وهل يحرّم الشرع بيان ذلك للناس؟! لا ندعي أننا نقف على باب الجنة ونملك تصاريح الإذن بالدخول، والعياذ بالله، وإنما ندعوا إلى إعطاء صاحب كل موقف مكانه المناسب، فثمة فرق بين الحكم على المصير الأخروي لشخص، وبين بيان مواقفه الدنيوية. نسأل الله السلامة _____________________________________________ *كاتب أردني، وباحث في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه
مجموع الفتاوى " ( 20 / 395). 5. ولما أُصيب المبتدع الضال " ابن أبي دؤاد " بالفالج – وهو " الشلل النصفي " -: فرح أهل السنَّة بذلك ، حتى قال ابن شراعة البصري: أفَلَتْ نُجُومُ سُعودِك ابنَ دُوَادِ... وَبَدتْ نُحُوسُكَ في جميع إيَادِ فَرِحَتْ بمَصْرَعِكَ البَرِيَّةُ كُلُّها... مَن كَان منها مُوقناً بمعَادِ لم يَبْقَ منكَ سِوَى خَيَالٍ لامِعٍ... فوق الفِرَاشِ مُمَهَّداً بوِسادِ وَخَبتْ لَدَى الخلفاء نارٌ بَعْدَمَا... قد كنت تَقْدحُهَا بكُلِّ زِنادِ.... " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي ( 4 / 155). 6. قال الخلاَّل – رحمه الله -: قيل لأبي عبد الله – أي: الإمام أحمد بن حنبل -: الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد ، عليه في ذلك إثم ؟ قال: ومن لا يفرح بهذا ؟. " السنَّة " ( 5 / 121). حديث اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم. 7. قال ابن كثير – رحمه الله – فيمن توفي سنة 568 هـ -: الحسن بن صافي بن بزدن التركي ، كان من أكابر أمراء بغداد المتحكمين في الدولة ، ولكنه كان رافضيّاً خبيثاً متعصباً للروافض ، وكانوا في خفارته وجاهه ، حتى أراح الله المسلمين منه في هذه السنَة في ذي الحجة منها ، ودفن بداره ، ثم نقل إلى مقابر قريش ، فلله الحمد والمنَّة.
عمر غازي قضية التعامل مع وفاة المخالفين أو الخصوم سواء في السياسة أو الفكر من القضايا الشائكة ذات الحساسية المفرطة، إذ يفصل فيها بين الإنسانية وانعدامها وبين العقل والعاطفة، وبين المبدأ واللا المبدأ، خيط رفيع! ربما يكون الإرث التراثي الذي نحمله في ذاكرتنا الجمعية عاملاً مساهما في هذا الالتباس وهو حديث (اذكروا محاسن موتاكم، وكفُّوا عن مساويهم)، على الرغم من أنه من الأحاديث الضعيفة من حيث السند إذ لا تثبت صحته وبالتالي لا يعتد به كمقولة ذات قدسية، وإن كان يحمل بعداً آخر أخلاقي من جهة، ومن جهة أخرى يكون مرد الاستشهاد بهذه المقولة والعمل بها مربوط بالجانب الشخصي للمتوفي، إذ ليس من المروءة الخوض في أعراض الأحياء فضلا عن المتوفين، كما أن الشماتة في الميت أو التشفي في الوفاة ليست من أخلاق النبلاء إذ الموت كأس وكل الناس شاربه!
تاريخ النشر: السبت 20 جمادى الأولى 1424 هـ - 19-7-2003 م التقييم: رقم الفتوى: 35054 243457 0 529 السؤال ما درجة حديث: (اذكروا محاسن موتاكم)؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالحديث رواه أبو داود والترمذي من حديث عمران بن أنس المكي عن عطاء عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذكروا محاسن موتاكم، وكفُّوا عن مساويهم. صحة حديث: (اذكروا محاسن موتاكم) | موقع المسلم. قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، سمعت محمدًا - يعني البخاري رحمه الله - يقول: عمران بن أنس المكي منكر الحديث، وروى بعضهم عن عطاء عن عائشة. اهـ والحديث حكم عليه الشيخ الألباني -رحمه الله- بالضعف. والله أعلم.
والحديث لا يشمل: 1- باب بيان الجرح والتعديل. 2- باب القضاء للوصول إلى الحق. وإنما في الأمور العامة: أ- مثل الخطب. ب- والمقالات. ت- والكلام العام ونحو ذلك. فلا يجوز في هذه الحالات: 1- ذكر موتى المسلمين بسوء. 2- ونبش قبورهم بالسوء. حديث اذكروا محاسن موتاكم حديث صحيح. 3- وذكر مساوئهم حتى لو كانت موجودة لأنها غيبة للميت فتكون أشد إثماً من غيبة الحي المنهي عنها. بل إن نصوص القرآن والسنة في النهي عن الغيبة عامة أو مطلقة للحي والميت، وإذا لم تكن العيوب موجودة فيه فهذا بهتان وإثمه أعظم من الغيبة. والله أسأل أن يحفظنا جميعاً عن الغيبة والنميمة والإيذاء المادي والمعنوي وسوء الأخلاق وأن يوفقنا لمكارم الأخلاق والاقتداء بالرسول العظيم صاحب الخلق العظيم. آمين يا رب العالمين.
2- بيان مساوئهم محظور ومحرم شرعاً. التخريج: رواه أبو داود في سننه (4900) وسكت عنه مما يدل على حسنه، والترمذي (1019)، وابن حبان في صحيحه (3020)، والطبراني في الأوسط (4/58) والكبير (12/438) والصغير (1/280)، والحاكم في المستدرك ( 1/385) والبيهقي (4/75) وجامع الأصول الحديث (8450). الحكم عليه: أولا- حكم على هذا الحديث بالضعف عدد من الأئمة بسبب وجود عمران بن أنس المكي، حيث قال فيه البخاري منكر الحديث، ولذلك قال النووي في الأذكار (204) إسناده ضعيف، وهكذا قال الألباني في ضعيف الجامع (739) وشعيب الأرناؤوط في تخريج العواصم (5/10) ولكنه ذكر رأيا آخر كما سيأتي. وقال الترمذي (1019) هذا حديث غريب، سمعت محمداً يقول عمران بن أنس المكي: منكر الحديث، وروى بعضهم عن عطاء عن عائشة. قال: وعمران بن أبي أنس مصري أقدم وأثبت من عمران بن أنس المكي. الدرر السنية. ثانيا: الحكم عليه بالصحة أو الحسن: أ- سكوت أبي داود على الحديث مع روايته في سننه يدل على أنه حسن، وهذا ما قاله في رسالته لأهل مكة: كل ما سكتُّ عنه فهو صالح. ب- تصحيح ابن حبان حيث رواه في صحيحه، وكذلك تصحيح الحاكم في المستدرك، حيث قال: صحيح الإسناد. ت- ذكره عبد الحق الإشبيلي (ت 581هـ) في الأحكام الصغرى (345) وقال في المقدمة: إنه ملتزم بذكر ما هو صحيح الإسناد وإن كان له كلام آخر في الأحكام الأخرى (2/550).