دفنه حُمل رضوان الله عليه إلى منزله، وبعد أن استيقظ من إغمائه، سأل من حوله هل صلى الناس، لم يهتم بما حصل له، وبمن قتله، وما هي أسباب قتله، بل كان جلّ همه وتفكيره منصباً حول الصلاة، فهو أعلم الناس رضوان الله بأهميتها، ثم أشار عليهم في مسألة الخلافة بأن ينتخبوا أحداً من بينهم، ثم طلب من ابنه عبد الله بن عمر أن يذهب إلى سيدتنا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، ويستأذنها بأن يُدفن بجوار صاحبيه، ويقصد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وخليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق رضي الله، وأوصى ابنه أن لا يقول أمير المؤمنين، فهو يعتبر بأنّ أمر خلافته قد انتهى في هذا اليوم. وأوصى سيّدنا عمر ابنه أنه عندما تُقبض روحه أن يستأذن بإدخاله، فإن أذن له يدخلوه، وإلا يردوه إلى مقابر المسلمين، وبعد أن قُبضت روحه، أخذوه ليدفنوه، واستأذنوا، فأذنت لهم سيدتنا عائشة رضي الله عنها بذلك، ودفن رضي الله عنه بجوار صاحبيه الرسول عليه الصلاة والسلام، وأبو بكر الصدّيق رضي الله عنه في المدينة المنورة.
نشأ عمر في البيئة العربية الجاهلية الوثنية على دين قومه، كغيره من أبناء قريش. كان عمر بن الخطاب معاديا للإسلام، وأكثر أهل قريش أذى للمسلمين وكان غليظ القلب تجاههم. خشي من تفرق قريش وذهاب شبابها بعد الهجرة إلى الحبشة، فقرر الحيلولة دون ذلك بقتل النبي مقابل أن يقدم نفسه لبني هاشم ليقتلوه. إسلام عمر بن الخطاب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن يسلم عمر لقوته ومكانته، فكان يقول: (اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب). أسلم في السنة السادسة من النبوة وله سبع وعشرون سنة. اين دفن عمر بن الخطاب موضوع. لم يزل الإسلام في اختفاء حتى أسلم عمر. وقال ابن مسعود: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر. وقد فرح رسول الله بإسلامه كما فرح المسلمون، لأنه بإسلامه ظهر الإسلام، ودُعي إليه علانية، يقول ابن مسعود: "ما كنا نقدر أن نصلّي عند الكعبة حتى أسلم عمر". أعمال عمر بن الخطاب في الإسلام علمه: يقول ابن مسعود إن عمر كان أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا في دين الله. ورعه وزهده: أصاب الناس سنة جوع فما أكل عامه ذلك سمنا ولا سمينا، قال أنس: رأيت بين كتفي عمر أربع رقاع في قميصه. في خلافة أبي بكر الصديق كان عمر مستشارا لأبي بكر وقد قال أبو بكر الصديق مرة: "ما على ظهر الأرض رجل أحبّ إليَّ من عمر".
السيدة عائشة بنت أبى بكر الصديق، زوجة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، هى ثالث زوجاته بعد السيدة خديجة والسيدة سودة بنت ذمعة، وتمر اليوم ذكرى رحيلها الـ1342، إذ رحلت أم المؤمنين فى 13 يوليو عام 678م، فى آخر عهد الخليفة الأموى معاوية بن أبى سفيان. كانت أم المؤمنين عائشة، تمنى نفسها بالدفن إلى جانب حبيبها زوجها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ووالدها الصديق أبى بكر رضى الله عنه، فى الروضة الشريفة، حيث كانت أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى تقيم فى الجزء الشمالى منها، إلا أن الذى دفن بجانبهما كان الفاروق عمر بن الخطاب. اين دفن قاتل عمر بن الخطاب - إسألنا. وبحسب ما قاله الإمام مالك: قال عمر بن الخطاب حين حضرته الوفاة: إنى كنت استأذنت عائشة إذا مت أن أدفن فى بيتها، فقالت: نعم، وإنى لا أدرى لعلها قالت ذلك من أجل سلطانى، فإذا مت فاسألوها ذلك، فإن قبلت فادفنونى فيه، وإن أبت فانصرفوا بى. وقال الإمام مالك أيضا: بلغنى أن عائشة كانت تدخل البيت الذى فيه قبر النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبى بكر حاسرة، فلما دفن فيه عمر لم تكن تدخله إلا جمعت عليها ثيابها. أما عن الموقع الذى دفنت فيه بنت الصديق أبى بكر، فقد أوصت عائشة رضى الله عنها بأن تدفن فى البقيع مع أزواج النبى عليه الصلاة والسلام، وقد أنزلها قبرها بنو أخيها القاسم بن محمد بن أبى بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر، وعبد الله بن عتيق، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن الزبير رضوان الله عليهم جميعا.
عمر بن الخطاب هو أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي رضي الله عنه، كان قد لقب بالفاروق لشدة عدله وتفريقه بين الحق والباطل، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وثاني الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر الصديق، كان عمر بن الخطاب تاجرا من تجار قريش وأشرافها، وكان يعرف بشدته وغلظته وشجاعته، وكان من أكثر الناس عداوة للرسول صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه.