[أخرجه أبو داود] كما يشيد الأزهر بدور أجهزة الدَّولة في تتبع أصحاب هذه الأفعال المشينة، وتقديمهم للعدالة؛ ليكونوا عبرة لكل من تُسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الأفعال، كما يناشد المُشرّعَ القانوني بتغليظ عقوبات كافة الجرائم التي تنتهك حرمة الحياة الخاصة أو تبتزّ الأبرياء بما قد يتسبب في إنهاء حياتهم حال زيادة الضُّغوط المُجتمعيَّة والنفسيَّة عليهم.
الشيطان عدوّ لك، فلا تتبع خطواته، واتخذه عدوًّا. {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 168- 169]. {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208]. {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6]. {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: 50]. {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53]. الشرح والإيضاح (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا). يُخاطب اللهُ تعالى جميع النَّاس؛ مؤمنهم وكافرهم، آذِنًا لهم بأن يأكلوا مِن جميع ما في الأرض من نباتاتٍ وحيوانات، بشرْط أنْ يكونَ حلالًا، وطاهرًا غيرَ ضارٍّ. ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه. (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ). أي: لا تسلكوا طريقَ الشَّيطان، ولا تَقتفوا أثرَه الذي أضلَّ فيه أتْباعه، وهو ما دعا إليه ممَّا هو خلاف طاعة الله عزَّ وجلَّ، ومن ذلك: تحريمُ ما أحلَّ اللهُ تعالى من المآكل، وتحليلُ ما حرَّم منها، والدَّعوة إلى تناوُل خبيثها، وتَرْك طيِّبها، لا تُطيعوا هذا العدوَّ الظاهر العدواة، الذي يُريد أنْ يقودَكم شيئًا فشيئًا إلى التَّهلُكة.
إن الله سبحانه نهى عباده المؤمنين عن اتباع خطوات الشيطان، وذلك أن للشيطان خطوات يستدرج فيها العبد، فأول خطواته الشرك فإذا عجز عنه انتقل إلى البدعة، ثم إلى الكبائر الموبقات، ثم إلى المعاصي والسيئات، ثم إلى الاشتغال بالمباح وترك الواجب، كما أنه يصد عن العبادة بتعليلات كاذبة ويحسن المعصية حتى الوقوع فيها تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان... ) المقصود بخطوات الشيطان وهذه الآية المباركة يأمرنا فيها ربنا جل جلاله بأن نتبع سبيله، وأن نسلك طريقه بطاعة أوامره، واجتناب نواهيه، وينهانا عن اتباع خطوات الشيطان، قال بعض المفسرين: (خطوات الشيطان) دروبه ومسالكه. تعريف صلاة الجمعة - موضوع. وقال بعضهم: (خطوات الشيطان) نزغاته. وقال بعضهم: (خطوات الشيطان) نذور المعاصي، أي: أن ينذر الإنسان معصية، جاء رجل إلى عامر الشعبي رحمه الله فقال له: إني نذرت أن أذبح ولدي، فقال: هذا من نزغات الشيطان، وأمره أن يذبح مكانه كبشاً؛ فلا يجوز للإنسان أن ينذر مثل هذا النذر، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه). وجاء رجل إلى ابن مسعود واستفتاه في أن امرأته قالت: هي يهودية أو نصرانية، وكل مملوك لها حر إن لم تطلق امرأتك.
ودَعوا خُطوات الشيطان - الذي يوبقكم فيهلككم، ويوردكم مَوارد العطب، ويحرّم عليكم أموالكم - فلا تتبعوها ولا تعملوا بها, إنه = يعني بقوله: " إنه " إنّ الشيطان, و " الهاء " في قوله: " إنه " عائدة على الشيطان = لكم أيها الناس " عدو مُبين " ، يعني: أنه قد أبان لكم عَداوته، بإبائه عن السجود لأبيكم، وغُروره إياه حَتى أخرجه من الجنة، واستزله بالخطيئة, وأكل من الشجرة. يقول تعالى ذكره: فلا تنتصحوه، أيها الناس، مع إبانته لكم العداوة, ودعوا ما يأمركم به, والتزموا طاعتي فيما أمرتكم به ونهيتكم عنه مما أحللته لكم وحرَّمته عليكم, دون ما حرمتموه أنتم على أنفسكم وحللتموه، طاعة منكم للشيطان واتباعًا لأمره. * * * ومعنى قوله: " حَلالا " ، طِلْقًا. لا تتبعوا خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر! - المجلس الأوروبي للأئمة. (62) وهو مصدر من قول القائل: " قد حَلَّ لك هذا الشيء ", أي صار لك مُطلقًا، (63) " فهو يَحِلُّ لك حَلالا وحِلا " ، ومن كلام العرب: " هو لك حِلٌّ", أي: طِلْق. (64). * * * وأما قوله: " طيبًا " فإنه يعني به طاهرًا غير نَجس ولا محرَّم. * * * وأما " الخطوات " فإنه جمع " خُطوة ", و " الخطوة " بعد ما بين قدمي الماشي. و " الخطوة " بفتح " الخاء " " الفعلة " الواحدة من قول القائل: " خَطوت خَطوة واحدةً".
فأتيت عبد الله بن عمر فقال: إنما هذه من نزغات الشيطان. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النور - الآية 21. وكذلك قالت زينب بنت أم سلمة ، وهي يومئذ أفقه امرأة بالمدينة ، وأتيت عاصم بن عمر ، فقال مثل ذلك. ثم قال تعالى: ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا) أي: لولا هو يرزق من يشاء التوبة والرجوع إليه ، ويزكي النفوس من شركها وفجورها ودسها وما فيها من أخلاق رديئة ، كل بحسبه ، لما حصل أحد لنفسه زكاة ولا خيرا ( ولكن الله يزكي من يشاء) أي: من خلقه ، ويضل من يشاء ويرديه في مهالك الضلال والغي. وقوله: ( والله سميع) أي: سميع لأقوال عباده) عليم) بهم ، من يستحق منهم الهدى والضلال.