ومِن أسباب جلْب المحبَّة: الزَّهادةُ فيما عندَ الناس، وعدمُ التطلُّع لِمَا في أيديهم، وعدم منازعتِهم في دُنياهم؛ فعن سهل بن سعد الساعدي قال: أتى النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلٌ فقال: يا رسول الله، دُلَّني على عمل إذا أنا عملتُه أحبَّني الله، وأحبَّني الناس، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ازهْد في الدنيا يُحبَّك الله، وازهدْ فيما في أيدي الناس يُحبُّوك))؛ رواه ابن ماجه (4201)، قال النووي في الأربعين (31): "حديث حسن، رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة".
تتلعثم خطواتها، تبتسم في غباء لمن حولها، تلقي تحية، لم تتلق أي جواب عليها، تلتقي نظراتها بزميل دراسة؛ فتشيح بنظرها، تستغرب مِن فعلها ذاك، تأخذ نفسها إلى أبعد آماد المَلام، تصرخ في سرها أن كوني طبيعية! أَمريضة انت بداء كره الآخرين! تأخذ اتجاه اليمين نحو مرحاض السيدات، في هذا الوقت يكون ممتلئًا عن آخره، فرصتي لأظفر بأحاديث قصيرة مع بني جلدتي، أحلى الأوقات! تأخذ طريقها بينهن، بين صخبهن نحو المرآة، لا تزال أصابعها تلفني بإحكام، ارتعشت أناملها وهي تخرجني من جيبها، أزالت غطائي ورسمت خطًا خجلًا فوق شفتها العليا، التفتت للفتاة بجانبها، ابتسمت لها في وداعة، ربما في رجاء! ألقت تحية ومجاملة، ردَّت عليها الأخرى بالمثل، إن لم تكن في حركة ميكانيكية تلقائية مرفقة بابتسامة باهتة! سَأَلَتها صاحبتي عن ماركة أحمر شفاهها ودرجة لون صباغة شعرها، تهلل وجه الفتاة، انطلقت تسرد الكثير من التفاصيل والمعلومات، تأبطت ذراع صاحبتي ومضت بها نحو الفصل. من يعرف كيف يكون محبوبا بين الناس - كنز الحلول. آن أوان الاِنزواءِ في عمق الأشياء والنُّزوع نحو توافه الأمور وزيفها! علِمتُ هذا من منظر أحمر شفاه تلك الفتاة، كان مزينًا بطريقة مبتذلة، فاقع اللون، يشبه الكثيرين منا، مكرر إلى أن بطُل عنه التميز والسحر، كصاحبته على أية حال.
(لا تشتكِ) بصراحة جميعناً لديه مشاكله الخاصة وجميعنا تحيط به عقبات وأمور لا يرضى عنها.. وبالتالي أصبح الناس - خصوصاً في هذا الزمن الضيق - لا يريدون زيادة همومهم بتذمرات وشكاوي يلقيها الآخرون.. اغنية | من يعرف كيف يكون محبوبا بين الناس | غناء لطيفه مدوه - YouTube. ومن يتذمر بشكل دائم يصبح مكروهاً نتهرب من جلسته ونتحاشى دعوته وإذا "انفلت" نتمنى ان يرن الهاتف أو يدخل علينا شخص ثالث يقطع حديثه.. انه مثال للنفسيات المنهارة التي لا ترى فيك غير متنفس لهموم لا يستطيعون مواجهتها؟! (استمع فقط) وحين تغلق فمك عن التذمر تتحول تلقائياً الى مستمع جيد.. والمستمع الجيد شخص محبوب؛ لا يقاطعك؛ ولا يجادلك، ولا يسفه آراءك - الأمر الذي يجبرك على محبته والارتياح اليه والرغبة في التواجد معه بشكل دائم.. ورغم شخصيته الهادئة الا انه اذكى منك بالتأكيد لأنه يدرك بالفطرة ان الله خلق للإنسان اذنين وفماً واحداً كي يستمع أكثر مما يتكلم!!.
هناك أشخاص يتمتعون بتلك الروح العالية والمغناطيس القوي، الذي يجذب كل من حولهم للجلوس معهم والاستماع لأحاديثهم. بالطبع الكل يتمنى أن يكون ذلك الشخص المحبوب بين أقرانه، والذي يفضل جميع من حوله مخالطته والتحدث إليه. هناك أشخاص محبوبون بالفطرة، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكنك أن تصبح مثلهم، فمع تطور العلم أصبحت كل الأمور -تقريباً- قابلة للتعلم، فيمكنك ببعض الممارسات تغيير عاداتك السيئة والتخلص منها للأبد. إليك أول نصيحة في هذا الموضوع: "أحبب الناس، يحبونك". فالقاعدة تقول: "كما تُعطي تَأخذ". كذلك، عليك أن تعلم أن طريقة تعاملك مع الآخرين هي مرآة معاملتهم لك، لذا "عامل الناس كما تحب أن تُعامَل". أما الآن، فإليك باقي الخطوات التي ستساعدك بعد تطبيقها في أن تصبح شخصًا مجبوبًا. 10 خطوات لتكون محبوبًا بين الناس 1 انظر في عينَي من تخاطب، فالناس غالباً يشعرون باهتمامك بهم عندما تنظر في أعينهم مباشرة، أما إمالة نظرك عنهم ولو لعدة ثواني سيشعرهم بعدم اهتمامك بما يقولون. إذا كنت تجد صعوبة في فعل ذلك فعليك بهذا التمرين: حاول اكتشاف لون أعين من يتحدث إليك عن طريق التركيز في عينيه مباشرة. لا شعورياً ستتجه أنظارك إلى المكان الصحيح، وسيشعر المتلقي براحة أكبر تجاهك.
فالهديةُ تُكذِّب سوءَ الظن، وتجلب المودَّة، وتَزْرع المحبَّة، وتَنفي الضَّغِينة، وتجعل العدوَّ صَدِيقًا، والبغيضَ وليًّا، فالهديةُ لها أثر، ولو كانت يسيرةً، كالسواك والقَلم، وتعطير الرجل. الصبرُ على الأذى، وكَظْم الغَيْظ، ومقابلة السيِّئة بالحسنة، فلنصبرْ على مَن أساء إلينا، ولنقابلْ إساءتَه بإحسان، وعُبوسَه بابتسامةٍ وطلاقةِ وجْه، وإعراضَه بالسلام، مع توطين النفس على أنَّ الأمر ربَّما يطول، ومَن فعل ذلك ولم يملَّ، تحقَّق له وعْدُ ربِّه: ﴿ وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34 - 35]. فالإحسانُ إلى الناس ببذْلِ الخير لهم، ومساعدتِهم، والتعاون معهم على البِرِّ والتقوى، والصبرُ على أذاهم - مِن أعظم أسباب المحبَّة. أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبَهُمُ ♦♦♦ فَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الْإِنْسَانَ إِحْسَانُ فالقلوبُ مجبولةٌ على حبِّ مَن أحسن إليها، وبُغْضِ مَن أساء إليها، ومن الإحسان إلى الناس أن تفسح لهم المجلسَ إذا دخلوا، تَحْتفي بهم في القول، تُثني على الخير الذي فِيهم، تُراعِي أحوالَهم، تتلمَّس العُذرَ لِمَا تراه من أخطاء، تترك المعاتبةَ والمجادلة.