هل التوكل على الله ينافي الأخذ بالأسباب - YouTube
ينبغي على العبد أن يضع كامل طاقته وجهده في السعي والعمل حيث ينصب تحقق التّوكّل في الرّضا بما يمنحه الله لعباده أياً كانت نتيجة الجهد والعمل المبذول، إلى جانب أن الأخذ بالأسباب من الرّكائز الهامة والأساسية بتحقيق معاني العبوديّة لله سبحانه، ومن أمثلته حينما أمر الله نبيه الصابر أيّوب عليه السّلام بأن يضرب الأرض بقدمه بعد دعائه لربّه أن يشفيه من مرضه ويرفع عنه البلاء، على رغم من أن ضرب الأرض بالقدم لا يتضمن سبباً من أسباب الشفاء ولكن الله أراد بذلك أن يثبت للعباد مدى أهمية الأخذ بالأسباب مهما بلغت من ضعف وأن التّوكّل الصحيح هو النابع من القلب. الرزق والتوكل على الله إن المسلمين جميعهم في حاجة إلى التوكل على الله سبحانه بكافة أمورهم وشؤونهم الحياتية من أصغر الأشياء إلى أكبرها وأعظمها، فهو الخالق الكافِ لعباده حاميهم ورازقهم، حافظهم وراعيهم في السراء والضراء، بيده الأمر كله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ربي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). كذلك فإن التوكل على الله هو أحد شعب الإيمان وهو واجب على المؤمن ودليل على إخلاصه وصدق إيمانه، وفي معناه ما يتم من قطع الأمل والرجاء في الخلق والعباد وانتظار ما بين يديهم وانتظاره، بل رجاء الله وطلب الخير والعون منه وحده وهو ما قال فيه سبحانه بسورة التغابن الآية 13 (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
4- القوة والثبات في الحق، لأن الأرزاق والآجال مقدرة، ولا يملك أحد سوى الله تغييرها بالنقص أو الزيادة. 5- الإيمان بالقدر يغرس القناعة في نفس المؤمن. 6- أن الإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض التي تعصف بالمجتمعات وتزرع الأحقاد بين الناس، وذلك مثل رذيلة الحسد؛ فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله؛ لأنه يدرك أن الله هو الذي رزقهم وقدر لهم ذلك، وهو يعلم أنه عندما يحسد غيره؛ فإنه يعترض على ما قدره الله. 7- الصبر على المصائب، قال صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيراً له" [3] [4]. [1] أخرجه الترمذي في كتاب الطب باب(21) ما جاء في الرقى والأدوية (4/399) حديث رقم (2065) وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي كتاب الطب باب (20) في الرقى والأدوية، (ص:231) حديث رقم (359). [2] الإيمان، د. محمد نعيم ياسين، (ص:163). [3] الحديث رواه مسلم في كتاب الزهد باب (المؤمن أمره كله خير) حديث رقم (999). [4] انظر: المدخل إلى الثقافة الإسلامية، مجموعة مؤلفين، (ص:156)، والقضاء والقدر، د. هل الأخذ بالأسباب ينافي التوكل - سطور. عبدالرحمن المحمود، (ص:447)، و القضاء والقدر، د.
ويؤخذ من الحديث ما يأتي: مشروعية التداوي، قال النووي: فيه استحباب الدواء، وهو مذهب أصحابنا وجمهور السلف وعامة الخلف، ويقول الحافظ ابن حجر: في قوله صلى الله عليه وسلم -في الرواية الأولى- "فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل" الإشارة إلى أن الشفاء متوقف على الإصابة بإذن الله، وذلك أن الدواء قد يحصل معه مجاوزة الحد في الكيفية، فلا ينجع، بل ربما أحدث داء آخر، وفيها كلها إثبات الأسباب، وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله، لمن اعتقد أنها بإذن الله، وبتقديره. (انظر: فتح المنعم، وشرح النووي شرح صحيح مسلم) مقالات ذات صلة أخبار و مقالات مرتبطة بنفس الموضوع
الحمد لله. "التوكل يجمع الأمرين ، فالتوكل يجمع شيئين: أحدهما: الاعتماد على الله ، والإيمان بأنه مسبب الأسباب ، وأن قَدَره نافذ ، وأنه قَدَّر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى. الشيء الثاني: تعاطي الأسباب ، فليس من التوكل تعطيل الأسباب ، بل من التوكل الأخذ بالأسباب ، والعمل بالأسباب ، ومن عَطَّلها فقد خالف شرع الله وقَدَرَه ، فالله أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وتعالى ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك. فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب ، بل لا يكون متوكلاً على الحقيقة إلا بتعاطي الأسباب ، ولهذا شُرِعَ النكاح لحصول الولد ، وأمر بالجماع ، فلو قال أحد من الناس: أنا لا أتزوج وأنتظر ولداً من دون زواج ، لعُد من المجانين ، فليس هذا أمر العقلاء ، وكذلك لا يجلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات ويتحرى الأرزاق تأتيه ، بل يجب عليه أن يسعى ويعمل ويجتهد في طلب الرزق الحلال. ومريم رحمة الله عليها لم تدع الأسباب ؛ فقد قال الله لها: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) مريم/25 ، هزت النخلة وتعاطت الأسباب حتى وقع الرطب ، فليس من عملها ترك الأسباب ، ووجود الرزق عندها وكون الله أكرمها وأتاح لها بعض الأرزاق وأكرمها ببعض الأرزاق لا يدل على أنها معطلة الأسباب ، بل هي تتعبد وتأخذ بالأسباب وتعمل بالأسباب.
الحمد لله. الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله ، بل ذلك مما أمر الشرع به ، مع الاعتقاد أنَّ الضر والنفع بيد الله سبحانه ، وأنه هو الذي خلق الأسباب والمسببات. ولا بد أن يوجد ارتباط حقيقي بين السبب والمسبب ، ويعرف ذلك بالتجربة ، أو العادة ، أو الخبر الشرعي ، ونحو ذلك. ثم لا بد أن يكون السبب مشروعاً ؛ فالغاية المحمودة المشروعة ، لا بد أن تكون الوسيلة إليها أيضاً: جائزة مشروعة. ثم على العبد أن يتوسط في أمره بين الأمرين: فلا هو بالذي يهمل الأسباب مطلقاً ، ولا هو بالذي يتعلَّق قلبه بها ، إنما يتوسل بها ، كما يتوسل الناس ، في عاداتهم ، وأمور حياتهم ، ثم لا يتعلق قلبه بالسبب ، بل بالخالق جل جلاله ، مالك الملك ، ومدبر الأمر كله. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " الِالْتِفَاتَ إلَى السَّبَبِ: هُوَ اعْتِمَادُ الْقَلْبِ عَلَيْهِ وَرَجَاؤُهُ وَالِاسْتِنَادُ إلَيْهِ ، وَلَيْسَ فِي الْمَخْلُوقَاتِ مَا يَسْتَحِقُّ هَذَا ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مُسْتَقِلًّا ، وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ شُرَكَاءَ وَأَضْدَادٍ ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ: فَإِنْ لَمْ يُسَخِّرْهُ مُسَبِّبُ الْأَسْبَابِ ، لَمْ يُسَخَّرْ ". انتهى من "مجموع الفتاوى" (8/169).