291 مقولة عن اقوال عن الحق و الباطل:
وكذلك الحقّ طريق الجنّة، فعن الإمام عليّ عليه السلام: الحقّ طريق الجنّة والباطل طريق النّار، وعلى كلّ طريق داع... [5]. لكن ما هو سبيل اجتناب الباطل ومعرفة أهل الحقّ؟ يعلّمنا أمير المؤمنين عليه السلام أن لا سبيل إلى الاتصال بالحقّ والباطل معاً، وأنّ الاتصال بأحدهما يعني الانفصال عن الآخر. فعن أمير المؤمنين عليه السلام: كيف ينفصل عن الباطل من لم يتصل بالحقّ [6]. أقوال عن قول الحق - موضوع. قال تعالى: (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) [7]. وقول الإمام عليّ عليه السلام لأحد المتحيّرين يوم معركة الجمل: اعرف الحقّ تعرف أهله, فإنّ الحقّ والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال [8]. العلاقة مع الحقّ والباطل يوصينا أمير المؤمنين عليه السلام أن نعرف الحقّ وننصره ونعرف الباطل ونبطله. فعنه عليه السلام وهو يذمّ أصحابه: "لا تعرفون الحقّ كمعرفتكم الباطل، ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحقّ" [9]. وعنه عليه السلام: فلأنقبنّ الباطل حتّى يخرج الحقّ من خاصرته [10]. وعنه عليه السلام: ما ترك الحقَّ عزيزٌ إلّا ذلّ، ولا أخذَ به ذليلٌ إلّا عزَّ [11] عن الإمام الصادق عليه السلام: إنّ من حقيقة الإيمان أن تؤثر الحقّ وإن ضرّك على الباطل وإن نفعك [12].
لبس الحقّ بالباطل إنّ أشدّ الابتلاءات اليوم هو أن كلّ الأطروحات والأفكار الثقافيّة تقدّم للناس باسم الحقّ والدين، ولذلك كان لا بد من تنقية الحقّ وتشذيبه من شوائب الباطل، فقد كان الإمام عليّ عليه السلام يقول: "ولو أنّ الحقّ خلص لم يكن اختلاف". قال تعالى: (وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [13]. عن أمير المؤمنين عليه السلام: كم من ضلالة زخرفت بآيةٍ من كتاب الله كما يزخرف الدرهم النحاس بالفضّة المموّهة [14]. قول الإمام عليّ عليه السلام لأصحابه يوم صفّين عندما رفع أصحاب معاوية المصاحف على رؤوس الرماح: "ويحكم إنّها كلمة حقّ يراد بها باطل" [15]. [1] عوالم الإمام الحسين، الشيخ عبد الله البحرانيّ، ص222. [2] الشورى ، 24. [3] الأنبياء ، 18. [4] الرعد ، 17. [5] ميزان الحكمة، ج1، ص268. [6] ميزان الحكمة، ج1، ص268. [7] يونس ، 32. [8] أنساب الأشراف، البلاذريّ، ص274. [9] ميزان الحكمة، ج1، ص268. [10] شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد، ج7، ص116. [11] تحف العقول، الحّراني، ص489. [12] الخصال، الشيخ الصدوق، ص53. [13] البقرة ، 42. [14] عيون الحكم والمواعظ، ص381.