أما أغنية اليافعي فحاضرة في المقطع فيما يبدو أنه عبر جهاز التسجيل بالسيارة. محلات للايجار بمدينة جدة حي الرياض. ولعل الشابين أرادا الإيحاء بهذا المؤثر الصوتي أن هيئتهما وطريقة لبسهما ودماء الغزلان الملطخة على ملابسهما لا تعكس النزق والتهور والطيش والتفاخر و(التميلح) كما يتبادر للمشاهد، وإنما قلبين رقيقين عاشقين وهائمين - على طريقتهما- بالصحراء، مثلما فعل ذاك الدبلوماسي العربي قبل عشرات السنين في كتابه عن رحلة قنص في الربع الخالي بمعية شيخ خليجي. لا فرق في حقيقة الممارسة، فالصيد جائر وكل (يتميلح) على طريقته سواء ب(العربجة) والتعدي الصريح على الأنظمة أو بالتأليف وإدعاء حماية الأحياء الفطرية. أقف عند البيت الأخير: أيش العمل كيف باسوي بالله ياناس دلوني كأنه ينطق بلسان حال الهيئة السعودية للحياة الفطرية التي ناشدت في الأسبوع الماضي من يعرف أية معلومات عن الشابين أن يبلغها إياها، وذلك بعد أن التقط مراسل صحيفة الوطن في حائل بندر العمار بذكاء الصحفي (مقطع الفيديو) وصاغ الحادثة كخبر صعدته الصحيفة على صدر الصفحة الأولى بعنوان مجزرة الصيد في محمية عروق بني معارض في الربع الخالي، لكن أمين عام الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود بن محمد صرح في اليوم التالي من نشر الخبر أنه لم يثبت بصورة قاطعة وقوع الحادثة في المحمية ولا توجد دلالات على ذلك.
بندقية المدرجات كان أحد المناظر التي ما زال يتذكرها المسافرون على أحد الطرق الرئيسة إلى القصيم منظر بندقية تراثية عملاقة تعرف ب"القبسون" أو "المقمع"، وضعت على جانب الطريق عند مدخل إحدى المدن، وكان التصميم جميلا وبذل فيه جهد كبير، لكن الملفت في هذا المجسم أنّ فوهة البندقية العملاقة وجهت مباشرة نحو مدرجات ملعب المدينة الملاصق لمكان المجسم؛ مما فتح مجال التعليقات والتهكمات التي يبتكرها المسافرون، وظل هذا المجسم بموقعه وتوجيه فوهته إحدى الغرائب التي يتناقلها بعض القادمين، خصوصاً من بعض دول الخليج الذين يغيبون عنه، فإذا ما مروا عليه مرة أخرى سأل بعضهم بعضاً: "ما نسفوا الملعب؟".