تفسير: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير} لكن تحريم الخمر كان بتدرج، وبمناسبة حوادث متعددة، فإن الناس قبل تحريمها، كانوا مولعين بشربها، فأول ما نزل صريحًا في التنفير منها، وتحريمها، قول الله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ {البقرة:219}. 1 لماذا حرم الله الخمر؟ لا شَكَّ أنَّ حَقِيْقَةَ الدُّفِّ: هُوَ آلَةٌ مِنْ آلاتِ المَلاهِي مُدَوَّرٌ مِنْ جِلْدٍ، لا خُرُوقَ فِيْهِ ولا جَلَاجِلَ، ومَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ حَرَامٌ بِلا. ومنه " استهلال " الصبي، إذا صاح عند سقوطه من بَطن أمه, " واستهلال " المطر، وهو صوت وُقوعه على الأرض, كما قال عمرو بن قميئة: ظَلَـمَ البِطَـاحَ لَـهُ انْهِـلالُ حَرِيصَـةٍ فَصَفَـا النِّطَـافُ لَـــهُ بُعَيْــدَ المُقْلَــعِ 27 واختلف أهل التأويل في ذلك. حكم استعمال الآلات الغناء والمعازف. 12
لماذا حرمت المعازف
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ، ورنّة عند مصيبة) قال المنذري: رواه البزار ورواته ثقات ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (3527). وروى أبو داود (3685) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْكُوبَةِ وَالْغُبَيْرَاءِ وَقَالَ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود. والكوبة هي الطبل. والغبيراء شراب مسكر يتخذ من الذرة. فهذه دلالة السنة ، مع الإجماع ، كما تقدم. وكثير من المحرمات ، لم يثبت في تحريمها إلا حديث واحد ، فكيف بهذه المعازف التي ثبت في تحريمها عدة أحاديث. فإذا خلا الغناء من المعازف ، وكان بكلام مباح ، ولم يكن من امرأة لرجال ، فلا حرج فيه. والله أعلم.