ولا شك بأن مواجهة الطبيعة، كانت أول تحدٍ درامي يعايشه الإنسان منذ ظهوره على وجه الأرض، واستعادة هذا الطقس يغازل شيئاً دفيناً في أعماق كل إنسان، من "جزيرة الكنز" إلى "موبي ديك" و"الفك المفترس" و"حياة باي". ومن الواضح أن الخيط الأساسي لفريق العمل، ليس موضوعه إطلاقاً (مأساة العبّارة) والتورط في تفاصيلها، بل تقديم عالم درامي يحاكي العوالم الهوليوودية. فريق التّمثيل اعتمد الفيلم المضغوط على ثمانية ممثلين أساسيين، أي تبنى مبدأ البطولة الجماعية، وأيضاً حرص على تنويع الجنسيات ما بين مصرية ولبنانية وأردنية وتونسية، رغم أنه لا مبرر حقيقياً لذلك، لأن الجميع ينطق باللهجة المصرية، بل هناك ممثل تركي أيضاً هو مراد يلدريم، وأظن هذه التنويعة كانت لاعتبارات تسويقية لا أكثر ولا أقل. رغم أنه كانت هناك إمكانية لجعله فيلماً وثائقياً عالمياً، ما يتيح لكل ممثل التحدث بلهجته الأصلية. أول فيلم مصري عن سمك القرش.. مراجعة فيلم ماكو (بدون حرق) - Identity Magazine. لكن الإصرار على اللهجة المصرية، وانشغال الممثل بإجادتها، إضافة إلى المبالغة في مكياج بعض الممثلات لإخفاء السن، أدى إلى جمود التعبير والأداء في لحظات كثيرة. إن الخط الوحيد الذي بدا متماسكاً ومفهوماً إلى حد ما، هو المتعلق بشخصية "غرام" وكلامها عن الطاقة السلبية، ثم دخولها إلى العبّارة، التي من الواضح أنها هي نفسها كانت طفلة من الناجين، وفقدت والديها، وكان لديها رغبة ملحة في استعادة هذه اللحظة المؤلمة.
01:31:05 إثارة مغامرة المزيد مستوحى من أحداث حقيقية. تتحول رحلة غوص في أعماق البحر الأحمر إلى كابوس حين يجد ثمانية أشخاص أنفسهم هدفا لقرش مفترس. أقَلّ النجوم: منذر الرياحنة، عمرو وهبة، مراد يلدريم، نيقولا معوض، ناهد السباعي، بسمة حسن اللغات المتوفرة: الصوت (1), الترجمة (3) اللغات المتوفرة الصوت الترجمة إلغاء
استغراق في التّفاصيل ربما يؤخذ على الفيلم الاستغراق في تفاصيل هامشية منها استهلال جائزة المهرجان، ثم اجتماع النقاش بشأن الفيلم، ثم السفر واللهو على الشاطئ، ومحاضرة مدرب الغوص. كل هذا مفيد جداً لمعايشة بيئة الحوادث، لكنه جاء على حساب الحوادث نفسها، فلم يتح لنا أي معرفة عميقة بدوافع الشخصيات وصراعها، وبتر معظم الخطوط. فيلم ماكو المصري. فهل هو فيلم عن صراع الحب والغيرة بين الزملاء أم عن التحديات التي يواجهها العاملون في السينما الوثائقية؟ (لم يحدث اهتمام كاف بذلك) أم عن الصراع الدموي مع أسماك القرش؟ (تكررت لقطات منذرة بالخطر مع ذلك لا يمكن أن نعتبره فيلم أكشن). كل الخيوط القابلة للنمو كانت تُبتر لمصلحة لحظات جزئية مبتورة، ما أضعف بداية الفيلم ونهايته، وعلاقة المتفرج بما يراه، فلا شيء يمتد ويفتح أفقاً للتوقع وطرح أسئلة. ربما أكثر ما ميّز الفيلم هو الكاميرا والتصوير الذي التقط ملامح الممثلين وتعبيراتهم وراء قناع الغوص، وشيّد تكوينات مميزة، إضافة إلى تميز الموسيقى التصويرية لهشام خرما. محاكاة هوليوود عالم البحر بأسماك القرش وأخطاره، أساسي في سينما هوليوود، لافتتان الجمهور بقالب "الرحلة والمغامرة"، وبذلك الانقلاب الدرامي بين لحظات اللهو والسعادة، ولحظات الخطر والدم والصراخ.
