تشويه الرموز والمعنىّ ليس فقط الدعاة إلى الله، وإعلان الحرب عليهم، وتقديم دعاة طاعنين في الأصول بدعوى التحرر والتجديد، لكن المقصود هو النيْل من فكر هؤلاء وآثارهم الطيبة في تربية وتقويم وتصحيح الأفكار المرفوضة، التي تستهدف الدين وشبابه، وليس أدلّ على ذلك من الحرب التي تشن، على مدار الساعة، على المفكرين والإصلاحيين من أبناء الأمة، كالإمام "البنّا"، والمفكر "سيد قطب"، وغيرهم من رموز العلماء والدعاة والمصلحين؛ برغم أنهم في رحاب الله منذ سنين، إلا أن أثرهم الفكري قائم، ومدارسهم باقية وشامخة برغم قسوة المحن، والسعي لاجتثاث هذه المدارس، بل والرغبة الحثيثة في الاستئصال لكل ما هو إسلامي. ( 7 موقع بصائر، الغزو الفكري: الوسائل وسبل الإفشال) خاتمة هذه بعض الوسائل التي يسلكها أعداء الإسلام اليوم في سبيل غزو أفكار المسلمين وتنحية الأفكار السليمة الصالحة لتحل محلها أفكار أخرى غربية شرقية أو غربية، وهى كما نرى جهود جبارة وأموال طائلة وجنود كثيرون.. كل ذلك لإخراج المسلمين من الإسلام وإن لم يدخلوا في النصرانية أو اليهودية أو الماركسية؛ إذ يعتقد القوم أن المشكلة الرئيسية في ذلك هي "إخراجهم من الإسلام" وإذا تم التوصل إلى هذه المرحلة فما بعدها أسهل وميسور.
ولكن هؤلاء الزعماء الجدد وجدوا أنفسهم مضطرين بالقدر نفسه على ضرورة الانفتاح على البلدان العربية ذات الموقع الجغرافي الاستراتيجي المهم وصاحبة الامتيازات بالموارد الطبيعية الواعدة، الأمر الذي شجعهم على تعليم العربية وآدابها في المعاهد والكليات التي تأسست بعد قيام الثورة والدفع بمئات المستشرقين الروس إلى الواجهة الدبلوماسية للتبشير بمبادئ الثورة الروسية من خلال المطبوعات التي طبعت بموسكو وبطرسبورغ وكييف ولينينغراد ودفعت ترويجا للقيم السوفيتية الجديدة بين الأوساط الثقافية الشعبية في البلاد العربية التي كانت تعاني من نير الاحتلال الاستعماري متطلعة إلى يوم التحرير والخلاص. غير أن هذه الكتب لم تلق صدى واسعا عند القارئ العربي بالرغم من جودة طباعتها وصغر حجمها وأناقتها لأنها كانت في الغالب عبارة عن روايات وقصص خيالية روسية تمجد الثورة الروسية وتشجع على تكرار تجربتها في بلدان أخرى في شكل من أشكال الترويج الدعائي الذي لا يأخذ بالحسبان طبيعة البلاد العربية والإسلامية المربوطة بذاكرة عمرها خمسة عشر قرنا، الأمر الذي يدعوا إلى القول أن الاستشراق الروسي ظل نشاطا فكريا تغذيه عوامل غير ثابتة وتحثه مصالح متغيرة تفتقر إلى الاستراتيجيا الواضحة الملامح بخلاف ما كان عليه الاستشراق الأوربي الغربي مثلا.
