور والوهن وربما الانفصال، بسبب الخلافات التي قد تصدر من أحد الأطراف. شعور الشخص المُتسامح بالراحة النفسية والطمأنينة؛ لأنه يعفو ويصفح ولا يسيء لأحد بأي شكل من الأشكال. التسامح يسهل طريق الألفة والمودة بين الناس. يرفع من شأن الشخص بين الناس، ويزيد من حبهم واحترامهم له، وبعد معرفة الآثار العظيمة التي يتركها التسامح في نفس الفرد بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة، لا بدّ من التمسك بمثل هذا الخلق العظيم والتحلي به، حتى وإن كان التمسك به رحلة صعبة وجاهدة، لكنها من أفضل طرق الارتقاء بدرجات الإيمان. الطرق الإيجابية للتسامح توجد العديد من الطرق الإيجابية التي تجعل من الفرد إنسانًا متسامحًا، وهي كالآتي: [٧] الثقة بالله. الإيمان القوي. التنشئة الدينية الصحيحة المبنية على التسامح. تحديد الضرر الناتج عن التسامح. تجنب الإحساس بالغضب والاستياء. تجنب التفكير في الانتقام. استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية.