الم (1) تلك آيات الكتاب الحكيم (2) هدى ورحمة للمحسنين (3) الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون (4) لقمان الم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) لقمان مرتبط
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) "تلك آيات الكتاب الحكيم" أي هذه آيات القرآن المحكم المبين وقال مجاهد "الر تلك آيات الكتاب الحكيم" وقال الحسن التوراة والزبور وقال قتادة "تلك آيات الكتاب" قال الكتب التي كانت قبل القرآن. وهذا القول لا أعرف وجهه ولا معناه.
فجعل تدبره إتباعه بعمل لأنه الأمر الذي تدعو إليه عاقبته عند من تأمله. أما التعقل ففيه معنى يقضي بإدراك المعاني المجملة التي تعقل الإنسان وتمنعه من مخالفته. وكل من التدبر والتعقل لا يتم إلاّ بعلم مجمل المعاني ومراميها. ولكن ليس من شرط هذا العلم أن يكون تفصيلياً لكل كلمة وكل حرف، بل قد يكون التدبر بإدارك المعنى الإجمالي، وعقل الكليات المرادة بالآية، ولاشك أن التدبر يكمل كلما كان العلم بالمعاني أكمل، وإن لم يكن شرط المعرفة التفصيلية للمعاني وأوجهها لازم لمطلق التدبر. فمن قرأ (ألم) ولم يعلم حقيقة معناها أو علم أنها أحرف لا معنى لها في ذاتها مجردة، ولكن فهم مرمها، والمقصد من إيرادها، وهو الإشارة إلى إعجاز القرآن اللغوي، حصل له نوع من التدبر المحمود لتلك الأحرف رغم أنه لا معنى لها مجردة في حد ذاتها. الم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) لقمان – اجمل واروع الصور الاسلامية والدينية 2020. هذا والله أسأل أن يجعلنا من التالين لكتابه الكريم، المتدبرين لآيات القرآن العظيم، المنتفعين بما نقول ونسمع، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. اللجنة العلمية سليمان بن جاسر الجاسر محمد سعد عبد الدايم
وهنا يعرض السؤال ماهو التدبر الذي تربط به كل تلك المعاني العظام، أقول هذا لأني وجدت كثيراً من الناس يتحدث عن تدبر القرآن وعن أهميته، مع أنه لم يحرر تلك المعاني، ويترتب على هذا معرفة أسباب التدبر وطرقه. وفي هذه العجالة أحببت أن أبين الفرق بين مفهوم التأمل والتعقل والتدبر؟ فالذي يظهر أن هناك فروق بين هذه الثلاثة. الفرق بين التأمل والتدبر والتعقل ومعرفة المعنى: فإن تأمل القرآن هو كما قال ابن القيم: "تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقله"(1). فهو إذن يشتمل على ثلاثة أمور: 1- رؤية معانيه ومراميه بجلاء ومعرفتها بوضوح. 2- جمع الفكر على تدبره. 3- جمع الفكر على تعقله. الم تلك آيات الكتاب الحكيم مد ظله. فابن القيم جعل مطالعة المعاني أمر، والتفكر أمر ثان، والتعقل شيء ثالث، وهي معان متقاربة إذا اجتمعت حصل التأمل. أما التدبر فقد قيل في معناه: "هو التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة (2)". ويقول بعضهم في تعريف التدبر: "وهو عند أهل العلم بكتاب الله _جل وعلا_: العمل على تحقيق وتحديق النظر في ما يبلغه المعنى القرآني المَدِيدُ من درجات الهداية إلى الصراط المستقيم. وهذا نظر لا يتناهَى ، فإن المعنى القرآني له أصل يبدأ منه ولكن منتهاه لا يكاد يبلغه أحدٌ من العباد، فصاحب القرآن الكريم في سفر دائم طلبًا للمزيد من المعنى القرآني.