حكمة اليوم لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا الصبربشارة من رب العالمين: إنها تلك البشارة التي يخبرنا بها المولى تبارك وتعالى في قوله: {وَبَشِّرِ} [البقرة: ١٥٥]، ليس في ذلك الموضع فقط، بل يذكر الله عز وجل الصبر والصابرين في تسعين موضعًا من كتابه، ومن عظمة تلك الصفة، فإن الله عز وجل يقرنها بعمود هذا الدين، وأساسه المتين، ألا وهو الصلاة، فيقول تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: ٤ ٥]. ثمار من شجرة الصبر: ولا يتوقف فضل الله عز وجل عن البشارة، بل إن الله تبارك وتعالى يرزق عباده الصابرين ثمارًا من شجرة الصبر، منها ما يلي: 1. حلقة في سلسلة ذهبية: إنها سلسلة حلقاته هم أشرف الخلق، هم شموس من شموس الكون، ورايات من رايات العدل والخير، إنها تلك السلسلة التي يخبرنا رب العزة فيقول: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: ٣٥]. 2. محبة عظيم العظماء: لو أن عظيمًا من عظماء الدين، أخبرك بأنه يُحبك ويُقدِّرك، لكانت تلك شهادة ووسام على صدرك، فكيف إن كان أعظم العظماء، قيوم السماوات والأرض! ليس ذلك فحسب، بل ويعلن عن هذه المحبة في قرآن يُتلى إلى يوم القيامة، فيقول جل شأنه: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: ١٤٦].
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا (كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام). توماس إيدسون. الكولونيل ساندرز، والذى يعد ثاني أشهر شخصية معروفة في العالم في عام 1976 م نظراً للوصفة السرية التى كان متميزاً بها ، كان في عامه الأربعين يطهو قطع الدجاج، ثم يبيعها للمارين على المحطة التي كان يديرها في مدينة كوربين بولاية كنتاكي الأمريكية، وهو كان يُجلس الزبائن في غرفة نومه لتناول الطعام، رويدًا رويدًا بدأت شهرته تتسع وبدأ الناس يأتون فقط لتناول طعامه، ما مكنه من الانتقال للعمل ككبير الطهاة في فندق يقع على الجهة الأخرى من محطة الوقود، ملحق به مطعم اتسع لقرابة 142 شخص. على مر تسع سنين بعدها تمكن ساندرز من إتقان فن طهي الدجاج المقلي، وتمكن كذلك من إعداد وصفته السرية التي تعتمد على خلط 11 نوع من التوابل الكفيلة بإعطاء الدجاج الطعم الذي تجده في مطاعم كنتاكي اليوم. كانت الأمور تسير على ما يرام، حتى أن محافظ كنتاكي أنعم على ساندرز، وعمره 45 سنة بلقب كولونيل تقديرًا له على إجادته للطهي، لولا عيب واحد اضطرار الزبائن للانتظار قرابة 30 دقيقة؛ حتى يحصلوا على وجبتهم التي طلبوها.
كان المنافسون (المطاعم الجنوبية) يتغلبون على هذا العيب بطهي الدجاج في السمن المركز ما ساعد على نضوج الدجاج بسرعة، على أن الطعم كان شديد الاختلاف؛ فاحتاج الأمر من ساندرز أن يتعلم ويختبر ويتقن فن التعامل مع أواني الطهي باستخدام ضغط الهواء؛ لكي يحافظ دجاجه على مذاقه الخاص، ولكي ينتهي من طهي الطعام بشكل سريع، كما أنه أدخل تعديلاته الخاص على طريقة عمل أواني الطبخ بضغط الهواء في مطبخه. ما أن توصل ساندرز لحل معضلة الانتظار وبدأ يُخدم زبائنه بسرعة، حتى تم تحويل الطريق العام فلم يعد يمر على البلدة التي بها مطعم ساندرز، فانصرف عنه الزبائن، بعدما بار كل شيء، اضطر ساندرز لبيع كل ما يملكه بالمزاد، وبعد سداد جميع الفواتير، اضطر ساندرز كذلك للتقاعد؛ ليعيش ويتقوت من أموال التأمين الحكومية، أو ما يعادل 105 دولارات شهريًا، لقد كان عمره 65 عامًا وقتها. بعدما وصل أول شيك من أموال التأمين الاجتماعي (الذي يعادل المعاشات في بلادنا) إلى الرجل العجوز، جلس ليفكر ثم قرر أنه ليس مستعدًا بعد للجلوس على كرسيِّ هزاز في انتظار معاش الحكومة، ولذا أقنع بعض المستثمرين باستثمار أموالهم في دجاج مقلي شهي، وهكذا كانت النشأة الرسمية لنشاط دجاج كنتاكي المقلي أو كنتاكي فرايد تشيكن، في عام 1952م.
3. أجر بدون حساب: نعم بدون حساب، كفى بتلك الثمرة جائزة من المولى جل وعلا، إنها تلك الثمرة التي تفوح رائحتها الحلوة من ثنايا قوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: ١٠]، ولعل الله عز وجل قد جزاهم من جنس عملهم، فهم لم يحاسبوا الله عند وقوع قضائه، فما تفوه أحدهم قائلًا: لماذا أنا يا رب؟! فجزاهم الله من دون حساب لهم أيضًا. 4. نجاح ونصر: وهو ما يربطه الله عز وجل بالصبر فيقول جل شأنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: ٢٠٠]، وفي موضع آخر يربط الله النصر بالصبر، فيقول تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: ٢٤]. 5. وداعًا للمشكلات: هل تريد أن تضع حدًّا نهائيًّا للمشكلات؟ ربما تقول ومن منا لا يريد ذلك، وكي تصل إلى علاج للمشكلات، فعليك بالتحلي بالصبر، فكما يقول بلانتوس: (الصبر هو أفضل علاج لأي مشكلة). كيف تجنى ثمار الصبر:- ولكن كيف يستطيع المرء التحلي بهذا الخلق الرفيع، ولذلك عدة سبل من أهمها ما يلي: 1.
ولا يتوقف فضل الله عز وجل عن البشارة، بل إن الله تبارك وتعالى يرزق عباده الصابرين ثمارًا من شجرة الصبر، منها ما يلي: 1. حلقة في سلسلة ذهبية: إنها سلسلة حلقاته هم أشرف الخلق، هم شموس من شموس الكون، ورايات من رايات العدل والخير، إنها تلك السلسلة التي يخبرنا رب العزة فيقول: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: ٣٥]. 2. محبة عظيم العظماء: لو أن عظيمًا من عظماء الدين، أخبرك بأنه يُحبك ويُقدِّرك، لكانت تلك شهادة ووسام على صدرك، فكيف إن كان أعظم العظماء، قيوم السماوات والأرض! ليس ذلك فحسب، بل ويعلن عن هذه المحبة في قرآن يُتلى إلى يوم القيامة، فيقول جل شأنه: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: ١٤٦]. 3. أجر بدون حساب: نعم بدون حساب، كفى بتلك الثمرة جائزة من المولى جل وعلا، إنها تلك الثمرة التي تفوح رائحتها الحلوة من ثنايا قوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: ١٠]، ولعل الله عز وجل قد جزاهم من جنس عملهم، فهم لم يحاسبوا الله عند وقوع قضائه، فما تفوه أحدهم قائلًا: لماذا أنا يا رب؟! فجزاهم الله من دون حساب لهم أيضًا. 4.