فيَا ذا الذي ما كَفاهُ الذَّنْبُ في رجَبٍ * حتى عصى رَبَّه في شهرِ شعبانِ لقدْ أظلَّكَ شـهرُ الصـومِ بعـدَهُما * فلا تُصيِّرْهُ أيضًا شهرَ عِصيـانِ ويا باغي الخير أقْبِل على الصالحات واستكثِر، ويا باغي الشَّر أقْصِر عن الآثام واهْجر. ولئن كنت تريد مغفرة الخطايا، فعليك بصوم رمضان، إذ صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)). خطبة قصيرة عن صلاة الجمعة - موضوع. وإنْ كنت تريد مضاعفة الحسنات، فعليك بالصوم. علاوة على ذلك، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( كلّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَف، الْحَسَنَة عَشْر أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّه لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَه وَطَعَامَه مِنْ أَجْلِي)). وإنْ كنت تريد أنْ تكون مِن أهل الجنَّة السُّعداء فلا تَغفل عن صوم رمضان. بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجَّة الوداع. فقال: (( صَلّوا خَمْسَكمْ، وَصوموا شَهْرَكمْ، وَأَدّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكمْ، وَأَطِيعوا ذَا أَمْرِكمْ تَدْخلوا جَنَّةَ رَبِّكمْ)).
خطبة الجمعة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، نحمده سبحانه وتعالى فإنه لم يزل حليما غفورا، ونشهد أن لا إله إلا الله شهادةً نكون بها يوم الحساب بإذن الله تعالى ممن ينقلب ُ إلى أهله مسرورا، ونشهد أن سيدَنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمدا عبدُه ورسوله وحبيبُه ومصطفاه الذي انجلت محاسِنُه شموسا وبدورا، صلى الله عليه وسلم وعلى الذين أظهرَ اللهُ بهم دينَه من الأنبياء وجزاهم بما صبروا جزاءً مَوْفورا. أما بعد فإني أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله العلي القدير القائل في محكم كتابه المعجزةِ الكريم:" فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ".
[١٦] الدعاء اللهم وفّقنا لما تحبه وترضاه، وجنّبنا ما تبغضه ولا ترضاه. اللهم في هذا اليوم الطيب المبارك اغفر لنا ذنوبنا كلّها ، ما علمناه وما لم نعلم، واهدِ قلوبنا، وخُذ بأيدينا إليك. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغننا به جنتك، ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا أبداً ما أبقيتنا، واجعله الوارث منا. اللهم لا تجعل مُصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدُنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا. اللهمّ افتح لنا خزائن رحمتك، اللهمّ رحمة لا تعذّبنا بعدها في الدنيا والآخرة. اللهم ارزقنا من فضلك الواسع رزقاً حلالاً طيباً، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكراً، وإليك فقراً، وبك عمّن سواك غنىً وتعففاً. عباد الله، إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم. خطبة عن يوم الجمعة. المراجع [+] ↑ سورة الحج، آية:1-2 ^ أ ب مسلم بن الحجاج، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 585، جزء 2.
