الصَّلاة هي الرُّكن الثَّاني من أركان الإسلام بعد النُّطق بالشَّهادتين، وهي الحدّ الفاصل بين الكُفر والإيمان؛ فهي عمود الدِّين وأساسه القويم إنْ صَلُحت صَلُح سائر عمل المسلم، وإنْ فَسُدت فَسُد سائر عمله. والصَّلاة مجموعة أعمالٍ من أقوالٍ، وأفعالٍ يتقرَّب بها العبد إلى ربه سبحانه وتعالى بالوقوف بين يديه في كُلِّ يومٍ وليلةٍ، وتبدأ الصَّلاة المفروضة بدخول الوقت بتكبيرة الإحرام وتُختم بالتَّسليم، أمّا الصلاة النّافلة؛ فتكون في أيّ وقتٍ من ليلٍ أو نهارٍ، قال الله تعالى:"قُلْ لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصَّلاة". أين فرضت الصلاة ومتى. الوقت الذي فُرضت الصَّلاة فيه فُرضت الصَّلاة في ليلة الإسراء والمعراج قبل هجرة النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى يثرب "المدينة المنور حاليًّا"- بخمس سنواتٍ، وقيل بثلاث سنوات، وقيل قبل الهجرة بسنةٍ ونصف، وهو موضع خلافٍ بين المؤرخين. وقد فُرضت الصّلاة في السَّماء السّابعة، عندما عُرِج بالنَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- وكان عددها خمسين صلاةً في اليوم واللّيلة، وحاول الرسول -عليه السلام- التخفيف وانقاص على المسلمين لتستقرّ في النهاية الصَّلاة المكتوبة على كُلِّ مسلمٍ مكلّفٍ بخمس صلواتٍ في اليوم واللَّيلة.
الصلوات لم تفرض جهراً أو سراً ، وإنما فرضت على النبي عليه الصلاة والسلام خمس صلوات في اليوم والليلة وذلك في معراج النبي عليه الصلاة والسلام إلى السماء في رحلته المشهورة ، وعلم جبريل عليه السلام نبينا عليه السلام كيفية الصلاة بواجباتها وسننها وعلمنا النبي عليه الصلاة والسلام ذلك وأمرنا عليه الصلاة والسلام أن نصلي بنفس طريقة صلاته كما جاء في الحديث المشهور ( صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري. وكان الصحابة بعد ذلك ينقلون لنا كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بكل تفاصيلها وكان من ضمن ما نقلوه جهره في بعض الصلوات وإسراره في بعضها الآخر: فكان عليه الصلاة والسلام يجهر في صلاة الفجر وفي الركعتين الأوليين من صلاة المغرب والعشاء وفي صلاة الجمعة. فعن البراء رضي الله عنه قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ " والتينِ وَالزيتُون " في العشاء ، وما سمعت أحداً أحسنَ صوتاً منه ( متفق عليه). و عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المَغْرِب بِالطّورِ( متفق عليه) وكان عليه الصلاة والسلام يسر في صلاة الظهر كاملة وفي صلاة العصر كاملة ، وفي الركعة الأخيرة من المغرب والركعتين الأخريين من العشاء.
ثم يقرأ سورة أخرى في الركعتين الأوليين قبل التشهد الأوسط ، وتكون الثانية بمقدار النصف من الأولى ، ولا يقرأ غير الفاتحة في الركعتين الأخيرتين. ثم يركع حتى يطمئن راكعا ، ويضع يديه على ركبتيه ويبسط ظهره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا صلاة لرجل إن لم يقيم ظهره) ، ويقول في الركوع سبحان ربي العظيم. ثم يعتزل قائما ، ويقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ، ويجوز قول (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، والشكر حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. ثم يسجد ثم يطمئن جالسا ثم يسجد ، وله أن يقول بين السجدتين( رب اغفر لي وارحمني ، واجبرني وعافني وارزقني) ، ويقول في السجود سبحان ربي الأعلى. وبعد إتمام الركعتين الأوليين يجلس جلسة الافتراش ويقول التشهد(التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، السلام علىَ أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) ، وكان الصحابة تقول حينها السلام عليك أيها النبي ، ولكن بعد وفاته أصبحوا يقولون السلام على النبي. ويكمل صلاته إذا كانت صلاة فردية ، أو زوجية ثم يقول التشهد الأخير ، ويصلي على النبي ، وهم جالس جلسة التورك،(التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).