قارئة الفنجان أغنية عبد الحليم حافظ غلاف ألبوم قارئة الفنجان الفنان عبد الحليم حافظ تاريخ الإصدار مصر أبريل 1976 اللغة عربية فصحى المدة حفلة الماركة صوت الفن الكاتب نزار قباني تلحين محمد الموجي تعديل مصدري - تعديل قارئة الفنجان هي قصيدة ألفها نزار قباني ، ولحنها محمد الموجي من مقام النهاوند، وغناها عبد الحليم حافظ في أبريل 1976 ، وتعتبر من أجمل وأشهر أغانيه. الخلفية بعد أن انتهى عبد الحليم حافظ من قراءة قصيدة لنزار قباني في إحدى دواوينه، وأعجب بها، قرر غنائها، لكنه كان معترضاً على بعض الكلمات في القصيدة، فحاول الاتصال بنزار قباني الذي كان يتنقل ما بين أكثر من دولة عربية وأوروبية، وبعد محادثات طويلة، اقتنع الشاعر بوجهة نظر عبد الحليم. [1] من الكلمات التي طلب عبد الحليم تغييرها: [1] التلحين استغرق محمد الموجي سنتين في تلحين القصيدة ﴿حسب ما قال في لقاء له مع مجلة "فن"﴾، وقد لحن بعض المقاطع أكثر من لحن وبمقامات موسيقية مختلفة لكي يختار عبد الحليم منها، فما كان من عبد الحليم إلا أن اختارها كلَّها، فمثلاً مقطع "بحياتك يا ولدي امرأةٌ" يغنيه عبد الحليم بلحنين مختلفين، وكذلك بالنسبة لمقطع "ستفتش عنها يا ولدي"، [2] وهذا الأمر نادر الحدوث في الغناء العربي.
[٤] التحليل اللغوي لقصيدة قارئة الفنجان القصيدة هي ابنة الألفاظ المستخدمة فيها، وهو ما حدث بالضبط مع الشاعر نزار قباني، الذي استخدم في قارئة الفنجان مجموعة من الأفعال المتراوحة، ما بين الفعل الماضي، والفعل المضارع الحاضر والقريب من المستقبل. [١] ولو دلّ ذلك على شيء فإنّما سيدل على الإيحاءات التي يُحملها نزار للقصيدة، مثل امتداد النص عبر الماضي والحاضر، وحتى المستقبل الذي تتنبأ العرّافة به، ومن تلك الكلمات: "جلست، تتأمل، قالت، ستموت". [١] استخدم الكاتب مجموعة من الجمل الاسمية مثل: "الحب عليك هو المكتوب، في بحر الحب بغير قلوع، مقدورك أن تمضي أبدًا، في الحب على حد الخنجر"، ليدلل على الثبات والرسوخ الذي تشعر القارئة به في أثناء قراءتها للفنجان، ولتُعطي انطباعًا لدى المُتلقي أنّ تلك النبوءة حاصلة لا محالة. [١] استخدم كثيرًا من الكلمات المُعرفة بأل؛ إذ تُستخدم هذه الأداة في الأحوال الطبيعية من أجل التفخيم والتعظيم، لم يهمل استخدام الكلمات المُنكرة مثل كلمة "شهيدًا"، حيث لم يُعرف بشيء عن الشهيد، ولا وقت استشهاده، ولا كيفية حصول ذلك، حتّى يهب المُتلقي فرصة التحيل والتفكير وليُبين البحر المتلاطم الذي يغرق فيه الرجل.
غناء القصيدة في عيد شم النسيم في أبريل 1976 غنى عبد الحليم هذه القصيدة، وبالرغم من أن أغلب الجمهور استقبلها باستحسان، إلا أن فئة منهم كانت تصدر الهتافات والصفير طوال الوقت، وليس في نهايات المقاطع كما هو معتاد، فقام عبد الحليم بقوله "بس بقه"، كما قام بالتصفير مثلهم، فأدى هذا بالصحف المصرية إلى أن تنتقده بحده، فحاول عبد الحليم في أكثر من لقاء توضيح موقفه، منها لقاءه مع مجلة آخر ساعة. وقد نُقل عن الفنانة سعاد حسني أن صفوت الشريف هو من دبر هذه الأحداث. وربما كان السبب الخلافات السابقة مع سعاد، وعبد الحليم. لكن لم يكن أحد يدري آنذاك أن هذه القصيدة هي آخر أغنية يقدمها عبد الحليم بعد ربع قرن من الغناء، ويمكن اعتبارها من أفضل أغانيه. حققت القصيدة نجاحاً كبيراً، فحتى عام 1993 كان قد بيع منها حوالي مليونين نسخة، ورغم أن هذا العدد ليس أكبر الأرقام، إلا أنها تحقق مبيعات متواصلة على مدى أكثر من ثلاثين سنة. كانت هذه الأغنية أيضاً من أفضل ما قدم محمد الموجي من ألحان، وهو الذي لحن أغنية "صافيني مرة" عام 1952، هي التي أدت إلى شهرة عبد الحليم، وقال الموجي في لقاء له مع مفيد فوزي أنه لم يقدم بعد "قارئة الفنجان" أغنية في مستواها، وإجمالا فإن أشهر لحن قدمه الموجي بعد وفاة عبد الحليم يمكن أن يكون أغنية "عيون القلب" من غناء نجاة الصغيرة.