استهلال كرنفالي، لكنه نادر الحدوث واقعياً في أي مهرجان محترم، وإذا كان الهدف إظهار جانب الغيرة وهشاشة العلاقة الزوجية بين الشريكين، فهذا أيضاً لم يستثمر، لأننا سرعان ما وجدنا العلاقة لطيفة جداً بينهما، و"رنا" تحاول تقبل الخسارة والتعويض في فيلمها عن "العبارة الغارقة". وهكذا، في كثير من المشاهد قد تكون لطيفة في ذاتها، لكنها غير مترابطة بما يكفي مع الحبكة. أو تم المرور عليها سريعاً. فمثلاً كان لشخصية بشري (منذر رياحنة) قصة تنم عن حقده وشره، وهو أحد من يديرون المركب التي تقدم مساعدات لفريق الغوص. وكانت قصته مفيدة لرفع الإيقاع والتوتر فوق سطح البحر، والموازي للتوتر تحت الماء. فيلم ماكو المصرية. يحاول بشري قتل " ريس المركب"، كما لا يتوقف عن التحرش بـ"مايا" (الممثلة التونسية فريال يوسف) المصابة بدوار البحر، وبالتالي لا تهبط الى ا لأعماق مع زملائها. لكننا لا نعرف بشري جيداً ولا دوافعه، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مايا، لأن معظم القصص مبتورة بلا تمهيد ولا تعميق، إضافة إلى ارتباك في قوة إقناعها للمشاهد، فلا يعقل أن تهبط الشخصيات في عز البرد في الشتاء، ما يعرّضها للخطر، من دون توضيح سبب هذا الاختيار المُلِّح لهذا التوقيت، كما لا يعقل أن تكون هناك حوارات لطيفة أسفل الماء في منطقة تعج بأسماك القرش الغاضبة على الدوام.
تخيل أنك ذاهب إلى رحلة بحرية مع أصدقائك، تشعر بسعادة غامرة، للمرة الأولى سوف ترى الدلافين وتسبح معهم وتشاهد طيور النورس وهي تأكل الأسماك الصغيرة، تستيقظ مبكرًا على غير العادة تشرب قهوتك سريعًا وتمر على أصدقائك واحد تلو الأخر، تجتمعوا جميعًا وتذهبوا إلي اليخت حيث تقضوا ساعات في قمة الفرح، ولكن فجأة تنقلب الأوضاع وتتحول السعادة الى خوف، فلقد وجدتم أنفسكم في البحر محاطون بأسماك القرش ولا سبيل للعودة للمركب. نرشح لك: ياسمين صبري تستعين بالفوتوشوب لتقفيل فستانها "التايجر" (صور) إذا كنت من محبي أفلام الرعب وبالأخص التي تتناول موضوع أسماك القرش، فأنت على الأرجح قد شاهدت هذا المشهد من قبل، مجموعة أصدقاء في رحلة بحرية وفجأة تنقلب الأوضاع ويصبحون في مواجهة الفك المفترس، بداية معروفة لهذا النوع من الأفلام في هوليوود، وعلى الرغم من ذلك فنحن نحبها ونشاهدها بل ونخشى على الأبطال من الكائن المفترس. لكن إذا تم تناول نفس الموضوع في السينما المصرية فهل سيُقابل بنفس حماس الأفلام الأجنبية ؟ طرحنا هذا السؤال على عدد من النقاد بمناسبة قرب عرض فيلم "ماكو" أول فيلم مصري عن أسماك القرش، فأجاب الناقد الفني رامي المتولي أن أفلام الرعب عموماً لها شعبية كبيرة في مصر بالأخص التي تتناول موضوع أسماك القرش لدرجة أن الموسيقى التصويرية الخاصة بسلسلة "الفك المفترس" كانت مكون أساسي في عدد من الأفلام المصرية مثل فيلم "بطل من ورق" على اعتبار أنها موسيقى خاصة بالإثارة والتشويق ولكن هذا الأمر ينطبق فقط على أفلام الرعب الأجنبية.
ولع بالغوص لكن لا يكفي عشق المؤلف أو المخرج لرياضة الغوص، أو ولعهما باستكشاف موقع العبارة الغارقة، حتى يكون بوسعهما تقديم فيلم جيد عن استكشاف العبارة، رغم اجتهادهما في خلق تطورات درامية تحت الماء من خشية إصابة أحدهم بغيبوبة السكري ونقص الأكسجين وهجوم سمكة القرش، أو التحولات المفتعلة في سلوكيات الشخصيات، وأغلبها تأتي دون مقدمات أو تمهيد مناسب، مما يستخف بعقلية المشاهد.