[٢] وهو اليوم الذي خلق الله -تعالى- فيه أبينا آدم، وأدخله الجنة، وهو اليوم الذي أخرجه منها، كما أنه اليوم الذي تقوم فيه القيامة، لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ). [٣] [٢] وذكر ابن عابدين أن السبب في اختيار يوم الجُمعة، وتفضيله على باقي أيام الأُسبوع؛ لأنه يومُ عيدٍ للمُسلمين، وفيه ساعةُ إجابة، ويومٌ تجتمع فيه الأرواح، ويزور أهل الجنة ربهم، ويأمن فيه الميت من عذاب القبر وفتنته، ولا تُسجر فيه النار. خطبة الجمعة الأولى من رمضان مكتوبة - مجلة محطات. [٤] معشر المسلمين، إنّ لصلاة الجمعة مكانة عظيمة في الإسلام، وهي من الفرائض العينيّة على جميع المُكلفين، لقوله -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)، [٥] فهي أفضل الصلوات، ومن فضائل هذا اليوم؛ و يُسنُّ في هذا اليوم الإكثار من الصلاة على النبيّ. [٦] بالإضافة إلى أن الله -تعالى- خصه بساعةٍ يستجيبُ فيها الدُعاء، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ في الجمعةِ لساعةٌ لا يُوافقها مؤمنٌ يسألُ اللهُ فيها شيئًا إلا أعطاهُ ، قال: فقدم علينا كعبُ الأحبارِ فقال له أبو هريرةَ: ذكر رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- ساعةً في يومِ الجمعةِ لا يُوافقها مؤمنٌ يصلي يسألُ اللهَ شيئًا إلا أعطاهُ، قال كعبٌ: صدق والذي أكرمَه إنها الساعةُ التي خلق اللهُ فيها آدمَ والتي تقومُ فيها الساعةُ)، [٧] وقال أكثر العلماء إنها في آخر ساعة بعد العصر.
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 11/3/2018 ميلادي - 24/6/1439 هجري الزيارات: 534714 خطبة الجمعة الخطبة الأولى: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾. أما بعد: قال تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ ﴾ ومن هذا تفضيل الله عز وجل بعض الأيام على بعض فخير أيام الأسبوع يوم الجمعة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى اللهم عليه وسلم قال خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة " رواه مسلم.
[٦] فيا عباد الله، أكثروا من الدعاء في هذا اليوم المبارك، ولا ننسى إخواننا المسلمين في كلّ مكان من دعائنا. وجاء في بعض الروايات أن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- لما ذكر هذه الساعة أشار بيده؛ إشارةً منه على قصرها وقلتها، ومن فضائل هذا اليوم أيضاً؛ أن من يذهب إلى صلاته مُبكراً ماشياً، فله بكل خطوة أجر صيام سنة وقيامها، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ، وبكَّرَ وابتكرَ، ومشَى ولَم يركبْ، ودَنا مِن الإمامِ فاستمعَ، ولَم يَلْغُ، كان لهُ بكلِّ خُطوةٍ عملُ سنةٍ، أجرُ صيامِها وقيامِها). [٨] [٩] ويُستحبّ للإمام أن يقرأ في صلاة الفجر من يومها بسورة السجدة في الركعة الأولى، وسورة الإنسان في الركعة الثانيّة؛ لفعل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-. [١٠] [٩] ويُسنُ الاغتسال فيه قبل الذهاب إلى الصلاة، كما يُسنُ التطيب والتسوك مع لبس أحسن الثياب، والذهاب إلى صلاة الجمعة مُبكراً؛ لما في ذلك من عظيم الأجر والثواب، كما جاء في الحديث: (إذا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كانَ علَى كُلِّ بابٍ مِن أبْوابِ المَسْجِدِ مَلائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فالأوَّلَ، فإذا جَلَسَ الإمامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وجاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الذي يُهْدِي البَدَنَةَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي الكَبْشَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي الدَّجاجَةَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي البَيْضَةَ).
1- فإن للماشي إلى الجمعة، بكلِّ خُطوةٍ أجر سنةٍ صِيامُها وقيامُها: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ؛ كَانَ لَهُ - بِكُلِّ خُطْوَةٍ - عَمَلُ سَنَةٍ، أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا)[27]. رواه أحمد في وأبو داود، وابن ماجه وصححه الألباني والجمعة يومُ تكفير السَّيِّئات: لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (الصَّلواةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ)[28]. وقد جاء من الوعيد الشديد لمن ترك الجُمُعات: 1- في قوله صلى الله عليه وسلم: (لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ [أي: تركِهِم] الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ)[29]. 2- بل هو من أهل النفاق - عياذاً بالله تعالى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَرَكَ ثَلاثَ جُمُعَاتٍ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ كُتِبَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ)[30]. 3- وفي حديثٍ آخَر: (مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ؛ تَهَاوُنًا بِهَا، طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ)[31].