وذكر أن ممن قال هذا القول ، معتب بن قشير ، أخو بني عمرو بن عوف. ذكر الخبر بذلك: 8094 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة ، قال: قال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير ، عن الزبير قال: والله إني لأسمع قول معتب بن قشير ، أخي بني عمرو بن عوف ، والنعاس يغشاني ، ما أسمعه إلا كالحلم حين قال: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا! 8095 - حدثني سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني أبي ، عن ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، بمثله. قال أبو جعفر: واختلفت القراء في قراءة ذلك. أول تعليق من حنان ترك بعد تعرضها لأزمة صحية | نجوم الفن | الموجز. فقرأته عامة قرأة الحجاز والعراق: ( قل إن الأمر كله) ، بنصب"الكل" على وجه النعت ل"الأمر" والصفة له. وقرأه بعض قرأة أهل البصرة: ( قل إن الأمر كله لله) برفع"الكل" ، على توجيه"الكل" إلى أنه اسم ، وقوله"لله" خبره ، كقول القائل: "إن الأمر بعضه لعبد الله.. وقد يجوز أن يكون"الكل" في قراءة من قرأه بالنصب ، منصوبا على البدل. [ ص: 324] قال أبو جعفر: والقراءة التي هي القراءة عندنا ، النصب في"الكل" لإجماع أكثر القرأة عليه ، من غير أن تكون القراءة الأخرى خطأ في معنى أو عربية.
وهذه الطائفة التي أنعم الله عليها بالنعاس هم المؤمنون الذين ليس لهم هم إلا إقامة دين الله، ورضا الله ورسوله، ومصلحة إخوانهم المسلمين. وأما الطائفة الأخرى الذين { قد أهمتهم أنفسهم} فليس لهم هم في غيرها، لنفاقهم أو ضعف إيمانهم، فلهذا لم يصبهم من النعاس ما أصاب غيرهم، { يقولون هل لنا من الأمر من شيء} وهذا استفهام إنكاري، أي: ما لنا من الأمر -أي: النصر والظهور- شيء، فأساءوا الظن بربهم وبدينه ونبيه، وظنوا أن الله لا يتم أمر رسوله، وأن هذه الهزيمة هي الفيصلة والقاضية على دين الله، قال الله في جوابهم: { قل إن الأمر كله لله} الأمر يشمل الأمر القدري، والأمر الشرعي، فجميع الأشياء بقضاء الله وقدره، وعاقبة النصر والظفر لأوليائه وأهل طاعته، وإن جرى عليهم ما جرى.
وقيل: الأمنة إنما تكون مع أسباب الخوف ، والأمن مع عدمه. وهي منصوبة ب أنزل ، ونعاسا بدل منها. وقيل: نصب على المفعول له; كأنه قال: أنزل عليكم للأمنة نعاسا. وقرأ ابن محيصن " أمنة " بسكون الميم. تفضل الله تعالى على المؤمنين بعد هذه الغموم في يوم أحد بالنعاس حتى نام أكثرهم; وإنما ينعس من يأمن والخائف لا ينام. روى البخاري عن أنس أن أبا طلحة قال: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد ، قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ، ويسقط وآخذه. يغشى قرئ بالياء والتاء. الياء للنعاس ،. والتاء للأمنة. وطائفة قد أهمتهم أنفسهم والطائفة تطلق على الواحد والجماعة. يعني المنافقين: معتب بن قشير وأصحابه ، وكانوا خرجوا طمعا في الغنيمة وخوف المؤمنين فلم يغشهم النعاس وجعلوا يتأسفون على الحضور ، ويقولون الأقاويل. ومعنى قد أهمتهم أنفسهم حملتهم على الهم ، والهم ما هممت به; يقال: أهمني الشيء أي كان من همي. وأمر مهم: شديد. وأهمني الأمر: أقلقني: وهمني: أذابني. والواو في قوله وطائفة واو الحال بمعنى إذ ، أي إذ طائفة يظنون أن أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - باطل ، وأنه لا ينصر. ظن الجاهلية أي ظن أهل الجاهلية ، فحذف. يقولون هل لنا من الأمر من شيء لفظه استفهام ومعناه الجحد ، أي ما لنا شيء من الأمر ، أي من أمر الخروج ، وإنما خرجنا كرها; يدل عليه قوله تعالى إخبارا عنهم: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا.