رسل جمال يستشكل على الشيعة ان لهم عيدآ ثالثآ، عدا الاعياد المتعارف عليها مثل عيد الفطر وعيد الاضحى، ترى ماهو هذا العيد الذي يعظمونه، بتلك الروحية الايمانية القوية؟ بعد البحث والتنقيب عن مايسمى "عيد الغدير"، ولن استطيع ان أتي بشيء جديد، بعد ماقيل وذكر بكتب السيرة والتأريخ، التي تنقل لنا عن تلك الواقعة التي جمع، الرسول الاكرم عليه واله افضل الصلاة والسلام، اصحابه في منخفض شبه مائي يسمى غدير انذاك، ﻷمر يبدو انه عظيم اراد ان يبلغهم به، ويرسخه في اذهانهم، لرمزية المكان اولا وﻷهمية الماء في حياتهم اولا، وﻷهمية الامر ثانيا. اذ تذكر المصادر انه عمل اشبه مايعرف الان، بأعلان طرقي أختار له مكان مميز، وذلك لتثبيت موقف ما من الامة، والقاء الحجة عليها، ان الخلافة من بعده، ليست من امور البشر، ولا يمكن ان تتداول بينهم حسب المحصصات الطائفية، والمكتسبات الحزبية، او الولائات المذهبية، بل انها امر الهي، تنظم علاقة الارض بالسماء، خارج فلك الاتفاقات البشرية، واعلى مرتبة من تجادل فيها عقول الناس. فجاء الامر الالهي"ان الامر بعد النبي هو لعلي " امر نافذ لا مناص منه ولا تبديل له، وﻷن الناس اعداء ما جهلوا، اجتاحت الامة موجة العزة بالاثم، وتعاموا عن الحقيقة الواضحة، وادعوا ان في الامر تكليف فوق طاقة احتمالهم!
تاريخ الاحتفال بعيد الغدير ما زال المسلمون وخاصة الشيعة يعظّمون يوم الغدير، ويعتبرونه من الأعياد الكبيرة عندهم، وقد عرف في أوساطهم بعيد الغدير. وقد سجّل لنا المسعودي المتوفى 346هجرية في كتابه التنبيه والاشراف ذلك التعظيم بقوله:«وولد علي رضي الله عنه وشيعته يعظمون هذا اليوم». وهذا يكشف بأنّ الاحتفاء بعيد الغدير يضرب بجذوره إلى أعماق التاريخ الإسلامي وأنّه كان رائجا في القرنين الثالث والرابع الهجريين. مكان واقعة الغدير و قد روى الفياض بن محمد بن عمر الطوسي عن الإمام الرضا المتوفى سنة 203 هـ ق، أنه كان يحتفل بذلك اليوم، حيث قال: حضرتُ مجلسَ مولانَا عليِّ بن موسى الرِّضا في يوم الغدير وبِحضرته جماعةٌ من خواصِّه قد احتبسهُمْ عندهُ للإِفطار معهُ قد قدَّم إِلى منازلهمْ الطَّعام والْبُرَّ وأَلبسهمُ الصِّلاةَ والكسْوَةَ حتَّى الخواتيمَ والنِّعال. وهذا يكشف عن سابقة تاريخة أطول مما مر للاحتفال بالغدير. ما هو عيد الغدير الأغر وقصته وسبب تسمیته؟ - Iran Press Arabic. ولم تنقطع عملية الاحتفاء تلك بل واصل المسلمون تعظيمهم لذلك اليوم حتى أنّ الخليفة الفاطمي المستعلي بن المستنصر بويع في يوم عيد غدير خم، وهو الثامن عشر من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة، بل وصلت الحالة في القرون المتأخرة الى حدّ أصبح الاحتفال بعيد الغدير شعاراً للشيعة، وكان الفاطميون في مصر قد أضفوا على عيد الغدير صفة الرسمية، وهكذا الأمر في إيران حيث يحتفل بذلك اليوم منذ حكم الشاه اسماعيل الصفوي البلاد سنة 907هجرية وحتى يومنا هذا بصورة رسمية.
