وروى عنه أيضا: عراك بن مالك، وأخوه عبد الله بن مسلم، وبكير بن الأشج، ومنصور بن المعتمر، وعمرو بن شعيب، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان بن يزيد، وعقيل، والزبيدي، وغيرهم. الزهري وسماعه عن ابن عمر رضي الله عنه: هل يصح سماع الزهري من ابن عمر رضي الله عنه أم لا؟ بناء على الاختلاف المذكور في مولد الزهري، فلو أخذنا أي عدد من المذكور في الآراء من 51 أو 58 وغيرها، فهو بذلك يكون قد أدرك ابن عمر، وذلك لأن وفاة ابن عمررضي الله عنه كانت سنة 73 أو 74. ثم هناك أقوال لعلماء الحديث في سماعه عن ابن عمررضي الله عنهما. فقال أحمد العجلي: سمع ابن شهاب من ابن عمر ثلاثة أحاديث. ابن شِهَاب الزُّهْري • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة. وقال عبد الرزاق حدثنا معمر، قال: سمع الزهري من ابن عمر حديثين. و قال مالك بن أنس كنا نجلس إلى الزهري وإلى محمد بن المنكدر فيقول الزهري قال بن عمر كذا وكذا فإذا كان بعد ذلك جلسنا إليه فقلنا له الذي ذكرت عن بن عمر من أخبرك به قال ابنه سالم. وهذا يدل على أن الأحاديث التي رواها الزهري عن إبن عمر أخبره بها سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن حرب قال: سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال: قلت لاحمد بن حنبل: الزهري سمع من ابن عمر ؟ قال: لا.
ولد محمد بن مسلم بن شهاب الزهري القرشي في المدينة عام 58هـ، ومات بشغب، آخر حد الحجاز عام 124هـ، وقد نزل الشام واستقر بها، وله علم واسع فهو أول من دون الحديث، وهو أحد أكابر الحفاظ والفقهاء، تابعي من أهل المدينة، وكان مشهوراً بالحفظ فقد قيل إنه يحفظ ألفين ومائتي حديث، وكان مشغولاً بالكتابة علاوة على اهتمامه وحفظه، فكان يكتب كل ما يسمع، حيث يحمل صحفه وألواحه معه، ولمكانته العلمية، كتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله: عليكم بابن شهاب فإنكم لا تجدون أحداً أعلم بالسنة الماضية منه. ابن شهاب الزهري - المعرفة. رأى عشرة من الصحابة رضوان الله عليهم، كما روى عن كبار التابعين، وروى عنه جماعة من كبار الأئمة منهم مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وقد روي عن عمر بن دينار أنه قال: أي شيء عند الزهري؟ أنا لقيت ابن عمر ولم يلقه، وأنا لقيت ابن عباس ولم يلقه.. فقدم الزهري مكة، فقال عمرو: احملوني إليه، وكان قد أقعد، فحمل إليه، فلم يأت إلى أصحابه إلا بعد ليل، فقالوا له: كيف رأيت؟. فقال: أما والله ما رأيت مثل هذا الفتى، القرشي قط، وقيل لمكحول: من أعلم من رأيت؟ قال: ابن شهاب، وكان قد حفظ علم الفقهاء السبعة. وحضر الزهري يوماً مجلس هشام بن عبد الملك، وعنده أبو الزناد، فقال هشام له: أي شهر كان يخرج العطاء فيه لأهل المدينة؟ فقال الزهري: لا أدري، فسأل أبا الزناد واسمه عبد الله بن ذكوان عنه، فقال: في المحرم، فقال هشام للزهري: يا أبا بكر، هذا علم استفدته اليوم، فقال: مجلس أمير المؤمنين أهل أن يستفاد منه العلم.
ترجم له ابن كثير في «البداية والنهاية»: «محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة، أبو بكر القرشي الزهري، أحد الأعلام من أئمة الإسلام، تابعي جليل، سمع عن غير واحد من التابعين. قال الليث: وكان الزهري أسخى من رأيت، يعطي كل من جاء وسأله، حتى إذا لم يبق عنده شيء استسلف. وكان يطعم الناس الثريد، ويسقيهم العسل، وكان يستمر على شراب العسل كما يستمر أهل الشراب على شرابهم، ويقول: اسقونا وحدثونا، فإذا نعس أحدهم يقول له: ما أنت من سمار قريش. وقال عمر بن عبد العزيز: عليكم بابن شهاب، فإنه ما بقي أحد أعلم بسنة ماضية منه. قال الزبير بن بكار: توفي الزهري بأمواله بشغب، اثنين، ليلة الثلاثاء لـ17 ليلة خلت من رمضان سنة 124، عن 72 سنة، وأمر أن يدفن على قارعة الطريق ليدعو له المارة». إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - الطبقة الثالثة - الزهري- الجزء رقم5. كان الزهري من أهم وجهاء الدولة الأموية وأعيانها، فقد جمعته علاقة قوية بخلفاء بني أمية، من عبدالملك بن مروان حتى هشام بن عبدالملك، وكان مقرباً، مستشاراً، ومصنفاته وصحائفه تحتل مركزاً مهماً في خزائن الخلفاء الأمويين، كما يصف متانة هذه العلاقة ابن كثير: «وفد ابن شهاب على عبد الملك بن مروان بدمشق فأكرمه وقضى دينه وفرض له في بيت المال، ثم كان بعد من أصحابه وجلسائه، ثم كان كذلك عند أولاده من بعده، الوليد وسليمان، وكذا عند عمر بن عبد العزيز، وعند يزيد بن عبد الملك، واستقضاه يزيد مع سليمان بن حبيب، ثم كان حظيا عند هشام بن عبدالملك، وحج معه وجعله معلم أولاده إلى أن توفي في هذه السنة، قبل هشام بسنة».
