قد يتوقع المرء أن الجزء الصغير من الإلكترونات الذي يشكل أزواج كوبر هو الذي يسهم فحسب في التوصيل الفائق، ولكن في الواقع جميع الإلكترونات في غاز فيرمي تشارك في هذه العملية. وبالتالي، فإن كثافة الإلكترونات فائقة التوصيل (كثافة المائع الفائق) تساوي تقريبًا مجموع كثافة الإلكترونات، وهو التنبؤ الذي تم تأكيده تجريبيًّا في العديد من الموصِّلات الفائقة "التقليدية" 1. الموصلات فائقه التوصيل للكهربيه. إنّ الوضع أقل وضوحًا ومباشرةً في حالة موصلات أكسيد النحاس الفائقة، لأن الإلكترونات في هذه تتفاعل بقوة4؛ حيث تتصرف الإلكترونات مثل سيارات على طريق سريع 6 ، مشكِّلةً ازدحامًا مروريًّا (ما يعرف بـ"عازل موت" 7) عندما تكون الكثافة عالية. وتعادل إشابة النظام تقليل كثافة السيارات على الطريق السريع؛ مما يؤدي إلى ظهور نوع من الحركة المتقطعة. والنتيجة هي زيادة درجة الحرارة الحرجة مع الإشابة، لتصل الى أقصى درجة عند مستوى يُعرف بالإشابة المثلى. في النُّظُم زائدة الإشابة (عندما تزداد الإشابة إلى ما بعد مستوى الإشابة المثلى)، نجد أن السيارات (الإلكترونات) تتحرك بحرية أكبر، ولا تتفاعل بقوة؛ مما يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة الحرجة. وفي هذا النظام ضعيف التفاعل، قد يتوقع المرء أن يصبح النظام متوافقًا مع نظرية باردين-كوبر-شريفر 4.
محمد سالم الليد؛ منشورات الدار الأكاديمية – طرابلس - الطبعة الأولى - 2009. 4- د. رأفت كامل واصف – أساسيات
إن ظاهرة الطفو تحصل عندما يتم محاولة وضع قطعة مغناطيس في أعلى موصل فائق أو العكس. سوف يظل الجسم العلوي معلقاً في الهواء (طافياً) سواء كان المغناطيس أو الموصل نفسه. أنظر شكل 6. وأما في ظاهرة التعليق فيختلف الأمر في المبدأ الذي يعتمد عليه وهو أصعب كثيراً في شرح فكرته من مسألة الطفو. في هذه الحال يتم تقريب مغناطيس دائم من قطبه الجنوبي إلى الموصل أولاً مع إرغام الأخير على عدم الحركة. يؤدي ذلك إلى تمغنطه سلباً، ثم يتم إبعاد المغناطيس الدائم بسرعة معينة. فيزياء المواد المكثفة: الإلكترونات فائقة التوصيل المفقودة | NEWS & VIEWS. أثناء ذلك تنعكس مغناطيسية الموصل الفائق (بسبب المجال المغناطيسي المحتبس حوله) فتصبح إيجابية (شمالية) فتنجذب لقطب المغناطيس الجنوبي. إنها قصة حب لم تكتمل! لقد أوقع المغناطيس الموصل في حباله أولاً ثم انسحب فلحق به الموصل راغباً في القرب منه! إن وضع الموصل في هذه الحال مختلف تماماً عن قطعة مغناطيس بقرب مغناطيس آخر حيث يؤدي ذلك – كما هو معروف – إلى انجذاب بعضهما لبعض ولصوقهما أخيراً. أما في حالة الموصل والمغناطيس؛ فتقل القوة الجاذبة لدى الموصل كلما اقترب من المغناطيس وتزيد كلما ابتعد! فيظل في مكان محدد لا يتعداه معلقاً في الهواء لا هو قادر على الاقتراب ولا على الفراق.
يوضح بوزوفيتش وآخرون 5 في بحث نُشر في دورية Nature أنه حتى هذا النظام الذي تعرَّض لزيادة الإشابة غريب ومخالف للقاعدة، وهو اكتشاف له آثار على فهْمنا الأساسي للتوصيل الفائق. في علم الإحصاء الكَمِّي، يمكن لجسيمات تُسمى بوزونات أن توجد في الحالة الكمية نفسها، في حين أن جسيمات الفرميون يجب أن تشغل حالات مختلفة، وهو تقييد يُسمى بمبدأ استبعاد باولي. وإذا شغل العديد من البوزونات أدنى حالة طاقة للنظام (وهي حالة تعرف باسم تكاثف بوز)؛ يحدث تضخيم للسلوك الكمي المجهري إلى المقياس العياني الذي يُرى بالعين المجردة، والنتيجة هي التوصيل الفائق. مقدمة في الموصلات الفائقة (الجزء 1) - مجلة الباحثون المصريون العلمية. تشرح نظرية باردين-كوبر-شريفر كيف يمكن للإلكترونات أن تشكل تكاثف بوز، على الرغم من أنها فرميونات. إنّ الحالة الطبيعية للفرميونات هي غاز فيرمي، حيث تملأ الجسيمات أدنى مستويات الطاقة في النظام، وفقًا لمبدأ استبعاد باولي. والحد الفاصل بين مستويات الطاقة المشغولة والشاغرة يُعرف بسطح فيرمي. وحسب نظرية باردين-كوبر-شريفر، عند إدخال تفاعل جذبي صغير بين الإلكترونات في نظام ما، فإن الإلكترونات الأقرب إلى سطح فيرمي ترتبط معًا؛ لتشكيل ما يُسمى بأزواج كوبر 1, 2. ونظرًا إلى أن أزواج كوبر هذه بوزونات بفاعلية، فإنها تشكل تكاثف بوز.