[٢] لكنّ الغرب اعتمدوا تقويماً مُختلفاً بحيث يتمّ الاحتفال بقيامة المسيح في يوم الأحد الأول بعد 14 نيسان، وفي 325م اعتمد مجلس نيقية تقرير الاحتفال بالفصح في يوم الأحد الأول بعد اكتمال أول بدرٍ ربيعي، وبذلك يكون تاريخه متراوحاً بين 22-25 نيسان، وبالنظر لما تتبعه الكنائس الأرثوذوكسية الشرقية يُلاحظ اختلافها عن هذين التقويمين باتباعها للتقويم اليولياني الذي يسبق التقويم الغريغوري بـ 13 يوم، بحيث يكون احتفالها بقيامة المسيح مُتأخراً عن البروتستانت والكاثوليك والرومان. صوت العراق | غدير خم ؛ غديرعلوي. [٢] رموز عيد الفصح تستخدم بعض الرموز الدينية عند الاحتفال بعيد الفصح، ومنها ما يأتي: [٣] الصليب الفارغ: يرمز الصليب الفارغ لدى الطائفة البروتستانتية إلى النصر النهائي للمسيح عليه السلام بقيامه من موته. الحمل: يربط هذا الرمز معظم الطوائف المسيحية، وعادةً ما يُشير لكون المسيح عليه السلام حمل الله كما جاء في العهد الجديد، ويقوم بعض المسيحيين بتناول لحم الغنم بالفصح أو الاكتفاء بخبز الكعك على شكل حمل، أو تعليق صور الحمل. البيض: يُستخدم رمز البيض للتعبير عن بدء حياة جديدة وذلك على الرغم من اعتبار البعض أنّ البيض رمز وثني يُقلّل من قيمة الحياة الجديدة.
عيد الغدير يوم الغدير يوم عيد بل أعظم الأعياد و أشرفها، وَ هُوَ عِيدُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ، وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيّاً قَطُّ إِلَّا وَ تَعَيَّدَ فِي هَذَا الْيَوْمِ، لأنه يوم إكمال الدين و تمام النعمة.
بل انه الحسد والبغض الذي ابى ان يفارق قلوب بعضهم، وغضو الطرف عن تطبيق ذلك القانون الالهي، فجرى على الامة ما جرى من نكبات، وحروب وفتن مازلنا نعاني من ارهاصاتها حتى هذه اللحظة. ان الاحتفال بهذا العيد وهو عيد الغدير، او عيد الموالاة، او عيد تتويج الامام علي، وغيرها الكثير من الاسماء، ماهو الا رد فعل عن المظلومية، التي تعرض لها آل البيت من سلب حقوقهم الشرعية، وانزالهم عن مكانتهم التي مكنهم الله بها عنوة، واستصغار شأنهم من جهلة اﻷمة وطغاتها! ان وقفة الرسول الاكرم مع ابن عمه علي ابن ابي طالب، "عليهما الصلاه والسلام" انما هي وقفة بأمر سماوي، مايصدر عنها الا ما فيه صلاح امر المسلمين، وكأن النبي "عليه واله الصلاة والسلام " يقول لنا لو اردتم ان تستقيم اموركم، وتتغير احوالكم ماعليكم الا ان تؤمنوا بهذا المبدأ والقانون ومصداق كلامنا حديثه عليه الصلاة والسلام " اني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي اهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي ابدآ". لكن ابت العصبية القبلية البالية والانا الاعرابية، الا ان تتعمم فوق الروؤس بعد الحنفية السمحاء، وﻷن الامور بمقدماتها فالتخلف والتفسخ والاحتلال والاقتتال، التي تشهده الامه اليوم، ماهو الا الاخلال بمبادئ وقفة الغدير تلك.
ثم قام من بعده جماعة من الشعراء وألقوا على مسامع القوم أبياتاً في مدح علي (عليه السلام) وتبجيل هذه المناسبة العظيمة كقيس بن سعد بن عبادة الخزرجي وغيره. ------ [1] أخذنا هذه الخاتمة من كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) ج2 الفصل الأخير وما قبله. [2] سورة المائدة: 67. [3] سورة المائدة: 67. [4] سورة الإنسان: 1. [5] سورة الفتح: 10. [6] أنظر بحار الأنوار: ج21 ص388 ب36 ح10. [7] سورة المائدة: 3.