ولقد أثنَى الله على الذين يدعُونه، ويتضرَّعون إليه – عز وجل – إذا نزلَت بهم الخُطوب والشدائِد، قال الله تعالى عن أبوَيْ البشر – عليهما الصلاة والسلام -: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]. وقال تعالى ،عن يونس – عليه السلام -: (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]. وفي سنن الترمذي وغيره ( عَنْ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ ». خطبة عن ( الدعاء وفضائله) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. ولما دعا النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – ثقيفًا إلى الإسلام، ردُّوا عليه دعوتَه، ورمَوه بالحجارة، فدعا ربَّه قائلاً: «اللهم أشكُو إليك ضعفَ قوَّتي، وقلَّةَ حيلَتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين! إلى من تكِلني؟ إلى بعيدٍ يتجهَّمُني، أم إلى عدوٍّ ملَّكتَه أمري؟ إن لم يكُن بك غضبٌ عليَّ فلا أُبالِي، ولكن عافيتُك أوسعُ لي، أعوذُ بنور وجهِك الذي أشرقَت له الظُّلُمات، وصلُح عليه أمرُ الدنيا والآخرة أن يحِلَّ بي غضبُك، أو ينزِل بي سخَطُك، لك العُتبَى حتى ترضَى، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا بك».
وفي الحديث: "احرصْ على ما ينفعُكَ، واستعن بالله، ولا تعجِزْ" مسلم. وكتب الحسنُ إلى عُمَرَ بنِ العزيز: "لا تستعِنْ بغيرِ الله، فيكِلَكَ الله إليه". ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الدعاء الجليل غيرَ أبي ذر - رضى الله عنه -. قال حازم بن حرملة: مررت بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: "يا حازم، أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة" ص. ابن ماجة. وورد الأمر بها في مواطن عديدة. من ذلك: 1- عند الخروج من البيت. عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله فيقال له: حسبك قد هديت و كفيت و وقيت فيتنحى له الشيطان فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي" ص. الجامع. الدعاء في رمضان خطبة مكتوبة - موقع د. علي بن يحيى الحدادي : موقع د. علي بن يحيى الحدادي. 2- وعند سماع قول المؤذن: " حي على الصلاة "، و" حي على الفلاح "، فمن قالها من قلبه دخل الجنة - كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث عمر بن الخطاب - رضى الله عنه. 3- دبر الصلوات الخمس. فقد كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِى دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ حِينَ يُسَلِّمُ: "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ.
فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُركم، واشكُروه على نِعَمه يزِدكم، ولذكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون. من خطبة: الفهم الصحيح للواقع – د. عبدالرحمن السديس خدمة النشر السريع للخطب على شبكة الوثقى لإرسال خطبكم المصححة من هنا
دعاء خطبة الجمعة مكتوب ثم اعلموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل: ﴿ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائر بلاد المسلمين. اللهم إنا نسألُك الإخلاصَ في القولِ والعملِ، اللهم أحيِنا مُسلمين، وتوفَّنا مُسلمين، وألحِقنا بالصالِحين غيرَ خزايا ولا مفتُونين. خطبه عن الدعاء مكتوبه. اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، ونعوذُ بك اللهم من النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ. اللهم انصُر من نصرَ الدين، واخذُل من خذلَ عبادَك المُوحِّدين، اللهم وأبرِم لهذه الأمة أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ طاعتِك، ويُذلُّ فيه أهلُ معصيتِك، ويُؤمَرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المُنكَر.
إنها الصلة التي تربط العبد الفقير العاجز بربه القوي الغني، إن الإنسان بحاجة إلى أن يتوقف ليرفع أكف الضراعة إلى الله جل وعلا، ورحم الله من قال: إن الإنسان في حاجة إلى الدعاء، في حاجة إلى أن يقف على أبواب الرحمات، في حاجة إلى أن يحس بعجزه وفقره، وأن يعلم أنه لا ملجأ ولا ملاذ في هذا الكون من الله إلا إلى لله جل وعلا، وأن يلجأ إلى الله وهو يعلم عجزه، أي: ويعلم الإنسان عجزه وفقره وضعفه، وإذا لجأ إلى الله فإنما يلجأ إلى القوي الغني العزيز الحكيم. إن موضوع الدعاء موضوع كريم، ونظراً لأن هذا الموضوع طويل طويل فسوف أركز الحديث مع حضراتكم في عدة عناصر: أولاً: فضل الدعاء من القرآن والسنة. خطبة عن الدعاء. ثانياً: شروط لابد منها لقبول الدعاء، وانتبهوا أيها الأحبة؛ لأننا نرى كثيراً من الناس يشتكي ويقول: بأنني قد دعوت الله كثيراً كثيراً ولم يستجب الله جل وعلا لي، فما هي الأسباب؟ فانتبهوا معي يرحمنا الله جل وعلا وإياكم. ثالثاً: آداب الدعاء. رابعاً: من هم الذين يستجاب دعاؤهم. خامساً: من هم الذين يتقبل الله جل وعلا منهم الدعاء.
عباد الله إن الدعاء عبادة بل كما قال صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة) وإذا كان عبادة فلنحرص على لزوم الآداب الشرعية والأحكام المرعية التي جاءت بها الأدلة في باب الدعاء ومنها وهو أعظمها وآكدها: إفراد الله بالدعاء واجتناب دعاء غيره دعاء عبادة أو توسل قال تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) فمن دعا ميتاً أو غائباً، نبياً أو ولياً ملكاً أو جناً في حال رخاء أو شدة فقد اتخذه شريكاً مع الله تعالى والعياذ بالله وذلك هو الذي بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم يحذر منه وينهى عنه. ومن آداب الدعاء رفع اليدين عند الدعاء إظهاراً للتذلل والمسكنة والحاجة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه للدعاء في مواطن ودلت السنة أيضاً على أن رفع اليدين من أسباب استجابة الدعاء. خطبة عن الدعاء مؤثرة مكتوبة. ومنها تكرار الدعاء والإلحاح فيه فإن الله تعالى يحب ذلك من عبده، ومنها أن يحسن ظنه بربه ويظن بربه إجابة الدعاء ولو طال الأمد كما قال صلى الله عليه وسلم "يُسْتَجَابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لي" متفق عليه. ومنها أن يقرن دعاءه بما يكون سبباً لإجابة دعائه كالتوسل بأسماء الله وصفاته كأن يقول اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله أنت أن تغفر لي.
فيجب على المسلم الحرص على أكل الحلال والبعد عن الحرام، ومن اكل الحرام التقصير في العمل، فقد جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى " (15/154): "الواجب على من وُكِلَ إليه عمل يتقاضى في مقابله راتبًا: أن يؤدي العمل على الوجه المطلوب، فإن أَخَلَّ بذلك من غير عذر شرعي، لم يحل له ما يتقاضاه من الراتب؛ لأنه يأخذه في غير مقابل. وعليه، يجب عليه التوبة، وعدم العودة إلى التقصير في العمل، والتزام الأمانة في أداء العمل الذي يوكل إليك، والتصدق فيما يقابل ما أخذت من راتب بدون عذر شرعي"؛ انتهى. وصلوا رحمكم الله.