حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ) قال: يكونون نطفا, ثم يكونون علقا, ثم يكونون مضغا, ثم يكونون عظاما, ثم ينفخ فيهم الروح. حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ) خلق نطفة, ثم علقة, ثم مضغة. وقال آخرون: بل معنى ذلك: يخلقكم في بطون أمهاتكم من بعد خلقه إياكم في ظهر آدم, قالوا: فذلك هو الخلق من بعد الخلق. * ذكر من قال ذلك: حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ) قال: خلقا في البطون من بعد الخلق الأول الذي خلقهم في ظهر آدم. أردوغان : أنقذنا مئات آلاف اللاجئين من الغرق في ظلمات البحر. وأولى القولين في ذلك بالصواب, القول الذي قاله عكرمة ومجاهد, ومن قال في ذلك مثل قولهما, لأن الله جلّ وعزّ أخبر أنه يخلقنا خلقا من بعد خلق في بطون أمهاتنا في ظلمات ثلاث, ولم يخبر أنه يخلقنا فى بطون أمهاتنا من بعد خلقنا في ظهر آدم, وذلك نحو قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً... الآية.
حقائق علمية: تمر عملية تخلّق الجنين في بطن الأم عبر ظلمات ثلاث هي: الظلمة الأولى: ظلمة جدار البطن. الظلمة الثانية: ظلمة جدار الرحم. الظلمة الثالثة: ظلمة المشيمة بأغشيتها. التفسير العلمي: قال الله تعالى في كتابه العزيز: { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [الزمر: 6]. تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الجنين يمر تخلقه عبر ظلمات ثلاث في بطن أمه، ولقد ذكر علماء التفسير قديماً بأن الظلمات الثلاث هي: "ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة"، وهو قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك. تأخذ البويضة الملقّحة المعروفة بالـ "زيجوت" (Zygot) بعد عملية الإخصاب مدة ثلاثة أسابيع لتكوّن أول كتلة بدنية تُعرف بالحميل، ثم ينمو هذا الحميل ليتحول إلى جنين مع مطلع الأسبوع التاسع، بعدها ينتقل الجنين في نموه من مرحلة إلى أخرى داخل ظلمات ثلاث. ولم يتوصل العلم إلى الكشف عن هذه الظلمات إلا مؤخراً في القرن العشرين، حيث قامت الثورة التكنولوجية وبواسطة آلات التنظير الجوفي (endoscopies) بالكشف عنها ورؤيتها.
[١٠] ما هي الظلمات الثلاث عند الطنطاوي؟ لقد شرح المفسر محمد سيد طنطاوي الظُّلمات الثَّلاث الواردة في قوله تعالى: { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ}، [١] في تفسيره الوسيط بأنَّها ظلمة غشاءٍ يكون هذا الغشاء بداخل ظلمة رحم المرأة ليكونا هما الاثنان داخل ظلمة بطن الأم. [١١] المراجع [+] ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر سورة الزمر، آية:6 ↑ ابن كثير، تفسير ابن كثير ت سلامة ، صفحة 86. بتصرّف. ^ أ ب الطبري أبو جعفر، تفسير الطبري جامع البيان ت شاكر ، صفحة 259. بتصرّف. ↑ البغوي أبو محمد، تفسير البغوي طيبة ، صفحة 109. بتصرّف. ↑ الرازي فخر الدين، تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ، صفحة 424. بتصرّف. ↑ عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي تيسير الكريم الرحيم ، صفحة 719. بتصرّف. ^ أ ب القرطبي شمس الدين، تفسير القرطبي ، صفحة 236. بتصرّف. ↑ ناصر الدين البيضاوي، تفسير البيضاوي أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، صفحة 37. بتصرّف. ↑ المحلي جلال الدين، تفسير الجلالين ، صفحة 606. بتصرّف. ↑ الزجاج، معان القرآن وإعرابه للزجاج ، صفحة 345. بتصرّف. ↑ محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط ، صفحة 198.