ومن المعروف إنه عندما قتل إبراهيم الإمام في سجنه على يد الأمويين زمن الخليفة مروان (127-132هـ) خاف أخواه أبو جعفر المنصور وأبو العباس السفاح على نفسيهما فخرجا من الحميمة هاربين إلى العراق وبصحبتهما بعض رجالات العباسيين، وحين قدموا الكوفة نزلوا على أبي سلمة فأخفاهم في أحد دور الكوفة (دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم) وكتم أمرهم نحواً من أربعين ليلة. ابو سلمة الخلال - الطير الأبابيل. ولما استقام الأمر لأبي العباس السَفاح استوزره، فكان الخلال أول من تقلدّ منصب الوزارة في الإسلام، لأن هذا المنصب لم يكن موجوداً عند الأمويين اعتقاداً منهم بأن الخليفة لا يحتاج إلى مؤازرة أحد، وبالطبع لم يكن هذا المنصب موجوداً زمن الراشدين. كان الخلال يسمر كل ليلة عند السفاّح وهو في الأنبار، والخليفة يأنس به لما في حديثه من إمتاع وأدب، ولما كان عليه من علم في السياسة والتدبير، وأستمَر الأمر كذلك مدة أربعة أشهر. فكثر حسّاده وحاولوا النيل منه عند السفاح فلم يفلحوا، وفي إحدى الليالي وهو في طريق عودته إلى منزله وثب عليه عدة أشخاص كانوا قد كمنوا له في الطريق فقطعّوه بسيوفهم. وقد أشير إلى إن أبا مسلم الخراساني كان وراء الأمر، وهناك من يرى أن السفّاح توهم فيه الميل لآل علي أو أن هناك من نقل مثل هذه المعلومات إليه ويشار أحياناً إلي أن المنصور أسهم في تحريض السفاح على أبي سلمة.
ومن المعروف إنه عندما اغتال إبراهيم الإمام في سجنه على يد الأمويين زمن الخليفة مروان (127-132هـ) خاف أخواه أبوجعفر المنصور وأبوالعباس السفاح على نفسيهما فخرجا من الحميمة هاربين إلى العراق وبصحبتهما بعض رجالات العباسيين، وحين قدموا الكوفة نزلوا على أبي سلمة فأخفاهم في أحد دور الكوفة (دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم) وكتم أمرهم نحواً من أربعين ليلة. ولما استقام الأمر لأبي العباس السَفاح استوزره، فكان الخلال أول من تقلدّ منصب الوزارة في الإسلام، لأن هذا المنصب لم يكن موجوداً عند الأمويين اعتقاداً منهم بأن الخليفة لا يحتاج إلى مؤازرة أحد، وبالطبع لم يكن هذا المنصب موجوداً زمن الراشدين. اغتياله كان الخلال يسمر جميع ليلة عند السفاح وهوفي الأنبار، والخليفة يأنس به لما في حديثه من إمتاع وأدب، ولما كان عليه من فهم في السياسة والتدبير، واستمَر الأمر كذلك مدة أربعة أشهر. Books أبو سلمة الخلال - Noor Library. فكثر حسّاده وحاولوا النيل منه عند السفاح فلم يفلحوا، وفي إحدى الليالي وهوفي طريق عودته إلى منزله وثب عليه عدة أشخاص كانوا قد كمنوا له في الطريق فبترّوه بسيوفهم. وقد أشير إلى إذا أبا مسلم الخراساني كان وراء الأمر، وهناك من يرى حتى السفّاح توهم فيه الميل لآل علي أوحتى هناك من نقل مثل هذه المعلومات إليه ويشار أحياناً إلي حتى المنصور أسهم في تحريض السفاح على أبي سلمة.
فلما رأت مولاتها تنظر إليها ووجهها منبسط، ابتسمت والدمع ملء عينيها وقالت: «تجلدي يا مولاتي. ولا بد من الصبر، والفرج قريب، بإذن الله. أبو سلمة الخلال - ويكيبيديا. » فرأى صالح أن من الحكمة أن يشغلهما عن ذلك الحديث النسائي فقال: «أخبريني يا مولاتي: هل تعرفين أبا سلمة الخلال؟» فظلت جلنار صامتة مطرقة كأنها تستحث ذاكرتها وهي تتذكر أنها سمعت هذا الاسم قبل الآن، فبادرت ريحانة إلى الجواب قائلة: «أظن مولاتي لا تذكره، ولكنني أعرف هذا الاسم جيدًا؛ فإنه لرجل فارسي من أكبر أرباب الثروة في العراق وفارس، وكان بينه وبين مولاي — رحمه الله — علاقات قديمة، وكثيرًا ما كان يزوره وينزل في داره أيامًا، وكانت مولاتي الدهقانة لا تزال صغيرة. » فابتسم صالح وبدا السرور في وجهه وقال: «إن هذا الرجل من أكبر دعائم هذه الدعوة؛ فهو يؤيدها بماله كما يؤيدها أبو مسلم بسيفه ودهائه، وحكايته مع أبي مسلم مثل حكاية ابن كثير، فإن أبا سلمة كان مع ابن كثير يدعوان للعلويين، ثم أطاع أبو مسلم في الدعوة الجديدة رغم إرادته، فإذا استطعنا تحويل أبي سلمة عن تأييد هذا المشروع، غلَّت أيديهم عن العمل، ولا سيما بعد القبض على إبراهيم نزيل الحميمة. » فقالت جلنار: «تذكرت هذا الاسم الآن، وأذكر أيضًا أنه جاءنا مرة ومعه الهدايا والأحمال، وفيها الحلي والجواهر.
وقد أشير إلى إن أبا مسلم الخراساني كان وراء الأمر، وهناك من يرى أن السفّاح توهم فيه الميل لآل علي أو أن هناك من نقل مثل هذه المعلومات إليه ويشار أحياناً إلي أن المنصور أسهم في تحريض السفاح على أبي سلمة. ومع ذلك فإن موقف السفاح من مقتل الخلال لا يزال غامضاً ففي حين يردُ على لسان أبي مسلم الخراساني حين أراد النيل منه قوله: «رجل قد بذل نفسه وماله لنا». وَيِرد في « البداية والنهاية » لابن كثير حين بلغ السفاح أمر مقتله أنه قال: «على أي شيء منه نأسف كان يقال له وزير آل محمد... إلى النار فليذهب ومن كان مثله». ومع كل هذا فإن تغيير ولائه أمر مشكوك فيه بدليل أنه حين حاول الاتصال بالإمام جعفر الصادق لم يرض الصادق بذلك وحين سُئل عن رفضه قال: «مالي لأبي سلمة وهو شيعة لغيري»، ومهما يكن من أمر فقد كان للخلال دور كبير في إنجاح الدعوة العباسية، وقد لاقى وزراء الخلفاء العباسيين مثل هذا المصير زمن الرشيد والمأمون. المصادر عبد الكريم علي. "أبو سَلَمة الخـلال". الموسوعة العربية. للاستزادة الطبري ، تاريخ الطبري ، تحقيق محمد أبو الفضل (دار سويدان، بيروت). ابن كثير ، البداية والنهاية ( مكتبة المعارف ، بيروت 1979).
أبو سَلَمة الخـلال (ت. 132 هـ / 750م) هو أبو سلمة الكوفي المعروف بالخلال حفص بن سليمان، أول من لقب بالوزارة في الإسلام. مولى قبيلة السبيع المضرية العدنانية وهو من اصل يمني من قبيلة همدان السبئية وفي رواية أخرى مولى لبني الحارث بن كعب......................................................................................................................................................................... النشأة نشأ في الكوفة واتجرّ بالخل ولهذا لقبّ بالخلال وبهذه الصفة عرف، وربما جاءه هذا اللقب من سكناه بدرب الخلالين بالكوفة، وكان صيرفياً كما ورد في « سير أعلام النبلاء » للذهبي. وقد جعله عمله في التجارة ذا يسر ومال وبوّأه مكانة اجتماعية مرموقة، بدليل إنه اختير ليكون أحد الدعاة السريين للدعوة العباسية ولم يكن داعية عادياً، فقد استخلفه « بكير بن ماهان » داعي دعاة الكوفة ليحًل محله، وكتب بذلك إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. فوافق وولاّه أمر الدعوة بعد وفاة بكير بن ماهان. يوصف الخلال بأنه يتمتع بقدرة كبيرة على الإقناع وكان صاحب موهبة إدارية متميزة وسياسياً محنكاً، وقد مكنته هذه الصفات من النجاح في مهمته ضد الحكم الأموي.
