( 6) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن حبيب عن ميمون بن أبي شبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب الحيي العفيف الحليم ، ويبغض الفاحش البذيء السائل الملحف. صور الحياء - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. ( 7) حدثنا أبو بكر قال حدثنا محمد بن بشر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة [ ص: 92] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار. ( 8) حدثنا أبو بكر قال حدثنا شبابة قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن مولى لأنس يقال له عبد الله قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه. ( 9) حدثنا أبو بكر قال: حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال: دخل عيينة على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستأذن ، فقالت عائشة: يا رسول الله ، من هذا ؟ قال: هذا أحمق مطاع في قومه ، قال: ثم أتي بشراب فاستتر ثم شرب فقال: يا رسول الله ، ما هذا ؟ قال: هذا الحياء خلة فيهم أعطوها وضيعتموها. ( 10) حدثنا أبو بكر قال: حدثنا شريك عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آخر ما أدرك الناس من كلام النبوة: إذا لم تستحي فافعل ما شئت.
والثَّاني: استعظام مسؤوله. وأمَّا حياء المحبَّة: فهو حياء المحبِّ مِن محبوبه، حتى إنَّه إذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحَيَاء مِن قلبه، وأحسَّ به في وجهه، ولا يدرى ما سببه، وكذلك يعرض للمحبِّ عند ملاقاته محبوبه ومناجاته له روعةٌ شديدةٌ، ومنه قولهم: جمال رائع، وسبب هذا الحَيَاء والرَّوعة، ممَّا لا يعرفه أكثر النَّاس. ولا ريب أنَّ للمحبَّة سلطانًا قاهرًا للقلب، أعظم مِن سلطان مَن يقهر البدن، فأين مَن يقهر قلبك وروحك إلى مَن يقهر بدنك؟ ولذلك تعجَّبت الملوك والجبابرة مِن قهرهم للخَلْق، وقهر المحبوب لهم وذلهم له، فإذا فاجأ المحبوب مُحِبَّه ورآه بغتةً: أحسَّ القلب بهجوم سلطانه عليه فاعتراه روعةٌ وخوف... الحياء من الله - ملفات متنوعة - طريق الإسلام. وأمَّا الحَيَاء الذي يعتريه منه -وإن كان قادرًا عليه كأمته وزوجته- فسببه والله أعلم أنَّ هذا السُّلطان لـمَّا زال خوفه عن القلب، بقيت هيبته واحتشامه، فتولَّد منها الحَيَاء، وأمَّا حصول ذلك له في غيبة المحبوب فظاهرٌ لاستيلائه على قلبه، فوهمه يغالطه عليه ويكابره حتى كأنَّه معه. وأمَّا حياء العبوديَّة: فهو حياء ممتزجٌ مِن محبَّة وخوف، ومشاهدة عدم صلاح عبوديَّته لمعبوده، وأنَّ قدره أعلى وأجلُّ منها، فعبوديتَّه له توجب استحياءه منه لا محالة.
وفي مجتمع بلادنا كثير من الأخطاء، ومؤسف جداً ما وصل إليه حال كثير من الفتيات في مجتمعنا وما انتشر من مجاهرتهن بكثير من المخالفات، ويشكر كل من يسعى إلى التصحيح والإنكار بالأساليب الشرعية وبالحكمة وبالتي هي أحسن، ومن المعلوم بداهة أن الجهود في السابق مستمرة ولاتزال، إلا أنها تكاد تكون جهوداً فردية!! وإلى الله المشتكى فلم يكن لها من الثمار الواضحة في تغيير مظهرنا العام وإيقاف الظواهر الغريبة التي تزداد بمرور الأيام. الحياء من ه. ومن باب المشاركة في هذه القضية ـ التي أقضت مضاجع الكثيرين وتفطرت لها قلوب أهل الإيمان، واقشعرت لها جلود أهل الغيرة ـ فإني أقول. الواقع المؤلم لحال كثير من الفتيات فيه: التبرج والسفور ولبس الضيق من الثياب، اختلاط بين فتيان وفتيات، وخلوات مريبات تتفطر برؤيتها الأكباد، وإركاب في السيارات أمام الملأ من ذوي الهيئات، طربٌ ورقص في ساحات الحفلات، ممارسات مستفزة في كثير من الحدائق والمنتزهات، بل واكتظت بذلك أفنية كثير من المعاهد والجامعات!! رفع للصوت أمام الرجال، بل ضحكات مزعجات، وغير ذلك، فرحماك ربي رحماك. واقع مؤلم يبعث في ذوي الغيرة والإيمان وأهل البصيرة وعلو الشأن الهمة العالية للنصح والبيان، أخذاً بالأسباب وإقامة للحجة والبرهان، والهداية بيد مقلب القلوب الملك الرحمن.
ومن الحياء أن يتوقى الإنسان ويتحاشى أن يؤْثَر عنه سوء، أو تتلطخ سمعته بما لا يليق، وأن يحرص على بقاء سمعته نقية من الشوائب، بعيدة عن الإشاعات السيئة. وإن من الحياء أن يعرف لأصحاب الحقوق منازلهم ومراتبهم، فيؤتي كل ذي فضل فضله. فالابن يوقر أباه، والتلميذ يحترم المعلم، والصغير يتأدب مع الكبير. فلا يسوغ أن يرفع فوقهم صوته، ولا أن يجعل أمامهم خطوة.
وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا الشأن منها: ـــ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ (وَهُوَ الْبَدْرِيُّ) ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) رواه البخاري. وللحديث تفسيران: أَحَدُهُمَا ظَاهِرٌ وَهُوَ المَشْهُورُ: أَيْ إِذَا لَمْ تَسْتَحِ مِنَ العَيْبِ وَلَمْ تَخْشَ العَارَ مِمَّا تَفْعَلُهُ فَافْعَلْ مَا تُحَدِّثُكَ بِهِ نَفْسُكَ مِنْ أَغْرَاضِهَا حَسَنًا كَان أَوْ قَبيحاً، وَلَفْظُهُ أَمْرٌ، وَمَعْنَاهُ تَوْبِيخٌ وَتَهَدِيدٌ، وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ الذَّي يَرْدَعُ الإنْسَانَ عَنْ مُوَاقَعَةِ السُّوءِ هُوَ الحَيَاءُ، فَإِذَا انْخَلَعَ مِنْهُ كَانَ كَالمَأْمُور بِارْتِكَابِ كُلِّ ضَلالَةٍ، وَتَعَاطِي كُلِّ سَيِّئَةٍ. وَالثَّانِي أَنْ يُحْمَلَ الأَمْرُ عَلَى بَابِهِ، وَيَكُونُ المَعْنَى: إِذَا كُنْتَ في فِعْلِكَ آمِناً أَنْ تَسْتَحْيِيَ مِنْهُ لِجَرْيِكَ فِيهِ عَلَى سَنَنِ الصَّوَابِ، وَلَيْسَ مِنَ الأَفْعَالِ الَّتِي يُسْتَحْيَا مِنْهَا، فَاصْنَعْ مِنْهَا مَا شِئْتَ وعنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ( الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ) متفق عليه.
عناية عليّ بن أبي طالب بالقضاء بين الناس وباللغة العربية يُعَدّ عليّ بن أبي طالب أوّل خليفةٍ يُخصّص يوماً للنظر في المظالم، والنظر في أمور الناس، وقد نُقِل أنّ قواعد علم النحو وُضِعت في عهده -كرّم الله وجهه-؛ فقد دخل عليه يوماً أبو الأسود الدؤليّ، وكان بيده رُقعة كُتِب عليها شيء من قواعد اللغة العربية، فاستفسر عن بعض الأمور فيها، وأخبره بأن يضع قواعد النحو؛ لأنّه خاف على ضياع اللغة العربية؛ بسبب دخول الأعاجم في الإسلام، واختلاطهم بالمسلمين العرب؛ ممّا يمكّنهم جميعاً من الرجوع إلى مرجع واحد في اللغة العربية.
ثم قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أوَّلُ جيشٍ من أُمَّتي يَغزون مدينةَ قَيصَرَ مغفورٌ لهم"، فقلتُ: أنا فيهم يا رسولَ اللهِ؟ قال: لا". [2] أقوال العلماء في معاوية بن أبي سفيان تعد أقوال العلماء والفقهاء في أي شخص ذات قيمة ووزن لما لهم من العلم والعدل في الحديث عن الأشخاص، ومن بين الذين تناولهم العلماء بالخير الكثير معاوية بن أبي سفيان، وأدناه بعض ما قيل عن الصحابي رضي الله عنه. اهم اعمال علي بن ابي طالب في. _ سُئِل عبد الله بن المبارك عن معاوية بن أبي سفيان ذات مرة أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول الله فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد. فما بعد هذا؟ وبلفظ قريب منه عند الآجري في كتابه الشريعة. _ ويروي الطبري مرفوعًا إلى عبد الله بن عباس قوله: "ما رأيت أحدًا أخلق للملك من معاوية، إن كان ليرد الناس منه على أرجاء وادٍ رَحْب". _ ويروي ابن الأثير في أسد الغابة عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: "ما رأيت أحدًا بعد رسول الله أسود من معاوية، فقيل له: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ فقال: كانوا -والله- خيرًا من معاوية وأفضل، ومعاوية أسود".