يقول ابن كثير رحمه الله: "(وإن لك موعدًا) أي: يوم القيامة ( لن تخلفه) أي: لا محيد لك عنه". انتهى من "تفسير القرآن العظيم" (5/314). والله أعلم. المصدر: تفسير ابن كثير والبرهان في علوم القرآن، وتأويلات أهل السنة"، والألوسي في "روح المعاني".. وغيرها
تفسير و معنى الآية 94 من سورة طه عدة تفاسير - سورة طه: عدد الآيات 135 - - الصفحة 318 - الجزء 16. ﴿ التفسير الميسر ﴾ ثم أخذ موسى بلحية هارون ورأسه يجرُّه إليه، فقال له هارون: يا ابن أمي لا تمسك بلحيتي ولا بشعر رأسي، إني خفتُ - إن تركتهم ولحقت بك - أن تقول: فرَّقت بين بني إسرائيل، ولم تحفظ وصيتي بحسن رعايتهم. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «قال» هارون «يا ابن أم» بكسر الميم وفتحها أراد أمي وذكرها أَعْطَف لقلبه «لا تأخذ بلحيتي» وكان أخذها بشماله «ولا برأسي» وكان أخذ شعره بيمينه غضبا «إني خشيت» لو اتبعك ولا بد أن يتبعني جمع ممن لم يعبدوا العجل «أن تقول فرقت بين بني إسرائيل» وتغضب عليَّ «ولم ترقب» تنتظر «قولي» فيما رأيته في ذلك.
ومع ما في بعض وجوه هذا التأويل من التكلف والنظر الظاهر ، فقد انتصر له الرازي في تفسيره " مفاتيح الغيب " (22/95-96) بشدة ، ورجح هذا القول أيضا من المتأخرين العلامة القاسمي في " محاسن التأويل " (7/144) حيث وصف قول الجمهور بأنه " ليس عليه أثارة من علم ولا يدل عليه التنزيل الكريم " انتهى. ويقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله: " هذا الذي ذكروه [ يعني ما ذهب إليه جمهور المفسرين من رؤية السامري فرس جبريل] لا يوجد في كتب الإسرائيليين ، ولا ورد به أثر من السنة ، وإنما هي أقوال لبعض السلف ، ولعلها تسربت للناس من روايات القصاصين. فإذا صرفت هذه الكلمات الست إلى معان مجازية كان: ( بصرت) بمعنى علمت واهتديت ، أي اهتديت إلى علم ما لم يعلموه ، وهو علم صناعة التماثيل والصور الذي به صنع العجل ، وعلم الحيل الذي أوجد به خوار العجل. وكانت ( القبضة) بمعنى النصيب القليل. وكان ( الأثر) بمعنى التعليم ، أي الشريعة. وكان ( نبذت) بمعنى: أهملت ونقضت. من هو السامري في تفسير ابن كثير - إسألنا. أي: كنت ذا معرفة إجمالية من هدي الشريعة ، فانخلعت عنها بالكفر. وبذلك يصح أن يحمل لفظ ( الرسول) على المعنى الشائع المتعارف ، وهو من أوحي إليه بشرع من الله وأمر بتبليغه.
ولهذا قالوا: ( فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار) وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عبادة بن البختري حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد عن سماك ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس; أن هارون مر بالسامري وهو ينحت العجل ، فقال له: ما تصنع؟ فقال: أصنع ما يضر ولا ينفع فقال هارون: اللهم أعطه ما سأل على ما في نفسه ومضى هارون ، فقال السامري: اللهم إني أسألك أن يخور فخار ، فكان إذا خار سجدوا له ، وإذا خار رفعوا رؤوسهم. ثم رواه من وجه آخر عن حماد وقال: [ أعمل] ما ينفع ولا يضر. وقال السدي: كان يخور ويمشي. فقالوا - أي: الضلال منهم الذين افتتنوا بالعجل وعبدوه -: ( هذا إلهكم وإله موسى فنسي) أي: نسيه هاهنا ، وذهب يتطلبه. كذا تقدم في حديث " الفتون " عن ابن عباس. من هو السامري في تفسير ابن كثير free download. وبه قال مجاهد. قال سماك عن عكرمة عن ابن عباس: ( فنسي) أي: نسي أن يذكركم أن هذا إلهكم. وقال محمد بن إسحاق ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس فقالوا: ( هذا إلهكم وإله موسى) قال: فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا شيئا قط يعني مثله ، يقول الله: ( فنسي) أي: ترك ما كان عليه من الإسلام ، يعني: السامري. قال الله تعالى ردا عليهم ، وتقريعا لهم ، وبيانا لفضيحتهم وسخافة عقولهم فيما ذهبوا إليه: