وقد قدمنا في الفاتحة أنه ليس في تسميتها بالمثاني ما يمنع من تسمية غيرها بذلك، إلا أنه إذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبت عنه نص في شيء لا يحتمل التأويل، كان الوقوف عنده. والذي نراه، أن المقصود بالسبع المثاني هنا: سورة الفاتحة، لثبوت النص الصحيح بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى ثبت النص الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم في شيء فلا كلام لأحد معه أو بعده صلى الله عليه وسلم. قوله تعالى: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم اختلف العلماء في السبع المثاني; فقيل: الفاتحة; قاله علي بن أبى طالب وأبو هريرة والربيع بن أنس وأبو العالية والحسن وغيرهم ، وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه ثابتة ، من حديث أبي بن كعب وأبي سعيد بن المعلى. وقد تقدم في تفسير الفاتحة. ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم. وخرج الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني. قال: هذا حديث حسن صحيح. وهذا نص ، وقد تقدم في الفاتحة. وقال الشاعر:نشدتكم بمنزل القرآن أم الكتاب السبع من مثانيوقال ابن عباس: ( هي السبع الطول: البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والأنفال والتوبة معا; إذ ليس بينهما التسمية).
( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين). قوله تعالى: ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين). اعلم أنه تعالى لما صبره على أذى قومه ، وأمره بأن يصفح الصفح الجميل أتبع ذلك بذكر النعم العظيمة التي خص الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم بها; لأن الإنسان إذا تذكر كثرة نعم الله عليه سهل عليه الصفح والتجاوز ، وفي الآية مسائل: المسألة الأولى: اعلم أن قوله: ( آتيناك سبعا) يحتمل أن يكون سبعا من الآيات ، وأن يكون سبعا من السور ، وأن يكون سبعا من الفوائد. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحجر - الآية 87. وليس في اللفظ ما يدل على التعيين. وأما المثاني: فهو صيغة جمع ، واحده مثناة ، والمثناة كل شيء يثنى ، أي: يجعل اثنين من قولك: ثنيت الشيء إذا عطفته أو ضممت إليه آخر ، ومنه يقال: لركبتي الدابة ومرفقيها مثاني; لأنها تثنى بالفخذ والعضد ، ومثاني الوادي معاطفه. إذا عرفت هذا فنقول: سبعا من المثاني مفهومه سبعة أشياء من جنس الأشياء التي تثنى ولا شك أن هذا القدر مجمل ، ولا سبيل إلى تعيينه إلا بدليل منفصل وللناس فيه أقوال: الأول: وهو قول أكثر المفسرين: إنه فاتحة الكتاب وهو قول عمر وعلي وابن مسعود وأبي هريرة والحسن وأبي العالية ومجاهد والضحاك وسعيد بن جبير وقتادة ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الفاتحة ، وقال: هي السبع المثاني رواه أبو هريرة ، والسبب في وقوع هذا الاسم على الفاتحة أنها سبع آيات ، وأما السبب في تسميتها بالمثاني فوجوه: الأول: أنها تثنى في كل صلاة بمعنى أنها تقرأ في كل ركعة.
وأجيب بأن الله - تعالى - أنزل القرآن إلى السماء الدنيا ثم أنزل منها نجوما ، فما أنزله إلى السماء الدنيا فكأنما آتاه محمدا - صلى الله عليه وسلم - وإن لم ينزل عليه بعد. وممن قال إنها السبع الطول: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وسعيد بن جبير ومجاهد. وقال جرير: جزى الله الفرزدق حين يمسي مضيعا للمفصل والمثاني وقيل: ( المثاني القرآن كله; قال الله - تعالى -: كتابا متشابها مثاني. هذا قول الضحاك وطاوس وأبي مالك ، وقاله ابن عباس. وقيل له مثاني لأن الأنباء والقصص ثنيت فيه. وقالت صفية بنت عبد المطلب ترثي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فقد كان نورا ساطعا يهتدى به يخص بتنزيل القرآن المعظم أي القرآن. وقيل: المراد بالسبع المثاني أقسام القرآن من الأمر والنهي والتبشير والإنذار وضرب الأمثال وتعديد نعم وأنباء قرون; قال زياد بن أبي مريم. ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم . [ الحجر: 87]. والصحيح الأول لأنه نص. وقد قدمنا في الفاتحة أنه ليس في تسميتها بالمثاني ما يمنع من تسمية غيرها بذلك; إلا أنه إذا ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وثبت عنه نص في شيء لا يحتمل التأويل كان الوقوف عنده. قوله تعالى: والقرآن العظيم فيه إضمار تقديره: وهو أن الفاتحة القرآن العظيم لاشتمالها على ما يتعلق بأصول الإسلام.
روى النسائي حدثنا علي بن حجر أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير. عن ابن عباس في قوله - عز وجل -: سبعا من المثاني قال: السبع الطول ، وسميت مثاني لأن العبر والأحكام والحدود ثنيت فيها. وأنكر قوم هذا وقالوا: أنزلت هذه الآية بمكة ، ولم ينزل من الطول شيء إذ ذاك. وأجيب بأن الله - تعالى - أنزل القرآن إلى السماء الدنيا ثم أنزل منها نجوما ، فما أنزله إلى السماء الدنيا فكأنما آتاه محمدا - صلى الله عليه وسلم - وإن لم ينزل عليه بعد. وممن قال إنها السبع الطول: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وسعيد بن جبير ومجاهد. وقال جرير:جزى الله الفرزدق حين يمسي مضيعا للمفصل والمثانيوقيل: ( المثاني القرآن كله; قال الله - تعالى -: كتابا متشابها مثاني. ما هي السبع المثاني؟ ولماذا سميت كذلك؟ - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام. هذا قول الضحاك وطاوس وأبي مالك ، وقاله ابن عباس. وقيل له مثاني لأن الأنباء والقصص ثنيت فيه. وقالت صفية بنت عبد المطلب ترثي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:فقد كان نورا ساطعا يهتدى به يخص بتنزيل القرآن المعظمأي القرآن. وقيل: المراد بالسبع المثاني أقسام القرآن من الأمر والنهي والتبشير والإنذار وضرب الأمثال وتعديد نعم وأنباء قرون; قال زياد بن أبي مريم. والصحيح الأول لأنه نص.
[٢٧] ذكر أصناف النَّاس في الآخرة ذكرت السُّورة في نهايتها أصناف النَّاس الثَّلاثة، [١٥] على النَّحو الآتي: أهل النَّعيم: في قوله -تعالى-: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ، [٢٨] أي الذين أنعم الله -تعالى- عليهم فهداهم، ومنهم من اختصَّه الله -تعالى- بالنبوَّة، والصِّديقين، وعباد الله -تعالى- الصَّالحين. [٢٩] [٣٠] المغضوب عليهم: هم الذين أشركوا مع الله -تعالى- إلهاً آخر، واشتروا الدُّنيا بدلاً من الآخرة ، وارتكبوا الذُّنوب والمعاصي رغم علمهم بها وبما يأتي منها من غضب الله -تعالى- عليهم، وقال العديد من المفسّرين إنَّهم اليهود. [٢٩] الضَّالين: وهم الذين يرتكبون المعاصي والذُّنوب من غير علمٍ لهم بإثمها، وقال العديد من المفسّرين إنَّهم النَّصارى، ويدخل اليهود ضمن المغضوب عليهم والضَّالين. [٢٩] المراجع ↑ سورة الحجر، آية: 87. ↑ مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 2327، جزء 2. بتصرّف. ^ أ ب محمد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار نهضة مصر، صفحة 12. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد بن المعلى، الصفحة أو الرقم: 4474، صحيح.