[2] المصادر الأصلية للمقتل [ عدل] تعدّ عملية تدوين كتب المقاتل مفصلاً مهماً من مفاصل التاريخ، وكان الناجون من الواقعة هم أوائل رواته. ولكن أوثق الرواة عند الشيعة هم الأفراد الذين بقوا أحياءً من القافلة الحسينيّة وعلى رأسهم الإمام علي بن حسين الذي كان شاهد عيان على تفاصيل الحادثة من البداية وحتى النهاية. وكذلك يثق الشيعة بالروايات الواردة عن أئمّتهم ، حيث كانوا يقومون بدورهم باستمرار في إحياء تلك الحادثة ويتكلّمون عن جزئيّاتها وتفاصيلها. [3] انتقلت هذه الروايات والأخبار على مر الزمان وبالتدريج من المشافهة إلى الكتابة والتصنيف ودوّنت هذه الكتب. ومن أوائل كتب المقاتل هم: [2] مقتل الحسين عليه السلام للقاسم بن الأصبغ بن نباتة المجاشعيّ. والمشهور أنّه أقدم المقاتل. معركة كربلاء ج٢: مقتل الامام الحسين رضي الله عنه - كلماتنا. [4] يقول عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني: «و الظاهر انه أول من كتب مقتل الحسين، و كتابه اسبق كتب المقاتل. » [5] ولكن الكتاب مفقودٌ تماماً. مقتل أبو مخنف لوط بن يحيى الأزديّ. من خصائص هذا الكتاب هو اتصال رواياته بشاهد العيان بواسطة واحدة أو واسطتين، حيث دوّن مقتله بعد أقلّ من ستين أو سبعين عاماً على الحادثة. ويعتقد بعض العلماء الشيعة كالـ محدّث النوري ، والشيخ عباس القمي ، والسيّد عبد الحسين شرف الدين بأن مقتل أبي مخنف المتداول محرّف وأنّه فاقد القيمة وغير صالح للاعتماد.
وثانياً: أن الذين خرجوا لقتال الحسين عليه السلام كانوا من أهل الكوفة ، والكوفة في ذلك الوقت لم يكن يسكنها شيعي معروف بتشيعه ، فإن معاوية لما ولَّى زياد بن أبيه على الكوفة تعقَّب الشيعة وكان بهم عارف ، لأنه كان منهم ، فقتلهم وهدم دورهم وحبسهم حتى لم يبق بالكوفة رجل واحد معروف بأنه من شيعة علي عليه السلام. من قتل الإمام الحسين ؟ | مركز الإشعاع الإسلامي. قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة 11 / 44: روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب الأحداث ، قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عُمَّاله بعد عام الجماعة: (أن برئت الذمّة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته). فقامت الخطباء في كل كُورة وعلى كل منبر يلعنون عليًّا ويبرؤون منه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته ، وكان أشد الناس بلاءاً حينئذ أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي عليه السلام ، فاستعمل عليهم زياد بن سُميّة ، وضم إليه البصرة ، فكان يتتبّع الشيعة وهو بهم عارف ، لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام ، فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم ، وقطع الأيدي والأرجل ، وسَمَل العيون وصلبهم على جذوع النخل ، وطردهم وشرّدهم عن العراق ، فلم يبق بها معروف منهم. إلى أن قال 11 / 45: ثم كتب إلى عمَّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البيِّنة أنه يحب عليًّا وأهل بيته ، فامحوه من الديوان ، وأسقطوا عطاءه ورزقه.
[6] المصادر الثانوية [ عدل] المصادر الثانوية هي المصادر التي عولت على المصادر الأصلية ولم يكن لها إلا إعادة الصياغة وذلك لوجود الفاصل الزمني بين الكُتّاب و رواة حادثة عاشوراء. ألفت عشرات المقاتل لوصف حادثة مقتله و لا تخلو موسوعة تاريخية أو كتاب مختص بتاريخ المسلمين لم يتطرق إلى مقتل الإمام الحسين.
وعرفت الثورة العباسية كيف تستغل هذه العواطف، والشعوب أشد ما يحركها القدوات وخاصة من يقفون بقلة عددهم أمام الطواغيت، فاستغلت الحركة العباسية هذه المشاعر ونادت بالرضا من آل محمد، واستطاعت أن تقوض صرح بني أمية سنة 132 هـ أي بعد 71 سنة فقط من استشهاد الحسين. *** للتعرف على المصادر والمراجع الخاصة بحلقات معركة الخلافة، الرجاء الضغط هنا. إعداد: أحمد العبد الجليل
بدليل عدم استعمال الصحابة ومعارضيه الناصحين لها ، كما أن يزيد لم ينتخب وإنما جاء بولاية العهد وكثير من الأمصار لم تكن لتريده لولا السيف والخوف، ومن ذلك يظهر رأي ابن خلدون المعتدل ، أن خطأ الحسين ولومنا عليه هو عدم تقديره لإمكانية الخروج وثقته بمن غدر بأبيه وأخيه كما يؤخذ على الحسين ضرب أقوال مشيريه عرض الحائط واستعجاله رحمه الله بتغير المنكر، مما يدل على بعد نظر من خالفه وصواب رأيهم وفهمهم لأحوال الناس وتطورات الظروف السياسية. مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب. نتائج ثورة الحسين صحيح أن الحسين استشهد وانتهت ثورته، ولكن هذه الثورة وأخبار مقتله ظلت تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، وأصبح الحسين رضي الله عنه رمزاً للثائر في وجه الطغاة. وفجر مقتله ثورات متلاحقة بعده سنتعرض لبعضها وهي ثورة التوابين وثورة المختار، وأحدثت سخطاً إسلامياً عارماً في جميع الأمصار، ففجر ثورة ابن الزبير، وكان سبباً مباشراً بما ولد من كره لتصرفات يزيد كان سبباً مباشراً في ثورة أهل المدينة. وبقيت لعنته تلاحق دولة الأمويين والثورات تتوالى من حولهم، وحمل أحفاده راية الثورة فثار زيد بن علي بن الحسين بالكوفة سنة 122 هـ، وثار أخوه يحيى بن زيد في خراسان سنة 125 هـ واستشهد الاثنان رحمهما الله.