وفي رواية لليعقوبي أن عبد الله بن الحسن ذهب إلى الإمام جعفر الصادق وأخبره بأنه سيكلف ابنه للقيام بالأمر، ولكن الإمام جعفر نهاه عن ذلك، وقال له: (أيها الشيخ لا تسفك دم ابنك، فإني أخاف أن يكون المقتول بأحجار الزيت). ولكن عبد الله بن الحسن لم يقتنع بما ذكره الإمام جعفر الصادق، وعد ذلك من ضروب الحسد، ثم اجتمع بأهل بيته وقال لهم: (أنا شيخ كبير وابني محمد أولى بهذا الأمر). فأوصاهم بمُبايعة ابنه والدعوة له، أما المرشح الثالث عمر بن علي بن الحسن، فلم يذهب الرسول إليه بسبب الرد المقنع نوعاً ما والذي حصل عليه من عبد الله بن الحسن. ولا بد من الإشارة أن رسول أبي سلمة حمل موقف عبد الله بن الحسن إلى أبي سلمة، ولكن بعد فوات الأوان فقد كان التنظيم العباسي قوياً، إذ أنَّ الدعاة اكتشفوا مكان اختفاء أبي العباس وأعلنوا بيعته بين الناس، مما اضطر الخلال إلى الاعتراف بالأمر الواقع والبيعة لأبي العباس، وقد اعتذر الخلال من أبي العباس (كما ذكرنا سابقاً)، وقبل اعتذاره. وبهذا فشلت محاولة الخلال، ولقد اختلف المؤرخون الرواد فيما بينهم في تفسير هذه المحاولة فمنهم من يقول أنه أراد أن يجعل الأمر شورى بين بني هاشم من عباسيين وعلويين، ولكنه عدل عن ذلك وقال: (أخاف أن لا يتّفَقِوا).
فلما رأى أبو مسلم امتناعه من ذلك سير جماعة كمنوا له ليلاً، وكانت عادته أن يسمر عند السفاح، فلما خرج من عنده وهو في مدينته بالأنبار ولم يكن معه أحد وثبوا عليه وخبطوه بأسيافهم، وأصبح الناس يقولون: قتلته الخوارج، وكان قتله بعد خلافة السفاح بأربعة أشهر، وولي السفاح الخلافة ليلة الجمعة ثالث عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة. ولما سمع السفاح بقتله أنشد: إلى النار فليذهب ومن كان مثله على أي شيء فاتنا منه نأسف وذكر في كتاب "أخبار الوزراء" أن قتله كان في رجب سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وكان أبو سلعة يقال له: وزير آل محمد، فلما قتل عمل في ذلك سليمان ابن المهاجر البجلي: إن المساءة قد تسـر وربـمـا كان السرور بما كرهت جديرا إن الوزير وزير آل محـمـد أودى فمن يشناك كـان وزيرا ولم يكن خلالاً، وإنما كان منزله بالكوفة في حارة الخلالين، فكان يجلس عندهم لقرب داره منهم، فسمي خلالاً. والهمداني-بفتح الهاء وسكون الميم وفتح الدال المهملة وبعد الألف نون-وهذه النسبة إلى همدان، وهي قبيلة عظيمة باليمن. والسبيع: يذكر في حرف العين عند ذكر أبي إسحاق السبيعي إن شاء الله تعالى. وقد اختلف أرباب اللغة في اشتقاق الوزارة على قولين: أحدهما أنها من الوزر-بكسر الواو-وهو الحمل، وكأن الوزير قد حمل عن السلطان الثقل، وهذا قول ابن قتيبة، والثاني: أنها من الوزر-بفتح الواو والزاي-وهو الجبل الذي يعتصم به لينجى به من الهلاك، وكذلك الوزير معناه الذي يعتمد عليه الخليفة أو السلطان ويلتجئ إلى رأيه، وهذا قول أبي إسحاق الزجاج، والله أعلم.