وجدير بالذكر أن الموجي أثناء انشغاله بتلحين هذه القصيدة قام بتلحين أغنية وطنية جميلة من النوع الخفيف لعبد الحليم هي أغنية " النجمة مالت ع القمر ". لكن الأغنية مرت بأزمة كان من الممكن أن تقضي عليها في مهدها، إذ حدث احتباس في صوت محمد الموجي، فكانت هناك صعوبة في نقل اللحن إلى نوتات موسيقية، وعندما انتهى نقل النوتات، كان لا يزال على موعد الحفل 12 يوماً فقط، وكان عبد الحليم يجري تدريباته ﴿بروفاته﴾ عادةً في 45 يوماً، فقرر عبد الحليم إلغاء الحفل، لكنه تراجع بتأييد من صديقه مجدي العمروسي، وبعد أن أقسم أعضاء الفرقة الماسية، وعلى رأسهم قائدها أحمد فؤاد حسن، بأن يعملوا 12 ساعة يومياً على التدريبات. [3] غناء القصيدة عبد الحليم يغني قارئة الفنجان في آخر حفلاته الخارجية (دمشق 1976). في عيد شم النسيم في أبريل 1976 غنى عبد الحليم هذه القصيدة، [4] وبالرغم من أن أغلب الجمهور استقبلها باستحسان، إلا أن فئة منهم كانت تصدر الهتافات والصفير طوال الوقت، وليس في نهايات المقاطع كما هو معتاد، فقام عبد الحليم بقوله "بس بقه"، كما قام بالتصفير مثلهم، فأدى هذا بالصحف المصرية إلى أن تنتقده بحده، فحاول عبد الحليم في أكثر من لقاء توضيح موقفه، منها لقاءه مع مجلة آخر ساعة.
ثمَّ يختم بقوله عن لسان قارئة الفنجان: مقدوركَ أنْ تمشي أبداً في الحبِّ على حدِّ الخنجر وتظلّ وحيداً كالأصداف وتظلّ حزيناً كالصفصاف مقدوركَ أنْ تمضي أبداً في بحرِ الحبِّ بغير ِ قلوعْ وتحبُّ ملايين المراتْ وترجع … كالملك المخلوعْ. وبهذا نرى أنَّ القصيدة قد استنبطت من أحداث تاريخها موضوعاً لها, لكن الشاعر غلَّفه بما عُرف عنه من أنه شاعر الحب ، ومازالت حناجر المغنين وأوتار الملحنين تغرِّد وتعزف ، وما زالت فلسطين حكراً على غير أبنائها الأصليين على الرغم من المقاومة الشرسة التي تتعرض كلَّ يوم لِلإجهاض على الرغم من أشتد أوارها ، فظل الحبيب وحيداً من غير مناصرٍ بل وقضيته أضحت غريبة كالصفصاف ، فهو المُحبُّ لأرضه ، لكن كمن يبحر للحبيبة من غير قلوع, فآل حسب نبوءة القباني عائداً يجرُّ الحسرات والانكسارات كالملك المخلوع …. لكننا نرى جذوةً في الأفق من أن المسار الحقيقي لاسترداد فلسطين, هو النضال من أجل الله والحب ، وخير الجهاد هو الجهاد في سبيل الله من أجل تراب الوطن المغتصب. الهوامش: (1) الفلسفة الغربية المعاصرة, إشراف د. علي المحمداوي:2/ 1189 (2) المصدر نفسه: 1190 (3) الشعر العربي المعاصر قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية, د.
ولعل فلسطين لما حملته من وسامة وجمال وما فيها من أمنيات للقاء بها والعيش في ظلالها راح يتغزل بها كما يتغزل بفتاة يافعة الجمال, فنراه يصفها على لسان قارئة الفنجان بسرد قصصي ، يقول فيها: بحياتكَ يا ولدي امرأةٌ عيناها سبحانَ المعبودْ فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها موسيقى وورود لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ وطريقكَ مسدودٌ مسدودْ. فهي أجمل النساء ؛ لكن لا يمكن الوصول إليها لأن طريقها بات مسدودا ، وكأنه يخاطب الشباب العربي على الرغم من أمانيهم الكثار ممن سيتعلقون بحسنها وجمالها إلا أنَّ أنها صعبة المنال وعلى الرغم من أنَّ سماءهم ممطرة إشارة إلى الأمل المعقود لديهم لكن الطوفان هو أعلى منهم كما يرى الشاعر. ثم نراه يعرض الأسباب التي تحول دون الوصول لتلك الحبيبة النائمة في القصر المرصود من قبل آسريها: فحبيبةُ قلبكَ يا ولدي نائمةٌ في قصرٍ مرصودْ والقصرُ كبيرٌ يا ولدي وكلابٌ تحرسهُ وجنود وأميرة قلبك نائمةٌ من يدخل حجرتها مفقودْ من يطلب يدها … من يدنو من سورِ حديقتها مفقودْ من حاول فكّ ضفائرها يا ولدي مفقودٌ … مفقودْ.