ثانياً: وأما إذا كان الشخص يتكلف التخيلات المحرمة، ويستدعيها في ذهنه، فقد اختلف كلام الفقهاء في تكييف هذه الحالة، وهل هي داخلة في دائرة العفو أو في دائرة الهم والعزم المؤاخذ به؟ والمسألة يذكرها الفقهاء بالتصوير التالي: لو أن رجلا وطئ حليلتَه متفكِّرا في محاسن أجنبيَّةٍ، حتى خُيِّلَ إليه أنَّه يطؤُها، فهل يحرم ذلك التفكر والتخيُّل؟ اختلفت في ذلك أقوال الفقهاء: القول الأول: التحريم، وتأثيم من يستحضر بإرادته صُوَرًا محرَّمَةً ويتخيلها حليلته التي يجامعها. حكم التخيل بالجماع للعزباء في المنام. قال ابن عابدين الحنفي –رحمه الله-: "والْأَقْرَب لقَوَاعِد مَذهَبِنَا عَدمُ الحِلِّ، لأَنَّ تَصَوُّرَ تلك الأَجنبِيَّةِ بَينَ يَدَيْهِ يَطَؤُهَا فيهِ تَصويرُ مُبَاشَرةِ المَعصِيَةِ عَلى هَيئَتِهَا". "حاشية رد المحتار" (6 / 272). وقال الإمام محمد العبدري المعروف بابن الحاج المالكي –رحمه الله-: "ويتعين عليه أن يتحفظ في نفسه بالفعل، وفي غيره بالقول، من هذه الخصلة القبيحة التي عمَّت بها البلوى في الغالب، وهي أن الرجل إذا رأى امرأةً أعجبته وأتى أهله جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها". وهذا نوع من الزنا ؛ لما قاله علماؤنا رحمة الله عليهم فيمن أخذ كُوزا يشرب منه الماء، فصوَّرَ بين عينيه أنه خمر يشربه، أن ذلك الماء يصير عليه حراما.
ما لا يجوز من الاستمتاعات للزوجين مستثنيات الاستمتاعات الجنسية بين الزوجين هي ما يلي: لا يجوز الجماع خلال فترة الحيض و النفاس. لا يجوز للزوجين ـ و كذا لغيرهما ـ حال الاحرام ممارسة الأمور الجنسية ، وطياً أو إستمناءً أو تقبيلاً أو لمساً أو النظر بشهوة و تلذذ. يشترط أن تكون الاستمتاعات بين الزوجين غير ضارة و غير مؤذية لأي منهما ، كما إذا تلذذ أحد الزوجين من قَرص أو عَض أو ضرب الطرف الآخر ، و يجوز كل ذلك برضاهما. حكم التخيل بالجماع للعزباء ف البطن. يجوز لهما الإستعانة بأعضاء البدن في إثارة الطرف الآخر جنسياً و إفراغ شهوته ، لكن لا تجوز الاستعانة بأجسام خارجية بإدخالها في الفرج أو الدبر (الشرج). لا يجوز لأي منهما بلع المادة المنوية لكونها نجسة. لا يجوز للزوج إكراه زوجته على مجامعتها في الدبر ، و لها أن لا تستجيب له. لا يجوز للزوج إكراه زوجته على الجماع حال كونها مريضة بحيث لا تطيق ممارسة الجنس، أو تكون العملية الجنسية مضرة بالنسبة لها، و لها أن تمتنع مما يضر بها. حكم الجماع في الدبر خصص الله عز و جل مسلكاً خاصاً للعملية الجنسية تتوفر فيه كل المواصفات الكفيلة بإيصال الزوجين الى ذروة المتعة الجنسية و هو الفرج ( المهبل) ، و جعل الله جل جلاله أحكاماً للإتصال الجنسي ، كما و سنن آداباً للاستمتاعات الزوجية ، و نحن نؤمن بأن الأزواج الملتزمين بهذه القوانين و السنن يضمنون لأنفسهم سلامة معاشرتهم الجنسية الى جانب حصولهم على أعلى درجات المتعة الجنسية السليمة ، و يجنِّبون أنفسهم سلبيات و أضرار السلوك الجنسي الخاطيء.
بتصرّف. ↑ رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:1698، صحيح. ↑ عبدالله بن جبرين، فتاوى الصيام ، صفحة 36. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية ، الكويت:وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 99، جزء 4. بتصرّف. ↑ أبو إسحاق الشيرازي، المجموع شرح المهذب ، بيروت:الكتب العلمية ، صفحة 82، جزء 2. بتصرّف.