تفسير و معنى الآية 4 من سورة الزلزلة عدة تفاسير - سورة الزلزلة: عدد الآيات 8 - - الصفحة 599 - الجزء 30. ﴿ التفسير الميسر ﴾ يوم القيامة تخبر الأرض بما عُمل عليها من خير أو شر، وبأن الله سبحانه وتعالى أمرها بأن تخبر بما عُمل عليها. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «يومئذ» بدل من إذا وجوابها «تُحدث أخبارها» تخبر بما عمل عليها من خير وشر. ﴿ تفسير السعدي ﴾ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ الأرض أَخْبَارَهَا أي: تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر، فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم. ﴿ تفسير البغوي ﴾ ( يومئذ تحدث أخبارها) فيقول الإنسان: " ما لها " ، أي تخبر الأرض بما عمل عليها. أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبد الله بن محمود ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب ، حدثنا يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية ( يومئذ تحدث أخبارها) قال: " أتدرون ما أخبارها " ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم.
أخرجه ابن ماجه في سننه. وقد تقدم. الثالث: أنها تحدث بقيام الساعة إذا قال الإنسان ما لها ؟ قاله ابن مسعود. فتخبر أن أمر الدنيا قد انقضى ، وأمر الآخرة قد أتى. فيكون ذلك منها جوابا لهم عند سؤالهم ، ووعيدا للكافر ، وإنذارا للمؤمن. وفي حديثها بأخبارها ثلاثة أقاويل:أحدها: أن الله تعالى يقلبها حيوانا ناطقا; فتتكلم بذلك. الثاني: أن الله تعالى يحدث فيها الكلام. الثالث: أنه يكون منها بيان يقوم مقام الكلام. قال الطبري: تبين أخبارها بالرجة والزلزلة وإخراج الموتى. ﴿ تفسير الطبري ﴾ ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا). كان ابن عباس يقول في ذلك ما حدثني ابن سنان القزّاز, قال: ثنا أبو عاصم, عن شبيب, عن عكرِمة, عن ابن عباس, ( وَقَالَ الإنْسَانُ مَا لَهَا) قال الكافر: ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)يقول: يومئذ تحدث الأرض أخبارها، وتحديثها أخبارها, على القول الذي ذكرناه عن عبد الله بن مسعود, أن تتكلم فتقول: إن الله أمرني بهذا, وأوحى إليّ به, وأذن لي فيه. وأما سعيد بن جبير, فإنه كان يقول في ذلك ما حدثنا به أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن إسماعيل بن عبد الملك, قال: سمعت سعيد بن جبير يقرأ في المغرب مرة: ( يَوْمَئِذٍ تُنَبِّئُ أَخْبَارَها) ومرة: ( تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا).
﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: يومئذ تحدث أخبارها ، يومئذ منصوب بقوله: إذا زلزلت. وقيل: بقوله تحدث أخبارها; أي تخبر الأرض بما عمل عليها من خير أو شر يومئذ. ثم قيل: هو من قول الله تعالى. وقيل: من قول الإنسان; أي يقول الإنسان ما لها تحدث أخبارها; متعجبا. وفي الترمذي عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية يومئذ تحدث أخبارها قال: " أتدرون ما أخبارها - قالوا الله ورسوله أعلم ، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها ، تقول عمل يوم كذا كذا وكذا. قال: " فهذه أخبارها ". قال: هذا حديث حسن صحيح. قال الماوردي قوله يومئذ تحدث أخبارها: فيه ثلاثة أقاويل:أحدها: تحدث أخبارها بأعمال العباد على ظهرها; قاله أبو هريرة ، ورواه مرفوعا. وهو قول من زعم أنها زلزلة القيامة. الثاني: تحدث أخبارها بما أخرجت من أثقالها; قاله يحيى بن سلام. وهو قول من زعم أنها زلزلة أشراط الساعة. قلت: وفي هذا المعنى حديث رواه ابن مسعود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: " إذا كان أجل العبد بأرض أوثبته الحاجة إليها ، حتى إذا بلغ أقصى أثره قبضه الله ، فتقول الأرض يوم القيامة: رب هذا ما استودعتني ".
قال بعض العلماء ما ملخصه: قوله: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها يومئذ بدل من إذا. أى: في ذلك الوقت تحدثك الأرض أحاديثها، وتحديث الأرض تمثيل- كما قال الطبري وغيره- أى: أن حالها وما يقع فيها من الانقلاب، وما لم يعهد من الخراب، يعلم السائل ويفهمه الخبر، وأن ما يراه لم يكن بسبب من الأسباب التي وضعتها السنة الإلهية، حال استقرار نظام الكون، بل ذلك بسبب بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ وقوله: ( يومئذ تحدث أخبارها) أي: تحدث بما عمل العاملون على ظهرها. قال الإمام أحمد: حدثنا إبراهيم ، حدثنا ابن المبارك - وقال الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي ، واللفظ له: حدثنا سويد بن نصر ، أخبرنا عبد الله - هو ابن المبارك - ، عن سعيد بن أبي أيوب ، عن يحيى بن أبي سليمان ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( يومئذ تحدث أخبارها) قال: " أتدرون ما أخبارها ؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، أن تقول: عمل كذا وكذا ، يوم كذا وكذا ، فهذه أخبارها ". ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وفي معجم الطبراني من حديث ابن لهيعة: حدثني الحارث بن يزيد - سمع ربيعة الجرشي -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تحفظوا من الأرض ، فإنها أمكم ، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرا ، إلا وهي مخبرة ".