فهذا العدد (19) جعله الله فتنة ــ أي امتحاناً وحجة ــ على من يقول بأن القرآن من صنع البشر ، وليستيقن أهل الكتاب بأن القرآن كتاب منزل من عند الله ، وليزداد إيمان المؤمنين به وهم المسلمون. والجزء الأخير من الآية يؤكد لنا أن الله وحده يعلم عدد زبانية جهنم... إذن فالعدد (19) ليس هو عدد زبانية جهنم. 2) إذا تابعنا تسلسل نزول القرآن من بدء الوحي، نجد ان أول ما نزل من القرآن هو سورة العلق ورقمها في القرآن ابتداء من آخره (19) وعدد آياتها 19 آية ، ومطلعها {اقرأ باسم ربك الذي خلق}. ثم نزل مقطع من سورة القلم التي مطلعها (ن * والقلم وما يسطرون) 19 آية. ثم نزل مقطع من اول سورة المزمل 19 آية. عليها تسعة عشر وما جعلنا عدتهم. ثم نزل المقطع الآنف الذكر من سورة المدثر وعدد آياته 19 آية ، وآخرها قوله تعالى: {عليها تسعة عشر}. وبعد هذه المقاطع الأربعة نزلت سورة الفاتحة التي مطلعها: (بسم الله الرحمن الرحيم) التي تحوي 19 حرفاً ، والتي هي أعظم آية في القرآن ، تتوج أعظم سورة من القرآن ، وأول سورة كاملة نزلت منه. 3) إن هذه الحقائق السابقة كافية للدلالة على أن آية البسملة هي المقصودة بقوله (عليها تسعة عشر) أي ان التسعة عشر ما هي إلا حروف البسملة التسعة عشر ، التي جعل الله فيها هذه المعجزة المدهشة: معجزة الـ (19).
نجد في هذه الآيات ذكر من لم يتقبل آيات الله.. لقد فكر كثيراً في آيات الله حين تليت عليه، ونظر في رسالة الله التي وضعت بين يديه، ولكنه عوضاً عن الإيمان بها، جحدها وأعرض عنها، وقال: إن القرآن من قول البشر، وإنه سحر يؤثر. هذا الإنسان المنكر الجاحد الكافر المعاند سيكون عذابه يوم القيامة تحت إشراف الـ (19). لقد فسر الأقدمون الآية {عليها تسعة عشر} بأنهم زبانية جهنم وعددهم (19) ، وهم الموكلون بحراسة جهنم والقيام بأمرها. إلا أن الدكتور خليفة يقدم المقدمة التالية، المؤلفة من ثلاث نقاط، للوصول إلى معنى جديد لهذه الآية، فيقول: 1) للوهلة الاولى يظن القارئ أن (تسعة عشر) هو عدد زبانية جهنم ، ولكن بعد قراءة الآية التالية لها، نجد أن القرآن يؤكد فيها على أن عدد زبانية جهنم هو عدد مجهول لا يعرفه احد، وذلك في قوله تعالى: {ما يعلم جنود ربك إلا هو} ، فالعدد (19) ليس عددهم. عليها تسعة عشر. يقول تعالى في الآية 31 من سورة (المدثر): { وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} [المدثر: 31].
فكما يجب أن يكون الإنسان لطيفًا مع والديه ، فالعدالة جزء من الصدقة ، ورضا الله من رضاء الوالدين ، والتسامح بين أفراد الأسرة أساس اللطف تجاه بعضهما البعض ، بالإضافة إلى الدعم. ومساعدة بعضنا البعض في أوقات الشدائد ونحو ذلك. صلاة من أجل وخير ما يختم به الإنسان عبادته: الدعاء ؛ لأن الدعاء من أوجه طلب الله تعالى ، إذ يتوسل الإنسان إلى ربه لحاجته ، ويستحب أن يتوسل الإنسان لنفسه وأهله. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المدثر - الآية 30. ، والمسلمين ، ولإصرار الإنسان على طلب حاجته ، ويفضل الدعاء في الثلث الأخير من الليل ، وهذا ما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم – عندما قال: {حمل ربنا صلى الله عليه وسلم كل ليلة عند الدنيا بثلث الليل ، قل: من يناديني ، يجيبه ، يسألني ، ويعطيه ، ويستغفر له ويغفر له} [3]. أنظر أيضا: ما موعد العشر الأواخر من رمضان 2022 فضائل العشر الأواخر من رمضان العشر الأواخر من رمضان من أهم الأيام في حياة أي مسلم يطلب رحمة الله ومغفرته ورضاه. أفضل هذه الأيام هو التحقيق في ليلة القدر التي تساوي فضيلة ألف شهر. أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتحقيق في هذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان. الشهر الكريم بعد تحقيق إرادة الله تعالى أن يرفع علمه إلى السماء ، وأمره الرسول أن يدرس في عدة أحاديث ، وهو يبحث عنها ، وعليه أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها.
بهدوووء_ مطلوب من رئيس القضاء و النائب العام الذين اجتمع بهما قائد الانقلاب بخصوص تسوية ملف الاعتقالات و (تهيئة الأجواء) للخروج من الأزمة، مطلوب منهما توضيحات عن طبيعة هذا اللقاء، فهذا اللقاء لا يختلف في خطره عن اللقاء الذي جمع مندوب السلطة القضائية و مندوب النيابة العامة بممثلي المجلس العسكري في القيادة قبيل فض الاعتصام بساعات و اراد المجلس العسكري عبره شرعنة و تقنين جريمته النكراء غير أن مندوبي الهيئتان تنصلا عن مسؤوليتهما و نفيا موافقتهم أو حتي اطلاعهم علي أي خطة لتفريق الحشد. فهذا الاجتماع كذلك في خطورته و مطلوب من الجهتين توضيح؛ هل رئيس القضاء و النائب العام موظفين عند البرهان يأتمران بأمره؟ فيلقي القبض و يعتقل من يشاء فيقوم النائب العام و القضاء بالبحث عن مواد تشرعن تلك الاعتقالات؟.. و هل القضاء و النيابة العامة ادوات في يد قائد المجلس الانقلابي ينفذ بهما رغباته؟ ام هي مؤسسات لديها واجب دستوري و تعمل باستقلال عن السلطة التنفيذية سواء أن كانت سياسية أو (عسكرية)؟ لا نطمع في إجابات كاملة من رئيس القضاء و النائب العام فمن الواضح أنهما من نسق القانونيين الذين جري اعدادهم طيلة ٣٠ عاماً ليخدموا سلطة الامر الواقع و "يحللوا" لها ما حرم الدستور، بل و ما حرم الله.