السؤال: أرجو أن توضحوا عقوبة تارك الصلاة وهو مؤمن بوجوبها، وأن توضحوا لنا -عافاكم الله- فضل صلاة الفجر وعقوبة من لم يؤدها في وقتها؟ الجواب: من ترك الصلاة فعقوبته القتل، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، قال الله سبحانه: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5] فدل على أنه من لم يقم الصلاة لا يخلى سبيله يقتل، أي يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وقال عليه الصلاة والسلام: إني نهيت عن قتل المصلين [1] فالمصلي لا يقتل إذا استقام. أما من ترك الصلاة فإنه يستتاب؛ فإن تاب وإلا وجب قتله مرتدًا على أصح القولين، وعند جماعة من أهل العلم لا يكون مرتدًا ولكن يكون قتله حدًا، إذا قلنا بأن تركها ليس بكفر أكبر، إذا كان يقر بوجوبها ولا يجحد، والصواب أن يقتل كفرًا إذا كان تاركًا لها يستتاب فإن تاب وإلا قتل كفرًا لا حدًا، ويبعد جدًا أن يقر بوجوبها ثم يصر على عدم فعلها حتى يقتل، هذا بعيد جدًا. والمقصود أنه يقتل كفرًا مطلقًا ما دام أبى أن يصلي ويستقيم فيقتل كفرًا، نسأل الله العافية، سواء كانت الصلاة فجرًا أو ظهرًا أو عصرًا أو مغربًا أو عشاء. عقوبة تارك الصلاة في الدنيا والآخرة - الشبكة الإسلامية - طريق الإسلام. والفجر لها شأن خاص لأنه يتكاسل عنها المنافقون وقد جاء في بعض الأحاديث الكثيرة؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا.
عباد الله! إن أحسن الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذَّ شذَّ في النار. عقوبة تارك الصلاة في الدنيا والآخرة والقبر. وصلوا على خير خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم حيث أمركم الله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] ويقول صلى الله عليه وسلم: ( من صلى علي صلاة صلىَّ الله عليه بها عشراً) اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر و عمر و عثمان و علي وعن سائر أصحابه أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين. اللهم أعزنا بالإسلام، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم من أراد بالإسلام والمؤمنين سوءاً فاشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فلا شك أن الصـلاة عماد الدين، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بين الرجل وبين الكفر ـ أو الشرك ـ ترك الصلاة. أخرجه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العهد ال ذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها، فقد كفر. رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي - وقال: حسن صحيح-، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، و الحاكم. وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. وقال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون من الأعمال شيئًا تركه كفر، إلا الصلاة. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: من ترك الصلاة، فقد كفر. رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة، و المنذري في الترغيب والترهيب. وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: من لم يصلِّ، فهو كافر. رواه ابن عبد البر في التمهيد، و المنذري في الترغيب والترهيب. عقوبة تارك الصلاة. ولا يخفى أن هذه العقوبة لمن ترك الصلاة بالكلية. أما من يصليها، لكنه يتكاسل في أدائها، ويؤخرها عن وقتها، فقد توعده الله بالويل فقال: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}، والويل هو: واد في جهنم ـ نسأل الله العافية ـ.
وقال عليه الصلاة والسلام: من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته، فإنه من يطلبه بشيء من ذمته يدركه ثم يكبه في النار [2].
بواسطة: Asmaa Majeed مقالات ذات صلة