قال علي بن المديني: له نحو من ألفي حديث. وقال أبو داود: حديثه ألفان ومائتا حديث ، النصف منها مسند. أبو صالح ، عن الليث بن سعد ، قال: ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب ، يحدث في الترغيب ، فتقول: لا يحسن إلا هذا ، وإن حدث عن العرب والأنساب ، قلت: لا يحسن إلا هذا ، وإن حدث عن القرآن والسنة ، كان حديثه. وقال الليث: قدم ابن شهاب على عبد الملك سنة اثنتين وثمانين. الذهلي: حدثنا أبو صالح ، حدثنا العطاف بن خالد ، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة ، عن ابن شهاب ، قال: أصاب أهل المدينة حاجة زمان فتنة عبد الملك فعمت ، فقد خيل إلي أنه أصابنا أهل البيت من ذلك ما لم يصب أحدا ، فتذكرت: هل من أحد أخرج إليه ، فقلت: إن الرزق بيد الله ثم خرجت إلى دمشق ، ثم غدوت إلى المسجد ، فاعتمدت إلى أعظم مجلس رأيته ، فجلست إليهم فبينا نحن كذلك إذ أتى رسول عبد الملك فذكر قصة ستأتي بمعناها ، وأن عبد الملك فرض له. [ ص: 329] قال أبو الزناد: كنا نطوف مع الزهري على العلماء ومعه الألواح والصحف ، يكتب كلما سمع. إبراهيم بن المنذر: حدثنا يحيى بن محمد بن حكم ، حدثنا ابن أبي ذئب ، قال: ضاقت حال ابن شهاب ، ورهقه دين ، فخرج إلى الشام ، فجالس قبيصة بن ذؤيب ، قال ابن شهاب: فبينا نحن معه نسمر فجاءه رسول عبد الملك ، فذهب إليه ، ثم رجع إلينا فقال: من منكم يحفظ قضاء عمر -رضي الله عنه- في أمهات الأولاد ؟ قلت: أنا.
[1] ولد سنة خمسين أو إحدى وخمسين أو اثنان وخمسين وقيل سنة ثمان وخمسين بعد الهجرة، في آخر خلافة معاوية ، في السنة التي ماتت فيها عائشة زوجة الرسول محمد. ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة ، أسند الزهري أكثر من ألف حديث عن الثقات ومجموع أحاديث الزهري كلها 2200 حديث. [1] نشأ فقيراً فأكب على العلم، ولازم بعض صغار الصحابة وعلماء التابعين، فمن الصحابة أمثال: أنس بن مالك ، وسهل بن سعد الساعدي، ومن التابعين، فقهاء المدينة السبعة ، وعبيد الله بن عمر ، وغيرهم من كبار التابعين. قال أحمد بن حنبل: أصح الأسانيد الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه. توفي ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة 124 هـ ودفن بشغب، آخر حدّ الحجاز وأول حد فلسطين وقيل توفي سنة 123 هـ نسبه [ عدل] هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله الأكبر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث الزهري بنو زهرة الكلابي بنو كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي بنو النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو بكر المدني. أمه: عائشة بنت عبد الله الأكبر بن شهاب، الزهرية القرشية.
ثم خرج قبيصة ، فقال: إن أمير المؤمنين أمر أن تثبت في صحابته ، وأن يجري عليك رزق الصحابة ، وأن يرفع فريضتك إلى أرفع منها ، فالزم باب أمير المؤمنين ، وكان على عرض الصحابة رجل ، فتخلفت يوما أو يومين ، فجبهني جبها شديدا ، فلم أتخلف بعدها ، قال: وجعل يسألني عبد الملك: من لقيت ؟ فأذكر من لقيت من قريش ، قال: أين أنت عن الأنصار ، فإنك واجد عندهم علما ، أين أنت عن ابن سيدهم خارجة بن زيد ، وسمى رجالا منهم. قال: فقدمت المدينة فسألتهم ، وسمعت منهم. قال: وتوفي عبد الملك ، فلزمت ابنه الوليد ، ثم سليمان ، ثم عمر بن عبد العزيز ، ثم يزيد ، فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري ، وسليمان بن حبيب المحاربي جميعا. قال: ثم لزمت هشام بن عبد الملك ، وصير هشام الزهري مع أولاده ، يعلمهم ويحج معهم [ ص: 332] ابن وهب: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن ، قال: رأيته رجلا قصيرا قليل اللحية ، له شعيرات طوال خفيف العارضين ، يعني: الزهري. معن بن عيسى ، عن ابن أخي الزهري ، قال: جمع عمي القرآن في ثمانين ليلة.