أما البغوي والزمخشري فذكرا أن المراد عدم الرهبة والخوف من انقلاب العصا حية. قال ابن عاشور: "الوجه أن قوله: (واضمم إليك جناحك) تمثيل بحال الطائر إذا سكن عن الطيران أو عن الدفاع, جعل كناية عن سكون اضطراب الخوف. ويكون (من) هنا للبدلية، أي: اسكن سكون الطائر بدلاً من أن تطير خوفاً. والمعنى: انكفف عن التخوف من أمر الرسالة". فابن عاشور يرى أن (من) للبدل وليست للتعليل أي: اسكن واطمئن بدلاً من الخوف والرهبة. قال الزمخشري: "ومعنى (واضمم إليك جناحك) وقوله: (اسلك يدك في جيبك) على أحد التفسيرين واحد. ولكن خولف بين العبارتين، وإنما كرر المعنى الواحد لاختلاف الغرضين، وذلك أن الغرض في أحدهما خروج اليد بيضاء". واعترض ابن عاشور على قول الزمخشري فقال: "ادعاء أن يكون التكرير لاختلاف الغرض من الأول والثاني كما في (الكشاف) بعيد". واضمم إليك جناحك من الرهب تفسير – المحيط. قلت: نعم الأقرب أن قول الزمخشري فيه بعد والله أعلم. (أما الرازي*) فلم يذكر في هذه الآية شيئاً إلا أنه نقل كلام الزمخشري واستحسنه. فقال: أما قوله: واضمم إليك جناحك من الرهب فأحسن الناس كلاماً فيه ما قاله صاحب «الكشاف» ثم نقله وقال: وهو في نهاية الحسن. فائدة: في سورة القصص قال: (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ) وفي طه قال: (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ) ولا اختلاف بين الآيتين فإحداهما توضح الأخرى.
تاريخ النشر: الأحد 2 ذو القعدة 1436 هـ - 16-8-2015 م التقييم: رقم الفتوى: 305071 29161 0 146 السؤال قال الله تعالى لموسى: {واضمم إليك جناحك من الرهب}.
واضمم إليك جناحك من الرهب تفسير هناك العديد من المواقع الإلكترونية بالإضافة لصفحات الإنترنت والتي تعرض الإجابة عن هذا السؤال بشكل تفصيلي وغير مفيد، بحيث أن عند بعض الأفراد صعوبة في فهم التفسير لصعوبة تفسيره والحديث عنه، ولكننا في هذا المقال جئنا لكم بتفسير كلام الله تعالى لسيدنا موسى (واضمم إليك جناحك من الرهب) وهو كالأتي: وضح الله سبحانه وتعالى في كلامه مع سيدنا موسى بأنه يقول لسيدنا موسى بأن يضم يده والمعنى بأنه وغضمم إليك يدك، والمعنى الصحيح بأن يضم له يده أي يعني أن يتحلى بقوة القلب ولا يخاف. المعاني الدالة على قول واضمم إليك جناحك هناك بعض المعاني التي كشفها علماء التفسير وبعض الكاتبين في تفسير العلوم القرآنية، والتي تتمحور حول الآية التي نولها الله في حديثه مع سيدنا موسى عليه السلام واضمم إليك جناحك من الرهب، وهنا سنعرض لكم المعاني الدالة على قول واضمم إليك جناحك، وهي كالأتي: المعنى الأول وهو أن سيدنا موسى عندما قام بقلب العصا إلى حية عظيمة، ألقى العصى مثل الشخص الخائف من شيئ ما. المعنى الثاني بأن الله سبحانه وتعالى وضح لسيدنا موسى عليه السلام بأن يضم يده ويعني أن يقوي قلبه، وتوضح هذا الشيئ عندما إنقلبت العصا إلى حية.
ولعلَّ قوله تعالى بعد ذلك: ﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ﴾ مؤيِّد لإرادة هذا المعنى، فيكون مفاد الآية لا تخشَ وكن واثقًا فإنَّ تحتَ تصرُّفك برهانين من ربِّك.
والحمد لله ربِّ العالمين الشيخ محمد صنقور 1 / جمادى الأولى / 1442هـ 16 / 12 / 2020م 1- سورة القصص / 32. 2- الميزان -الطباطبائي- ج16 / ص34. 3- سورة القصص / 31. 4- سورة القصص / 32. 5- الميزان -الطباطبائي- ج16 / ص34. 6- سورة الشعراء / 215. 7- سورة طه / 68.
وهي محذوفة هنا للتعجيل بالنهاية:
فكأنَّ هذه الفقرة من الآية أرادت الإرشاد إلى أنَّ ضم اليدين إلى الصدر يُسهم في الشعور بالاستقرار والاطمئنان.