التعليم إن التغذية الفكرية في الأصل، تأتي من المحاضن التربوية الرسمية ـ مدارس وكليات ـ لذلك، فما يتم توجيهه للشباب والفتيات يمثل ركيزة في بناء العقل، وكلما كانت المعلومات المرسلة للعقل تتماشى مع ديننا وحياتنا وفطرتنا النقية، كان البناء المنشود لهذا العقل متماسكاً وقوياً، بل ولديه حائط أمان قوي ضد أي انزلاق فكري، أو غزو يستهدف ثوابته وأصوله، لذلك، فَطِنَ كل كاره للدين لخطورة هذه النقطة، فأطلق العنان لإعلام الضلال؛ للنيل من ذلك. وكم سمعنا عن حذف الكثير من الآيات في المناهج والأحاديث، واستبدال الفرع بدل الأصل؛ ومحو هوية الشباب، حتى يخرج ذلك الشاب بعد سنوات لا يفقه في حياته أي شيء. وفي نفس الوقت، يتم النيْل من التعليم الأزهري، وعلوم الأصول والفقه بشكل كبير، بل تحويله لعلوم بسيطة جداً، والاكتفاء بالقليل من الفقه، وغالباً ما يكون فقهاً لاعلاقة له بجهادٍ أو شريعة. الاستشراق والعلاقات بين الشرق والغرب - المنشورات. إشهار الطاعنين نجد الكثير من الدعاة ـ أصحاب الفتاوى الشاذة ـ يتم تلميعهم، بل يُفرَضون على المواطنين ساعات طوال في الإعلام؛ ليتحدثوا ويفتوا فتاوى لا يقبلها العقل ولا المنطق، ولكن كل هذا ليس من سبيل الصدف، فالسعي لتحويل الأمة للتيه والانشغال بسفاسف الأمور أمر قائم، حتى لا يخرج مبدع أو مفكر عبقري، أو يكتب صاحب قلم صادق.
[1] انظر: محمد ياسين عريبي ، الاستشراق وتغريب العقل التاريخي العربي: نقد العقل التاريخي - الرباط: المجلس القومي للثقافة العربية، 199م - ص 142. [2] انظر: محمد ياسين عريبي ، الاستشراق وتغريب العقل التاريخي العربي: نقد العقل التاريخي - المرجع السابق - ص 142 ، وانظر في مجال تأثير النقل والترجمة: علي بن إبراهيم الحمد النملة ، النقل والترجمة في الحضارة الإسلامية - ط 3 - الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، 1427هـ/ 2006م ، ص 204. [3] انظر: محمد ياسين عريبي ، الاستشراق وتغريب العقل التاريخي العربي - مرجع سابق ، ص 143. [4] انظر: فنسان جيسير ، الإسلاموفوبيا - مرجع سابق - ص 66 - 73. [5] ستكون هناك وقفة أخرى مع الكاتبة الصحفية الروائية أرويانا فلاتشي، عند الحديث عن المحدد السادس عشر: الإعلام.
ولعل كتاب المستشرق الروسي دانتسيغ ( رحالة الروس للشرق الأوسط) من أوائل الكتب التي عالجت علاقة الروس من تجار وحجاج ورجال دين وعسكريون شاركوا في معارك في الأمصار الإسلامية النائية، وقد ضم الكتاب نصوصا عديدة لهؤلاء الرحالة تصور معاناتهم في الوصول للبلاد الإسلامية البعيدة وتحكي تصوراتهم وانطباعاتهم عن أهل هذه البلاد وعاداته وتقاليدهم الثقافية المتوارثة.
"متاهة الأرواح" هي الحلقة الرابعة بعد سجين السماء… 25 أكتوبر، 2018 رواية سجين السماء – كارلوس زافون "سجين السماء" هي الجزء الثالث من رباعية مقبرة الكتب المنسية أوظل الريح٬ متاهة الأرواح٬ ولعبة الملاك، في هذه الحلقة نحن… 10 يونيو، 2017 رواية لعبة الملاك – كارلوس زافون تدور أحداث رواية "لعبة الملاك" في برشلونة قبل عقدين من اندلاع الحرب الأهلية أي عشرينيات القرن الماضي وتوضح تفاصيل الظروف… 10 مايو، 2016 رواية ظل الريح – كارلوس زافون تدور القصة في مدينة برشلونة في وسط القرن العشرين حيث أن هناك رجل مسن اصطحب ولده دانييل إلى مكان يدعى… زر الذهاب إلى الأعلى
