الأحد 06/سبتمبر/2020 - 08:47 م من أسماء الله الحسنى، اسم الله «الجليل»، وفى اللغة: جل يَجِل أى عظم قدره، والجليل من له العز والغنى والقدرة والعظمة، وهو سبحانه أهل لأن يوصف بذلك، فإن كل ما فى العالم من جلال وكمال وحسن وبهاء لهو من أسرار الجليل. وفى دعاء ختم الصلاة: اللهم أنت السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.. والجليل هو الذى يكشف للقلوب بعض أوصاف عظمته وجلاله.. ومن الصعب الإحاطة باسم الجليل «ولا يحيطون بشىء من عمله إلا بما شاء» إلا بالقدر الذى سمح الله به. تقف أمام منظر طبيعى تسكن نفسك وتهدأ وتتأثر.. هذا من أثر اسم الله الجليل لماذا؟ تجلى على الكون فملأ قلبك بالجلال، لكن الناس تقف على جمال المنظر ولا تنتقل إلى جلال الخالق. اسم الجليل لم يرد فى القرآن، لكن ورد مشتقًا منه فى سورة الرحمن: «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ»، وفى نهاية السورة: «تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِى الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ». لو كتب الله لك زيارة بيته الحرام، لشعرت بجلال الكعبة وعظمتها، فما بالك برؤية الله عز وجل. وفى الصحيحين من حديث جرير بن عبدالله البجلى قال: كنا جلوسًا مع النبى، صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال: «إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا، لا تضامون فى رؤيته».
[٣] وبناء على هذه الأحاديث وغيرها التي تشير إلى وجود اسمٌ أعظم لله من بين أسمائه الحسنى، دون تحديد هذا الاسم وتعيينه، فقد تعددت آراء أهل العلم في تعيين اسم الله الأعظم، وسيتم بيان أقوالهم في هذا المقال. ما هو اسم الله الأعظم؟ تعددت آراء أهل العلم في بيان المقصود باسم الله الأعظم، وفيما يلي بيان ذلك: [٤] [٥] القول الأول إنكار وجود اسم الله الأعظم من بين كافة أسمائه الحسنى، وذلك لاعتقادهم أنّ لا اسم مفضل على اسم آخر؛ فلا يوجد التفضيل بين أسماء الله تعالى؛ وقد تكلّم هؤلاء القائلين بشأن الأحاديث السابقة الدالة عليه، من خلال ثلاثة أوجه: قالوا إنّ اعتبار معنى الأعظم هو العظيم؛ فلا وجود للتفاضل بين أسماء الله تعالى. قالوا إنّ الأحاديث النبوية الواردة في اسم الله الأعظم، هي باعتبار زيادة الفضل والأجر لمن دعا بذلك الاسم. قالوا إنّ اعتبار اسم الله الأعظم باعتبار حال الداعي؛ فمتى كان حال الداعي يستلزم اسماً معيناً، كان هو الاسم الأعظم في حال ذلك الداعي، فهو يشمل كل اسم من أسماء الله الحسنى. القول الثاني أنّ الله سبحانه وتعالى قد استأثر بالعلم لنفسه في معرفة هذا الاسم الأعظم، ولم يُطلع عليه أحداً من خلقه، حيث قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: "وقال آخرون: استأثر الله تعالى بعلم الاسم الأعظم ولم يطلع عليه أحداً من خلقه".
التفريغ النصي الكامل لله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى والصفات العلى، ومن أسمائه تعالى (البصير) فهو بصير لكل شيء، لا تخفى عليه خافية، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، فحري بالعبد المؤمن أن يستشعر هذا الاسم فيديم من مراقبته لله، ويحسن عمله ويتقنه؛ لينال رضا الله تعالى والفوز بجنته. معنى اسم الله (البصير) بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين. الاسم الثاني والثلاثون من أسماء ربنا الحسنى، وهو الاسم الذي يرد مقروناً بالسميع في غالب آي القرآن: وهو البصير. فهذا الاسم المبارك ورد في القرآن اثنتين وأربعين مرة: قال تعالى: وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة:265]. وقال تعالى: وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران:15]. وقال تعالى: إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ [الملك:19]. والبصر في اللغة: حاسة الرؤية, أو حس العين, والجمع: أبصار. يقال: رجل بصير. أي: مبصر، وهو خلاف الضرير. و(بصير) على وزن (فعيل) من البصر, ومعنى هذا الاسم في حق الله تعالى أنه الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسموات، لا تخفى عليه خافية, بل إن أخفى ما يكون مما يغيب عن أعين الناس يراه الله عز وجل، فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، ويرى جميع أعضائها الباطنة والظاهرة, ويرى سريان القوت في أعضائها الدقيقة, ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار وعروقها وجميع النباتات على اختلاف أنواعها وصغرها ودقتها, بل يرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة, وأصغر من ذلك.
ويأتي في الدرجة الثانية من القوة في كونه اسم الله الأعظم " الحي القيوم " ، وهو قول طائفة من العلماء ، ومنهم النووي ، ورجحه الشيخ العثيمين رحمه الله. والله أعلم
و(الإيحاء) الإلقاء إلى الغير، والمراد هنا ما يُلقيه الشياطين من الشُّبَه إلى أوليائهم، إما بطريق الكتابة إن قلنا: إن الشياطين من فارس، أو بطريق الوسوسة إن قلنا: إن الشياطين إبليس وجنوده. ومعنى ﴿ لِيُجَادِلُوكُمْ ﴾: ليخاصموكم ويُشبهوا عليكم في شأن الميتة، والجدال مأخوذ مِن الأجدل وهو طائر قوي، أو من الجدالة وهي الأرض، أو من الجدل وهو الفتل الشديد، واللام للتعليل، والضمير المرفوع للأولياء، والمنصوب للمؤمنين، والمخاطب بقوله: ﴿ وَإِنْ أطَعْتُمُوهُمْ ﴾ المؤمنون. وجواب الشرط: ﴿ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾، وحسن حذف الفاء منه لكون فعل الشرط ماضيًا. وقيل: إن الكلام على تقدير اللام الموطئة للقسم؛ أي ولئن أطعتموهم. وقوله: ﴿ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾ جواب للقسم المقدَّر، وعلى هذا فجوابُ الشرط محذوفٌ لسدِّ جواب القسم مَسدَّه، والجملةُ مُستأنَفة للتنفير والتهديد على الشرك في التشريع. وإنما وُصف مُطيعُهم بالشرك؛ لأن مَن أَحَلَّ شيئًا مما حرم الله، أو حَرَّم شيئًا مما أَحَلَّ الله، فهو شرك؛ لأنه أثبت حاكمًا غير الله، ومَن كان كذلك فهو مُشركٌ كما ثبت في حديث عَديّ بن حاتم الطائي، لَمَّا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ﴾ [التوبة: 31]، وقال: ما كنا نعبدهم يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: ((أما كانوا يُحِلُّون لكم ويُحرِّمون؟)).