ويسألونك عن الجبال الشيخ عبدالله كامل - YouTube
السائلون عن أحوال الجبال يوم القيامة كفار مكة ، روى أنهم قالوا للرسول - صلى الله عليه وسلم - على سبيل الاستهزاء ، يا محمد إنك تدعى أن هذه الدنيا تفنى ، وأننا نبعث بعد الموت ، فأين تكون هذه الجبال ، فنزل قوله - تعالى -: ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً). وقيل: السائلون هم المؤمنون على سبيل طلب المعرفة والفهم. وقوله: ( يَنسِفُهَا) من النسف بمعنى القلع. يقال: نسفت الريح التراب نسفا - من باب ضرب - إذا اقتلعته وفرقته. أى: ويسألك - أيها الرسول الكريم - بعض الناس عن أحوال الجبال يوم القيامة ، فقل لهم: ينسفها ربى نسفا ، بأن يقلعها من أصولها ، ثم يجعلها كالرمل المتناثر ، أو كالصوف المنفوش الذى تفرقه الرياح. والفاء فى قوله: ( فَقُلْ) للمسارعة إلى إزالة ما فى ذهن السائل من توهم أن الجبال قد تبقى يوم القيامة. البغوى: قوله عز وجل: ( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا) قال ابن عباس: سأل رجل من ثقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تكون الجبال يوم القيامة؟ فأنزل الله هذه الآية. والنسف هو القلع ، أي: يقلعها من أصلها ويجعلها هباء منثورا. ابن كثير: يقول تعالى: ( ويسألونك عن الجبال) أي: هل تبقى يوم القيامة أو تزول؟ ( فقل ينسفها ربي نسفا) أي: يذهبها عن أماكنها ويمحقها ويسيرها تسييرا.
البعث والقيامة حقيقة لا مراء فيها، فقد أثبتها الله عز وجل في كتبه المنزلة، ولما جاء المشركون يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن مصير الجبال عندما تقوم الساعة، فأوحى الله عز وجل إلى نبيه أن يخبرهم عن الجبال أنها تنسف يوم القيامة، وتبقى الأرض قاعاً ليس فيها جبلاً ولا وادياً، وعليها يحشر الناس لميقاتهم، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. دأب أعداء الإسلام على صرف المسلمين عن القرآن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نفوز بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
هذا والله تعالى أسأل أن ينفعنا وإياكم بما ندرس ونسمع. قراءة في كتاب أيسر التفاسير هداية الآيات قال: [ من هداية الآيات: أولاً: بيان جهل المشركين في سؤالهم عن الجبال. ] قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ [طه:105]، كيف؟ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا [طه:105]، علمه الجواب. [ ثانياً: تقرير مبدأ البعث الآخر]. ولو كانوا يعقلون فالذي أوجد الجبال وما كانت بيده أن يبيدها ويزيلها. وفي هذا تقرير مبدأ البعث الآخر -كما علمتم- الإيمان بالدار الآخرة ركن الإيمان السادس وهو من أعظم الأركان، والذي لا يؤمن بيوم القيام والجزاء لا خير فيه والله أبداً، ولا يوثق فيه ولا يصدر منه خير أبداً. الكافر بيوم القيامة والبعث والجزاء لا يرجى منه خير أبداً، وهو شر الخلق. [ ثالثاً: لا شفاعة لغير أهل التوحيد، فلا يشفع مشرك ولا يشفع لمشرك]. لا شفاعة لغير أهل التوحيد، لا الكافر يشفع ولا يشفع فيه، وقد بينت لكم أنه لا بد وأن يأذن الله لمن أراد أن يشفع وبدون إذن لا تكون شفاعة. ثانياً: أن يشفع في من رضي الله عنه أن يدخل الجنة، فلو يشفع الرسول في أبي جهل والله ما يسمح له أبداً. مداخلة: [ رابعاً:] وأخيراً [ بيان خيبة المشركين وفوز الموحدين يوم القيامة].