Load more images لعبة الملاك (مقبرة الكتب المنسية 2) 22, 95 € شكّلت رواية "لعبة الملاك" جزءًا من سلسلةٍ روائيّةٍ، ترتكز على "مقبرة الكتب المنسية" كثيمةٍ أدبيّة أساسيّة. ترتبط هذه الروايات بعضها ببعض عبْر الشخصيّات والمواضيع المتعددة؛ إلّا أنّ كلّ رواية منها مستقلّة عن الأخرى ومكتفية بذاتها. وقال أحد النقاد برهنت "لعبة الملاك على براعة مؤلّفها في نسج حبكةٍ جارفة وغنيّة بالإثارة والتشويق. روايةٌ ممتعة بكلّ تفاصيلها، تمنح كارلوس زافون لقب "ديكنز البرشلونيّ" بلا منازع. تدور أحداث الرواية في برشلونة قبل عقدين من اندلاع الحرب الأهلية أي عشرينيات القرن الماضي وتوضح تفاصيل الظروف والإرهاصات التي أدت إلى اندلاع شرارة الحرب التي راح ضحيتها أكثر من نصف مليون شخص. متوفر في المخزون أترغب في الحصول على خصمٍ دائم ومزايا أخرى خاصة بك؟ تعرّف أكثر حول " عضوية ناي " وانضم لأسرة مكتبة ناي! مقياس الأعداد المتبقية! الوصف تفاصيل المنتج مراجعات 0 طرق الدفع في متجر ناي عدد الصفحات 680 نوع الغلاف سوفت/عادي دار النشر منشورات الجمل يسمح فقط للزبائن مسجلي الدخول الذين قاموا بشراء هذا المنتج ترك مراجعة. من بريمن – ألمانيا آلاف الكتب جاهزة للشحن الفوري تزويد مراكز البيع بالكتاب العربي عروض خاصة و أسعار منافسة شحن لجميع أنحاء العالم سياسة شحن خاصة بشركتنا عمليات دفع آمنة 100% PayPal / MasterCard / Visa
أحسب أن الذهول لم يفارق القارئ منذ السطور الأولى إلى النهاية، وهو يتنقل وسط ألغام إبداعية، أتقن زافون زرعها ببراعة، بحبكة بوليسية محترفة، تحرم القارئ من التقاط أنفاسه، وكلما توقع القارئ نهاية الأزمة، وحل اللغز، دخل في دوامة أخرى بعد أن يختل توازنه، ويفقد ثقته بالأشخاص الذين كان يظن أنهم من الأخيار، ويعيد النظر في حقيقة الأشرار! أليثيا غريس الشخصية الأبرز والأكثر فاعلية في هذا الجزء، لم تظهر من قبل، وكانت مفاجأة غير متوقعة، نظرًا لما تعرضت له من إصابات في طفولتها إبان الحرب الأهلية، وبقيت تعاني من بعضها إلى النهاية، وكانت صاحبة اليد الطولى في القضاء على شياطين الظلام، وكشف جرائمهم القذرة، وتحالفاتهم الدنيئة.
فرانكو هو ذلك الديكتاتور الذي شاع ظلمه في البلاد، فلا مشكلة عند الديكتاتور وجنوده أن يقتل شاعر لأنه لم يتغنى باسمه، وهو ما حدث بالفعل حقيقة للشاعر أسبانيا الأول الذي قتلوه لمجرد أنه لم يغني لفرانكو، ولما سأله جنوده لماذا لم تغني له، صمت. نعم إن الصمت في زمن الديكتاتوريات جريمة تستحق القتل، سواء كنت شاعر أو سياسي، أو فنان، أو رجل دين، حقًا قد يقتلك الصمت، ويعد جريمتك الأولى التي تحاسب عليها، وقد يصل جم الحساب العظيم للقتل، الروح لمجرد الصمت. وكانت أسباب الحرب الأهلية في أسبانيا هي مثل حال كل البلاد التي يغيب فيها العدل، والحرية ويسود فيها الفقر ويتوغل فيها الجيش في نظام الحكم، والسيطرة على البلاد، وتغيب الحياة الديمقراطية، والأحزاب السياسية، وتسيطر قلة تحتكر المال على الحياة لتستعبد الشعب شخصية أخرى في الرواية وهي شخصية صاحب السلطة المتغطرس، الذي تستهويه مكانة السلطة وسطوتها، وتطرب أذنه كلمات الإطراء، والتمجيد حتى بقول القائد أو المدير، تلك الشخصية التي تتحكم في أكبر وأشهر سجون أسبانيا، وأكثرها وخشية وسوء سمعة بسبب التنكيل والتعذيب فيه، ويزيد هو الأمر سوء ليفرد سطوته أكثر. ومن خيوط تلك الشخصية العجيبة لذلك القائد الظالم يخرج الكاتب بالقارئ إلى متاهة ليعود به لمتاهة جديدة، حيث يتقدم هذا القائد لخطبة فتاة مريضة، ومعاقة، ليتخيل القاريء في لحظة أن الدافع وراء ذلك هو القلب، او حتى الرأفة.